محمد علي يوضح المشي حافيًا ما لم يضر من السنن المهجورة
كتب-محمد قادوس:
هل المشي حافيًا ما لم يضر من السنن المهجورة ؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي والذي أوضح في رده لا شك أن الإنسان قد يتعرض لبعض الضرر، إن مشى حافيًا في بعض الأماكن؛ كالمشي على الإسفلت إذا كان الجو حارًّا، أو في موطن فيه شيء من الزجاج، أو في مكان متنجس، ونحو ذلك.
واستشهد الداعية بحديث ورد عن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ لَمَّا كَانَ أَمِيرًا بِمِصْرَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: لَا أَرَى عَلَيْك حِذَاءً، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
والحديث لا يدل أبدا على أن المسلم مطالب أن يمشي حافيًا في كل أحواله، فلربما يتضرر، أو يتأذى، ولكن الحديث يدل على مشروعية التحفي أحيانًا ما لم يسبب ضررا.
وأضاف علي في رده لمصراوي: إذا مشى الإنسان حافيًا، وكان الناس يعيبون عليه ذلك، فقد ذكر بعض أهل العلم أن من المروءة أن لا يمشي حافيًا.
جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي: وَالْمُرُوءَةُ هِيَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى فِعْلِ مَا تَرَكَهُ مِنْ مُبَاحٍ بِوُجُوبِ الذَّمِّ عُرْفًا، كَتَرْكِ الْمَلِيءِ الِانْتِعَالَ فِي بَلَدٍ يُسْتَقْبَحُ فِيهِ مَشْيُ مِثْلِهِ حَافِيًا، وَعَلَى تَرْكِ مَا فِعْلُهُ مُبَاحٌ يُوجِبُ ذَمَّهُ عُرْفًا، كَالْأَكْلِ عِنْدَنَا فِي السُّوقِ، وَفِي حَانُوتِ الطَّبَّاخِ لِغَيْرِ الْغَرِيبِ. اهــ.
وبهذا تعلم أن أهل العلم يشترطون عدم التأذي بالمشي حافيًا، وبما لا يعيبه به الناس، وأن الشريعة لم تأت بالمشي حافيًا على كل حال، بل إذا تيسر في بعض الأحيان ولم يسبب ضررا.
فيديو قد يعجبك: