أسامة قابيل: المشورة بين الزوجين سنة نبوية مهجورة وطريق للسعادة

كتب-محمد قادوس:

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن المشورة سنة عن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهى جاءت بأمر إلهى، في قوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".

وأوضح العالم الأزهري، فى تصريحات خاصة، أن المشورة بين الزوجين تمثل أحد أهم القيم النبوية المهجورة التي ينبغي إحياؤها في حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا في تطبيق المشورة، ليس فقط في شؤون الأمة، بل حتى في حياته الزوجية.

وقال قابيل: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشير زوجاته في العديد من المواقف، مما يعكس تقديره واحترامه لرأيهن، وهذا يعد درسًا لكل زوجين حول أهمية الحوار والمشاركة في اتخاذ القرارات. فعلى سبيل المثال، في صلح الحديبية، استشار النبي زوجته أم سلمة رضي الله عنها عندما واجه رفضًا من الصحابة لبعض بنود الاتفاق، ونصحته بحكمة التصرف بطريقة معينة، فكانت مشورتها سببًا في تهدئة الأمور".

كما أضاف قابيل أن "النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يستشير أصحابه في المواقف الصعبة، مثل غزوة الأحزاب، حيث قبل مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة، وغزوة بدر، حيث استمع لرأي الحباب بن المنذر في اختيار موقع المعركة، لافتا إلى أن هذه المواقف تُظهر أهمية المشورة في اتخاذ القرارات الحاسمة، وهو ما يمكن تطبيقه بين الزوجين لتعزيز الثقة والاحترام المتبادل، وجعل العلاقة الزوجية أكثر استقرارًا وتوازنًا".

ودعا قابيل الأزواج إلى اتباع هذا النهج النبوي في حياتهم، مؤكدًا أن المشورة تعزز من التعاون وتقوي الروابط الأسرية، قائلاً: "إحياء سنة المشورة في حياتنا الزوجية ليس فقط امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أيضًا طريق لتحقيق حياة أسرية سعيدة ومتناغمة".

اقرأ ايضًا

الإفتاء توضح حكم من انتقل إلى سكن جديد وصلى فترة إلى غير اتجاه القبلة

3 حالات لا تجوز فيها طاعة المرأة لزوجها ولا تلعنها الملائكة.. يوضحها أستاذ بالأزهر

10 ضوابط شرعية.. الأزهر للفتوى يوضح حكم من فاتته تكبيرة الإحرام في صلاة الجماعة