في ذكرى ميلاده.. الإمام محمد أبو زهرة الذي قال لأحد الرؤساء: اتق الله
كتبت – آمال سامي:
تحل في مثل هذا اليوم 29 مارس ذكرى ميلاد العالم الكبير وأحد أشهر أعلام الشريعة والقانون في القرن العشرين وهو الشيخ محمد أبو زهرة، ويستعرض مصراوي في التقرير التالي أهم وأبرز المحطات في تاريخ حياته الحافل بالمحطات العلمية والدعوية وكذلك مواقفه المشهودة مع رؤساء العالم الإسلامي..
1. ولد الشيخ محمد أحمد مصطفى المشهور بأبي زهرة في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في 6 ذي القعدة عام 1315، 29 مارس عام 1898م.
2. حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره في "الكتاب" كعادة أغلب جيله، وساعدته والدته التي كانت تحفظ القرآن الكريم مرتلًا أيضًا، ويقول الشيخ عن تلك الفترة: "لقد ابتدأت حياتي العلمية بدخولي المكتب لحفظ القرآن الكريم، إذا كان النبات قبل أن يستغلظ سوقه، يعيش على الحب المتراكب، وقد يرى بالمجهر صورة النبات في ذلك الحب، فكذلك ينشأ الناشيء منا، وفي حبته الأولى في الصبا تكمن كل خصائصه في الكبر".
3. بعد اتمام حفظه للقرآن الكريم اتجه للدراسة في الأزهر، في معهد الأحمدي الأزهري بالجامع الأحمدي بطنطا وكان ذلك عام 1913م، واستمر في الدراسة فيه ثلاثة أعوام.
4. درس ابو زهرة بعد ذلك بمدرسة القضاء الشرعي عام 1916م واستمر فيها لمدة تسع سنوات، وكانت الشهادة النهائية لها شهادة عالية من درجة أستاذ، ويقول فهد النمري في رسالته: "الشيخ محمد أبو زهرة وآراؤه الاعتقادية عرضًا ونقدًا"، أن تلك المدرسة تم انشاءها باقتراح من الشيخ محمد عبده ونفذه فيما بعد تلميذه سعد زغلول.
5. ألتحق الشيخ ابو زهرة بعد ذلك بمكتب محاماة للتدريب على المحاماة واستمر بذلك عاما، وفي تلك الأثناء قدم طلبًا لمعادلة دراسته بكلية دار العلوم ليأخذ دبلوم دار العلوم عام 1927م.
6. عمل مدرسًا للشريعة الإسلامية واللغة العربية بمدرسة تجهيزية دار العلوم واستمر بها حتى عام 1930.
7. انتقل بعدها للعمل بالمدارس الثانوية الحكومية بعد إلغاء مدرسة تجهيزية دار العلوم، وظل بها حتى عام 1932، حتى ينتقل إلى الأزهر ليكون مدرسًا فيه لمادة تاريخ الخطابة بكلية أصول الدين..
8. ترك التدريس بالأزهر لينتقل إلى كلية الحقوق بالقاهرة ويتدرج في مناصبها حتى يصل لرئيس قسم الشريعة ثم وكيلًا للكلية لمدة خمس سنوات حتى وصل لسن التقاعد عام 1958.
9. لم ينقطع عن التدريس، فظل يحاضر بكلية الحقوق وعدد من المعاهد العلمية مثل معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية ومعهد الدراسات الإسلامية وغيرهم.
10. أشهر تلامذته: الشيخ محمد الغزالي والشيخ الدكتور محمد الطيب النجار، والدكتور عبد العزيز موسى عامر والشيخ أحمد السيد الكومي، وقال عنه الغزالي: عشت طول عمري تلميذًا للشيخ محمد أبو زهرة، وبدأت هذه التلمذة في كلية أصول الدين، "إذ كان الرجل يدرس لنا علم الملل والنحل الذي عرف فيما بعد بعلم مقارنة الأديان".
11. كان الشيخ محمد أبو زهرة صريحًا وواضحًا ولا يخشى في الحق لومة لائم، وكان ذلك سببًا في منع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر نشر أي شيء يخصه حيث كان يعلن عن آراءه المعارضة له في دروسه ومحاضراته ومجالسه.
12. نادى محمد أبو زهرة بتطبيق الشريعة الإسلامية وأكد أن القرآن أمر بالشورى فقال أن الحاكم المسلم يجب أن يتم اختياره اختيارًا حرًا فلا يتولى أي سلطة إلا بعد ان يتم اختياره من الشعب، حسب موقع إسلام أون لاين، حيث كان يرى أبو زهرة أن الحكام الصالحين هم الوسيلة المثلى لحفظ شرع الله من عبث الحاكمين.
13. وكان لأبي زهرة موقف مشهود في الدفاع عن الدين الإسلامي حيث دعي إلى أحد المؤتمرات الإسلامية مع مجموعة من كبار العلماء وافتتح رئيس المؤتمر بكلمة اعلن فيها ما اسماه اشتراكية الإسلام، ودعا الحاضرين من العلماء إلى تأييد تلك الفكرة وبعدها طلب الشيخ أبو زهرة الكلمة قائلًا: إننا نحن علماء الإسلام الذين نعرف حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا إلى هنا لنصدع بما نعرف، وإن على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم إلى أهله، قال لرئيس الدولة السابق ذكره: إنك تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيًا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس؛ فلتتق الله في شرع الله.
14. اختير عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عام 1961م.
15. له العديد من المؤلفات التي تتجاوز أكثر من ثلاثين كتابًا ابرزها تاريخ المذاهب الإسلامية، والمعجزة الكبرى –القرآن الكريم-، ومحاضرات في عقد الزواج وأثره، وله أيضًا كتاب في تفسير القرآن الكريم يسمى "زهرة التفاسير" لكنه لم يكتمل حيث وقف حتى الآية 73 من سورة النمل، ومحاضرات في الوقف، وأحكام التركات والمواريث، وعلم أصول الفقه.
16. توفى الشيخ أبو زهرة في الثاني عشر من أبريل عام 1974م، وفي مقدمة كتابه زهرة التفاسير روت أسرته تفاصيل آخر أيام حياته، حيث نوى الشيخ الجليل اقامة مؤتمر شعبي لمناقشة قضية تحديد النسل وتقييد تعدد الزوجات والطلاق في مشروع قانون الأحوال الشخصية، فاقام على حسابه الخاص سرادق كبير بشارع العزيز بالله أمام منزله بالزيتون في صباح الجمعة 12 أبريل 1974، ثم عاد إلى حجرة مكتبه العلوي وشرع في اكمال تفسير سورة النمل، واثناء نزوله من غرفته حاملًا القلم والمصحف مفتوحًا على آخر ما وصل إليه تعثر ووقع ساجدا على المصحف وعلى أوراق التفسير ثم فاضت روحه إلى بارئها أُثناء آذان صلاة المغرب، وهكذا تحول سرادق المؤتمر الشعبي إلى سرادق عزاءه رحمه الله.
فيديو قد يعجبك: