"من لا تعد الإفطار لزوجها آثمة".. وخالد الجندي يتعجب: هل تزوج خادمة؟
كتبت – آمال سامي:
وجبة الإفطار تسببت في أزمات عديدة الآونة الأخيرة، فبعد تكرار أخبار قضايا الخلع والطلاق التي تتضمن أسبابًا عديدة ومنها عدم تحضير الزوجة وجبة الإفطار لزوجها في الصباح، حتى أشعلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فتوى للباحث في الدراسات الإسلامية أحمد المالكي صرح بها تفيد بأن الزوجة التي لا تعد الإفطار لزوجها آثمة شرعًا، حيث ذكرت الفتوى أن خدمة المرأة لزوجها وقيامها بأعمال المنزل واجبة وفقًا لمذهب المالكية وكثير من علماء الدين الإسلامي، وهو ما توجه مصراوي بالسؤال حوله للدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ليجيب قائلًا: "يبدو أن صاحب هذه الفتوى يمزح، لأنه لابد من التفرقة بين الزوجة والخادمة، هل تزوج خادمة أم تزوج امرأة شريكة؟".
وأوضح الجندي أن كلمة شريكة يعني أن الحقوق والواجبات متساوية وما يحدث بينهما محض فضل وليس محض عدل، لقوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وأضاف عندما يقول القرآن الكريم: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، يجعلنا نعرف وندرك تماما ان القيام بالخدمة المنزلية مسألة يتقاسم فيها الزوجان هذا العبء، فهذا الأصل الشرعي الذي تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبما ذكر الجندي، فالرسول كان ياتي بالطعام من السوق ويقلب الطعام في الاناء وينفخ في التنور لينضج الطعام، وكان يخسف نعله ويرقع ثوبه، "وهو الحبيب المحبوب الذي جمع الله له تسعة نساء فكان الاولى وفقًا لهذا المنطق ان يقمن بخدمته وهو يعيش حياة المترفين والمرفهين ولكن ليس هذا هو الدين"، وأكد الجندي أن المرأة شريكة وليست خادمة، فإن خدمت فذلك لاصلها الطيب ولمعدنها الرقيق ولتربيتها الحسنة وللأجر الذي تنتظره من ربها ولطلب العافية في بدنها وقلبها، فهذا هو الدين.
الإنفاق "واجب" على الزوج و"الخدمة" فضل من المرأة
"فلا يأت زمان على الناس يمن الرجل فيه على زوجته أنه يطعمها او يكسوها"، يقول الجندي، في حديثه لمصراوي، مؤكدًا أن الواجبات لا يمن بها على الآخرين وانما تفعل طواعية من اصحاب الرجولة والمواقف المحترمة، "المرأة ليست مطالبة بإعداد الإفطار لزوجها، ولكن إن فعلت حبًا وطواعية وكرمًا منها فذلك ما ننتظره من نساءنا وننصح به".
بعض الرجال يقولون أنا أعمل واتعب وأنفق عليها فلابد أن تخدمني، يرد خالد الجندي على ذلك قائلًا إن الإنفاق على الزوجة واجب على الرجل لأنه أرادها أن تكون له في بيته، ولذا عندما تخرج المرأة من هذه الصفة يستخدم كلمة الطلاق، مضيفًا أن وثيقة الطلاق نثبت فيها أن الرجل ليس من شأنه ان يحبس هذه المرأة في هذا البيت لحسابه الخاص.
وأضاف الجندي أن المرأة عندما جاءت من بيت أبيها لم تكن جائعة ولم تكن نائمة في الطرقات، "فهي حين جاءت من بيتها جائت شبعانة ومكسوة ومستورة ومتعلمة ومحترمة ومدللة، فهل يكون بعد ذلك الجزاء ان تنتقل إلى بيت رجل غريب الذي صار زوجها بعد ذلك، ان تشتغل خادمة من أجل أن نطعمها ونكسوها ونمن عليها بالفرش والغطاء؟!" واستنكر الجندي من يقول بمثل هذا الكلام الذي وصفه بغير المعقول وغير المنضبط، ناصحًا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا"، وأكد الجندي في نهاية حديثه لمصراوي أن خدمة الزوجين لبعضهما البعض هو "فضل منهما ننادي به ونسأل الله أن يثبت الزوجين عليه".
فيديو قد يعجبك: