كيف قضت "الخمر" على إيمان أحد العباد؟.. قصة رواها النبي لأصحابه

كتبت – آمال سامي:

"اجتنبوا أم الخبائث"..حرم الله سبحانه وتعالى الخمر في كتابه العزيز فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ"، ووردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أمته باجتناب الخمر، ومنها تلك القصة، التي قبل أن رويها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه نصحهم بإجتناب الخمر واعتبرها "أم الخبائث"، وتدور تلك القصة حول رجل عابد كان يعتزل النساء ولا يرتكب المحرمات حتى أغوته امرأة غانية..

فعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اجتنِبوا أمَّ الخبائثِ فإنَّه كان رجلٌ ممَّن كان قبلكم يتعبَّدُ ويعتزِلُ النَّاسَ، فعلَقتْه امرأةٌ – أي أحبته - فأرسلت إليه خادمًا إنَّا ندعوك لشهادةٍ، فدخل فطفَقت كلَّما يدخلُ بابًا أغلقته دونه، حتَّى إذا أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ –أي جميلة حسنة - جالسةٍ وعندها غلامٌ وباطيَّةٌ فيها خمر،ٌ فقالت: إنَّا لم ندعوك لشهادةٍ ولكن دعوْتُك لقتلِ هذا الغلامِ أو تقعُ عليَّ أو تشربُ كأسًا من الخمر،ِ فإن أبيتَ صِحتُ بك وفضحتُك، قال: فلمَّا رأَى أنَّه لا بدَّ له من ذلك قال: اسقيني كأسًا من الخمرِ فسَقَته كأسًا من الخمرِ، فقال: زِيديني، فلم تزَلْ حتَّى وقع عليها وقتل النَّفسَ فاجتنِبوا الخمرَ فإنَّه واللهِ لا يجتمعُ إيمانٌ وإدمانُ الخمرِ في صدرِ رجلٍ أبدًا وليوشِكنَّ أحدُهما يُخرِجُ صاحبَه".

يعلق مصطفى عدنان الحمداني في كتابه: "حكايات السابقين في حديث سيد المرسلين" على تلك القصة قائلًا أن الخمر هي اصل الشرور فلا يدمنها أحد إلا ويتخلى عن جميع الأخلاق الشرعية، فشؤم إدمان الخمر يزيل الإيمان من قلب صاحبه، وعلى المسلم ألا يستهين بأي ذنب مهما صغر، فالرجل في القصة ظن أن شرب الخمر أهون وأخف ذنبًا من غيره، ولكن ذلك لم يكن صحيحًا، يقول عدنان الحمداني :"الذنب تتبعه ذنوب كما حصل للرجل، رأى الخمر أهون الذنوب فإذا بها تجره إلى مصائب عظيمة".