محمد أبو بكر يرد على رضوى الشربيني: الطلاق فشل.. حرام تتزوجي تاني
كتبت – آمال سامي:
"كلام ظاهره الرحمة وباطنه العذاب"...هكذا علق الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف على ما قالته الإعلامية رضوى الشربيني بأنها منفصلة وتقولها بفخر ومن حقها أن تتزوج مرة وأتنين وتلاتة وأربعة ولو زوجي لا يرضيني سأطلب منه الطلاق فورًا وأبحث عن غيره، وكانت وسائل الإعلام قد تداولت تصريحات الشربيني بشكل واسع لتتصدر جوجل تريند.
ويرى أبو بكر أن هذا الكلام يهدم البيوت المستقرة ويلقي بحجر في كل بيت هاديء مستقر، وقال عبر بث مباشر نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك أنه بدأ في الآونة الأخيرة يشعر أن الأمر أصبح ممنهجًا، فيسير وفق خطة منهجية للقضاء على البيوت المستقرة، "لا أدري لمصلحة من؟ لكن الدولة تحارب الطلاق بكل ما أوتيت من قوة وسبيل، وهناك بعض الأشخاص إما في المؤسسة الدينية أو المؤسسة الإعلامية يعملون جاهدين على نشر الطلاق في كل بيت وكأنهم يعادون الدولة".
وقال أبو بكر أننا منذ أيام سمعنا أحد أساتذة الأزهر وهو الدكتور سعد الدين الهلالي يخرج بفتوى شاذة كآراءه التي اعتدنا عليها، حسب تعبيره، ليقول بأن خدمة المرأة لزوجها وأولادها ليست فرضًا، والآن تقول "الشربيني" للنساء أنه لا مشكلة في الطلاق، وأن عليهم الافتخار بذلك، وقال أبو بكر موجهًا كلامه للشربيني: "الطلاق ليس مفخرة..الطلاق للمرأة كسر..حتى وإن كانت صاحبة حق في طلاق"، وقال أبو بكر أن هكذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها"، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال أن المرأة تكسر بالطلاق، حسب شرح محمد أبو بكر للحديث، مشيرًا إلى أنه عندنا في العرف الاجتماعي أن الطلاق شيء مشين وليس سهلًا ومستساغًا، فهو تشتيت للأسرة.
"الإسلام يا أستاذة رضوى حين أراد أن يعالج هذه القضية وضع منهجًا قويمًا للوقاية من الطلاق..وهو منهج واسع وطويل"، وقال أبو بكر أنه ليس فينا الآن من يطلق طلاقًا وفقًا ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من رحمه الله، مؤكدًا أننا لو نفذنا التوجيه الشرعي في الطلاق لن نجد بيتًا فيه طلاق إلا ما ندر، مؤكدًا أن القرآن وضع منهجًا في النصح والإرشاد والوعظ وهو ما لا يحدث مرة واحدة بل مرات ولا في يوم أو شهر بل في سنوات أملًا في الإصلاح.
وقال أبو بكر أن المرحلة التالية بعد الوعظ والإرشاد والإصلاح أمر الإسلام بالهجر في الفراش، وليس هجر الكلام، وبعد ذلك الضرب، ومعنى الضرب شيئين، أما صريح الضرب أو المفارقة، أي أن يترك المنزل، مشيرًا إلى أن البعض يظن الشيوخ جاءوا بهذا المعنى ليوافقوا الدولة، ولكن هذا الخطا، فالمعنى جاء من قوله تعالى: "فضرب بينهم بسور له باب"، ويقول أبو بكر أنه حتى لو كان المقصود بالضرب صريح الضرب، فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع له منهجًا، فلا يضرب الزوج ويكسر أو يشوه او يضرب وجه، ولكن ضرب بغض التهديد، والإسلام لم يقل للرجل أن بإمكانه رمي اليمين في أي وقت، فلو رمى اليمين بغير حق فهو غادر، والغادر لا يرفع له لواء يوم القيامة، وليس له أمل لأنه غدر بزوجته وطلقها بدون وجه حق، وفي الوقت نفسه، وضع الشرع نفس العقوبة للمرأة، فيقول أبو بكر أنه في الحديث المرأة التي تطلب الطلاق بغير بأس حرمت عليها رائحة الجنة.
"الطلاق يؤسفني أقولك أنه فشل..فشل لأحد الطرفين..فلو المرة الأولى الزوج هو اللي فاشل طب والمرة التانية؟ من حقي أتجوز مرة وأتنين وتلاتة وأربعة يعني من حقي أٌقول للناس أنا فاشلة باقتدار" يقول أبو بكر ردًا على تصريحات الإعلامية رضوى الشربيني مؤكدًا أن الزواج في حقها حرام، وفي حق كل امرأة أو رجل يعلم أنه لن تستقيم له الحياة الزوجية، بمعنى أن كان الرجل لا يحب البيت ولا الأطفال ولا المسئولية، أو لا رغبة له في الزواج، فحرام عليه أن يتزوج، موضحًا أن الزواج حكم شرعي تعتريه الأحكام الخمسة الشرعية، وهي الواجب والسنة والمندوب والمكروه والمحرم.
وقال أبو بكر أنه لا يقول أن الطلاق يعني أن الزوجة فاشلة، ولكنه يقصد أنه لا يصح للزوجة أن تطلب الطلاق بدون سبب كما لا يصح للرجل أن يرمي يمين الطلاق بدون سبب، لأنه مل من الزوجة أو نحوه، وإلا يكون غادرًا حتى لو أعطاها كل حقوقها، ولكن تكرار الزواج والطلاق مرة وأثنين وثلاثة وأربعة كما قالت الشربيني فهو في رأيه دليل فشل.
وطالب أبو بكر في آخر حديثه المجلس الأعلى للإعلام بوقفة من أجل البيوت، وكذلك جامعة الأزهر، وكل من له حق الكلمة أن يتق الله في كلمته، وكذلك كل من له حق أن يكتب مقالًا، فمن الممكن أن تخرب الكلمة البيوت، وقال أبو بكر أن الرجل الذي يتزوج أثنين وثلاثة وأربعة ويتزوج واحدة ليطلقها ويتزوج الأخرى فهو رجل مزواج وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الذواقين والذواقات، وروى أبو بكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول للقبائل ألا يزوجوا ابنه الحسن لأنه كان كثير الزواج، ولكن كانت القبائل تحب أن تناسبه للتشرف بنسب النبي صلى الله عليه وسلم.
فيديو قد يعجبك: