أستاذ بالأزهر يحذر من إفشاء أسرار العلاقة الزوجية: يدمر البيوت

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور السيد سعيد الشرقاوي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، حول إفشاء أسرار العلاقة الزوجية بين الطرفين خاصة عند الخصومة والنزاع مبينًا حكم الشرع في ذلك، وأكد الشرقاوي عبر فيديو نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، أن إفشاء الأسرار الزوجية سببًا من أبرز وأخطر أسباب فشل العلاقة الزوجية ودمارها.

وقال الشرقاوي إن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة لقوله تعالى: " وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ"، مؤكدًا أن العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على الستر والخفاء وليس الجهر والعلانية لقوله تعالى: "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، وقوله تعالى: "وقد أفضى بعضكم لبعض وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا" ففي العلاقة الزوجية أحل الله سبحانه وتعالى للزوجة من زوجها ما حرمه على غيرها، وأحل للزوج من زوجته ما حرمه على غيره ولكن للأسف، يقول الشرقاوي، مع ضعف التدين والأخلاق مع أول خلاف بين الزوجين يحدث الفجور في الخصومة ويفشي كل طرف أسرار الآخر ومن كان سترًا له سواء كان على وسائل التواصل الاجتماعي أو في التجمعات الأسرية أو الجلسات الجماعية.

وأشار الشرقاوي إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ذلك من علامات المنافقين، إذ قال: إذا خاصم فجر وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان، مؤكدًا أن الزوج والزوجة الذين يفشون الأسرار تنطبق عليهم آيات المنافقين الثلاث، فعند الخصومة يحدث الفجور ويحدث إخلاف الوعد الذي كان قائمًا على الستر وتحدث خيانة الأمانة التي أخذت بكلمة الله سبحانه وتعالى لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، وقال: إذا حدث الرجل بحديث ثم ألتفت فهو أمانة، مؤكدًا أن إخراج هذه الكلمة للناس خيانة للأمانة.

وأكد الشرقاوي أن إفشاء أسرار العلاقة الزوجية بين الطرفين من أشد أنواع خيانة الأمانة، إذ حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين إثمه الشديد ووعيده الأكيد، فقال: إن من أشر الناس يوم القيامة الرجل يفضي إلى أمرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها، مؤكدًا ان الحكم هنا منطبق على الرجل والمرأة،وهو الحديث عن أسرار العلاقة الزوجية.

وروى الشرقاوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس مع أصحابه يومًا وقال لهم هل منكم رجل جلس مع أهله يومًا فأغلق عليه بابه واستتر بستر الله عليه ثم يخرج ويقول قد فعلت كذا وفعلت كذا، أي مع زوجته، فسكت الصحابة، وجاءالرسول إلى النساء وقال لهن هل منكن من تفعل هذا فسكت النساء حتى قامت امرأة وقالت والله يا رسول الله إنهم ليتحدثون إلى الرجال وإنهن ليتحدثن إلى النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: هل تدرون مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك كمثل شيطانة لقيت شيطانًا في السكة أي في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون، مؤكدًا أن إفشاء الأسرار هو من أهم أسباب دمار البيوت في الدنيا وعذاب الله في الآخرة.