"حدث غيَّر مجرى التاريخ".. عضو الأزهر للفتوى عن الهجرة: أحد دروسها التضحية من أجل بناء الوطن
كتب- محمد قادوس:
تهل علينا هذه الأيام المباركة ذكرى عطرة، وحدث تاريخي، غيَّر مجرى التاريخ، وهي ذكرى الهجرة النبوية المباركة، التي نستلهم منها العظات والعبر والدروس لتكون نبراسًا لنا في حياتنا، وبهذه المناسبة يقول الدكتور هنيدي هنيدي عبد الجواد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من أهم الدروس المستفادة: عوامل بناء الوطن، والتي تظهر جليا في كل حدث من أحداث الهجرة، وكل خطوة من خطواتها المباركة.
وفي حديثه لمصراوي عن أحداث الهجرة، يقول عضو مركز الأزهر للفتوى بأن تلك الخطوات تجسدت في: شيوع روح العزيمة والإصرار والتحدي، رغم المخاطر المحيطة بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ملاحقته في كل الطرق، وتهديده بالقتل، ورصد جائزة مالية لمن أتى به، للقضاء على رأس الدعوة الإسلامية في مهدها، وما أشبه اليوم بالبارحة، فما أحوج الوطن اليوم إلى إصرار الشباب، وعزيمتهم، وقوتهم، وترك الكسل والخمول واليأس والإحباط للنهوض بالوطن في شتى المجالات المختلفة، واللحوق بركب الحضارات، والدول المتقدمة، في ظل تحديات جسام، ومخاطر عديدة، تحيط بالوطن من كل جانب.
وأضاف د. عبد الجواد، في حديثه لمصراوي، بأن استغلال الإمكانيات المتاحة، وحسن إدارتها وتنميتها، وتوظيفها حق التوظيف، لخلق فرص جديدة، تعمل على نهضة المجتمع وتقدمه، وقد تجسد ذلك في نجاح هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من خلال الاستعانة بأفراد قلائل ـ الصديق وأولاده ـ ووضعهم في أماكنهم الصحيحة، وليس أدل على ذلك من اختيار التوقيت المناسب لبدء حادث الهجرة، وهو وقت القيلولة، للحفاظ على سرية المهمة، وكذلك ما فعلته أسماء بنت أبي بكر، يدل على ذكاءها، وحسن تصرفها وإدارتها، عندما قامت بشق نطاقها ـ خمارها ـ لربط الطعام.
وأشار عضو مركز الأزهر العالمى إلى أنه من الاستعانة بخبرات ومهارات ومعارف الآخرين، وإن كانوا غير مسلمين، يظهر ذلك جليا في استعانة النبي ـ صلى الله عليه وسلم بأحد المشركين وهو: عبد الله بن أريقط ـ كدليل على الطريق إلى المدينة المنورة، فلا تُبنى الأوطان بالعزلة والبعد عن الآخرين، وإنما بالتعاون وتبادل الخبرات والعلوم والمعارف بين دول العالم، لما تتميز به كل دولة عن الأخرى في مجال من المجالات الاقتصادية والتعليمية والسياسية والفنية والعسكرية.
وبين عبد الجواد أن الجمع بين الجانب المادي والروحي والخلقي عامل أساسي في بناء الدولة، حفاظا عليها من الضياع والانحلال، ويتمثل ذلك في أول شيء فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما وصل إلى المدينة المنورة، وهو بناء مسجد قباء، ولهذا دلالة قوية على بناء الإنسان روحيا ونفسيا، واستقراره وتوازنه في الحياة.
وأوضح عضو الأزهر أنه من أقوى العوامل في بناء الدول، التضحية من أجل بناء الوطن، وإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فعندما طغت الأنانية وحب النفس والذات، وتفضيل المصلحة الخاصة على العامة، كثر الفساد في المجتمع، من نهب للمال العام، وضياع حقوق المواطنين، وغياب العدالة، وقد تجسد إعلاء المصلحة العامة في حادث الهجرة، من خلال تضحيات علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وأبي بكر الصديق وأولاده، لبناء دولة جديدة قوية.
فيديو قد يعجبك: