بالفيديو| عمرو الورداني: قائمة المنقولات الزوجية تحقق المقاصد الشرعية
كتبت – آمال سامي:
تحدث الدكتور عمرو الورداني في لقاءه ببرنامج مساء dmc حول واقعة قائمة المنقولات الزوجية التي كتب فيها الأب: "من يؤتمن على العرض لا يسأل على المال"، ليؤكد أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء أننا نعاني الآن من مشكلة أساسية في مفاهيم التي تتعلق بالأسرة فيظن البعض انها تبنى على الحقوق والواجبات فقط، ولكن الشرع يؤسس ان الأسرة تبنى على القيم، ولذا تحدث مشكلات ضخمة جدًا، وقد قال تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً".
"الزواج أصلًا مبني على القيم وهي السكينة والمودة والرحمة، وهذه عناصر أساسية تسري في الأحكام الفقهية فيما يتعلق بالزواج"، يقول الورداني مشيرًا إلى ان الآيات والأحاديث التي وردت في أحكام الزواج قليلة، فعلى الرغم من أن الزواج أطول مرحلة عمرية يمر بها الإنسان إلا أن الأحكام التي وردت فيه قليلة لأنها أحالتنا إلى القيم مثل قوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وقوله: وعاشروهن بالمعروف.
أما مسألة قائمة المنقولات الزوجية، فيقول الورداني أن المهر والصداق هو حق أساسي للزوجة ولها ذمة مالية مستقلة ولا يحق لأحد أن يفتات عليها، ومعنى ذلك ان ما تأخذه من صداق ملك لها، فإذا قامت المرأة باستخدام هذا المال في تأسيس بيت الزوجية، فكل ما في بيت الزوجية هو ملك لها باعتبار انها هي التي اشترته، وأوضح الورداني أن هذا يعني أنها صاحبة التصرف الوحيد فيه مادامت رشيدة وتستطيع أن تزوج لرشدها، فلها ان تتصرف في هذا المال، وليس لأحد أن يفتات على ذلك حتى لو كان وليها.
وقال الورداني إن العرف من مصادر استنباط الأحكام مادام لا يصادم الآيات والمصادر الشرعية، خاصة لو كان يحقق معنى أصيل من مقاصد الشريعة، ومنها مقصد حفظ المال، فإذا كانت قائمة المنقولات الزوجية تحافظ على حق المرأة فليس هناك إشكال في ذلك، "هناك استعمال سلبي في بعض الأحيان للقائمة باستبدالها بإيصال آمانة، وهو يؤدي لإفساد العلاقة الزوجية ونحن ضد ذلك تمامًا"، ويرى الورداني أن استخدام إيصال الآمانة اتهام بالخيانة والزواج ليس كذلك، فقائمة المنقولات ليست إيصال أمانة، وحذر الورداني من الاستخدام السيء لقائمة المنقولات الزوجية، لأن هذا يفتت مفهوم الأسرة، ويحول مفهومها من مفهوم تراحمي إلى مفهوم مصلحة، وأشار الورداني إلى أن الافتاء اعتبرت قائمة المنقولات الزوجية شيء يحقق المقاصد لما حدث من فساد في الذمم.
وقال الورداني إن هناك سبعة ظواهر غلبت على الإنسان المعاصر، وهي الفردانية والمزاجية والتشكك والمظلومية والإحباط والحساسية والعشوائية، مؤكدًا أن قائمة المنقولات الزوجية هي أحد منتجات ما حدث من تغير في سمات الإنسان المعاصر، "فقبل ما يقوله القائمة أمانة عندك فهو يقول له أن المرأة عندك حتى تحيطها بالأمان"، وقال الورداني انه لا يقبل أن يقول أن المرأة امانة عنده ففي ذلك تسليع للمرأة، فاحد انتقاداته لما كتب في قائمة المنقولات الزوجية التي اثارت الجدل أنه اعتبر بنته أمانة، "انا مش حاطط سلعة عنده فيجب أن يعرف أن الاحتياج الأساسي عندها الأمان، فيريد من الزوج أن يحيطها بالأمان".
فيديو قد يعجبك: