عالم أزهري: شركات السياحة مسؤولة أمام الله عن عبادة الحُجاج والمعتمرين
كـتب- علي شبل:
أثناء رحلته لأداء العمرة بالأراضي المقدسه، سجل الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، بعض خواطره رابطاً بين فقه المناسك وشركات السياحة القائمة على سفر الحجاج والمعتمرين، مؤكدا ضرورة أن تقوم شركات السياحة بمسؤوليتها أمام الله عن عبادة الحُجاج والعُمار، من إرشادهم وتوعيتهم بأداء المناسك بالطريقة الصحيحة.
وقال العشماوي: مما يؤلم القلب، ويُدمي العين؛ أن ينفق المسلم آلافا من الجنيهات، لعلها من مدخراته، أو من قوت عياله، أو مقترَضة، أو مقسَّطة؛ ليحج أو يعتمر، ثم يعود من غير أن يؤدي المناسك بطريقة شرعية صحيحة، تَبرأ بها ذمته، وتُسقط عنه الفريضة!.. يستوي في ذلك الخاص والعامِّي، والمتعلم والأمي!
واضاف العشماوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه مما يزيد القلب ألمًا أن يكون غاية اهتمامه لا بتصحيح العبادة، ومعرفة فقهها؛ لأنها الغاية من سفره، بل بالفندق الذي يسكنه، وبالطعام الذي يأكله، وبالوسيلة التي يسافر بها، وبالهدايا التي يشتريها للأهل والأحباب!
وتابع: وقد رأيت في الحج والعمرة أناسا لا يدرون ماذا يفعلون، يسيرون وهم تائهون، ويسألون الناس يمنة ويسرة عن بعض الأحكام المتعلقة بالمناسك، فأقول في نفسي: أين الشركات السياحية التي تعاقدت مع هؤلاء؟! وأين المرشد الديني للحملة؟! وكيف تتركهم هكذا بلا إرشاد؟!
وأضاف أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: حدثني بعض أصحاب الشركات السياحية من أهل العلم؛ أنه يصحب الرحلة بنفسه، ويقود الحملة بنفسه؛ ليعلِّم الناس المناسك، وأن الذي دعاه إلى ذلك؛ أنه اعتمر مرة بإحدى قريباته، فلما فرغت من أداء المناسك تعبت جدا، فقالت له: سامحك الله يا ولدي، لقد أتعبتني، وقد كنتُ من قبل أعتمر مع رجل يأتي بنا لنقبِّل الكعبة فقط، ثم نعود إلى بلادنا!
وأكد العشماوي أن شركات السياحة مسؤولة أمام الله عن عبادة الحُجاج والعُمار، ويجب عليها بحكم الديانة، بل بحكم الأمانة؛ أن يرسلوا مع الحملة مرشدا دينيا يقود الناس في أداء المناسك، وألا يتركوا العوَامَّ يُفتي بعضهم بعضا، بعيدا عن العلماء، وإلا رجعوا بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ؛ لأن العبادة لا تُقبل إلا بشرطين: الإخلاص، وموافقة السنة!
وتابع: ما يَضير شركات السياحة أن تعلِّم الناس قبل السفر مناسك الحج والعمرة بطريقة عملية، ثم ترسل معهم المرشد؛ للمتابعة!.. أذكر أنني حين اعتمرت لأول مرة؛ كنت مهتما بمعرفة المناسك بطريقة عملية، ممن أداها من أهل العلم، وقد علَّمني شيخ فاضل أداء المناسك؛ على مجسَّم للكعبة، وللصفا والمروة، بكل دقة وأمانة؛ لأن المناسك لا تؤخذ بالطريقة النظرية، وإنما تؤخذ بالطريقة العملية، ولعل هذا بعض ما يشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم"، ولا زلت إلى وقتي هذا أدعو لهذا الشيخ بالرحمة؛ لأنه كان سببا في تصحيح عبادتي، ورفع الجهل عني!
ولفت العشماوي إلى أنه قد اشتهر بعض السلف بفقه المناسك، وكان الأمراء يُقيمونه في موسم الحج والعمرة؛ ليفتي الحجيج والمعتمرين، وكان يصيح المنادي في الناس في زمان بني أمية: "لا يُفتي الناسَ في المناسك إلا عطاءُ بن أبي ربَاح، فإن لم يكن عطاءٌ؛ فعبدُ اللهِ بنُ أبي نَجِيحٍ!".. ولقد رأيت الأعاجم لا يحجون ولا يعتمرون؛ إلا بصحبة المرشد الفقيه، والعرب أولى بذلك!.. ومما يجدر التنبيه عليه هنا؛ أن على أهل كل بلد الالتزام بمذاهب بلادهم وعلمائهم، خشية التشويش، وبالله التوفيق.
اقرأ أيضًا:
عالم أزهري: ذكر الله مباح على كل حال ولو كان الذاكر على جنابة
بالفيديو| أمين الفتوى ينصح شاباً يشكو من إدمان "العادة السرية"
قبل ما تقول "ربنا افتكره".. اعرف الرأي الشرعي من دار الإفتاء
فيديو قد يعجبك: