هل تحدى القرآن المشركين بالقرآن ذاته أم بأنه نزل على نبي أمّي؟.. عميد أصول الدين يرد
كتبت - آمال سامي:
تلقى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، سؤالا من أحد متابعيه يقول فيه: في قوله تعالى ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) هل وقع التحدي بالقرآن أم بأنه صدر من نبي أمي لأنه سمع بعض العلماء يذكر الرأي الثاني ؟
ليجيب مرزوق عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك قائلا إن في قوله تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) قولان: الأول ﺃﻱ: ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺣﺴﻦ اﻟﻨﻈﻢ، الثاني
ﻗﻴﻞ: اﻟﻀﻤﻴﺮ ﻟﻌﺒﺪﻧﺎ، ﻭﻣﻦ الاﺑﺘﺪاء ﺃﻱ: ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻛﺎﺋﻨﺔ ﻣﻤﻦ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺑﺸﺮا ﺃﻣﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺃ اﻟﻜﺘﺐ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻠﻮم.
وقال مرزوق إن القول الراجح هو اﻟﻮﺟﻪ اﻷﻭﻝ فهو ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻧﻪ اﻟﻤﻄﺎﺑﻖ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ: {ﻓﺄﺗﻮا ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻣﺜﻠﻪ}
(ﻳﻮﻧﺲ، 38) ﻭﻟﺴﺎﺋﺮ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﺘﺤﺪﻱ، ﻭﻷﻥ اﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰﻝ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺤﻘﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺘﺴﻖ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭاﻟﻨﻈﻢ ﺇﺫ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺇﻥ اﺭﺗﺒﺘﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥﻣﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﺄﺗﻮا ﺑﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻷﻥ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﺠﻢ اﻟﻐﻔﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺟﻨﺴﻬﻢ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻟﻴﺄﺕ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺎ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺜﻠﻪ.
وكذلك ﻷﻧﻪ ﻣﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﻞ ﻟﺌﻦ اﺟﺘﻤﻌﺖ اﻹﻧﺲ ﻭاﻟﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ} (اﻹﺳﺮاء، 88)، ﻭﻷﻥ ﻋﻮﺩ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻣﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺘﻪ ﻭﻻ ﻳﻼﺋﻤﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭاﺩﻋﻮا ﺷﻬﺪاءﻛﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ}، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻫﻢ ﻭﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻡ ﻻ.
فيديو قد يعجبك: