خاص مصراوي (9): الأزهر للفتوى يفسر {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}

كتب- محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض آيات من القرآن الكريم على مدار الشهر الكريم، ومن سابع الآيات قول الله تعالى.. {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [الأعراف: 31]

وفي شرح الآية قال مختصو المركز إن الآية الكريمة تحث عباد الله على العناية بجمال الملبس والبيت والبيئة، وهو سلوك يدل على حضارة الأفراد والدول، فدعت إلى العناية بحسن المظهر والملبس عند الخروج للجمع والجماعات والأعياد، وفي كل مكان وزمان، ومما يدل على عناية القرآن الكريم بالزينة والجمال ورفضه كل ما هو قبيح، أنه عبر عن ستر العورات بلفظ الزينة.وقال عز وجل: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]،وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ « إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ». مسلم.

وكذلك عني القرآن الكريم بجمال البيئة، فأشار إلى ما في مخلوقاته النباتية والحيوانية والمائية من إضفاء جانب الجمال والزينة، كما في قوله عز وجل عن الحيوانات: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) } [النحل: 6]، وقال: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا } [الكهف: 7].

وهذا يدعونا إلى الحفاظ على جمال البيئة من كل ما يفسدها ويلوثها ويقبحها، من إلقاء القمامة في الشوارع والطرقات، وتلويث المياه بمخلفات المصانع، ونشر العشوائية والفوضية في المجتمع.

وكما دعا إلى الجمال الحسي دعا أيضا إلى الجمال الخلقي والمعنوي، كما في قوله عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} [الأعراف: 26].