بسبب الوشم و"الشبشب".. ميدو يثير الجدل بصورة أمام الكعبة وهذا رأي الشرع
كـتب- علي شبل:
أثار أحمد حسام ميدو، نجم نادي الزمالك السابق ومنتخب مصر، حالة من الجدل بين متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صورته بملابس الإحرام أمام الكعبة المشرفة بالمسجد الحرام.
نشر ميدو، عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) صورة له أثناء تأدية مناسك العمرة، وقد ظهر على جسده بعض الأوشمة، وهو يرتدي "الشبشب" كما بدت سماعات الأذن أيضا؛ ما أثار غضب العديد من متابعيه.
تساءل رواد موقع التواصل الاجتماعي عن حكم أداء العمرة ورسم الوشم على الجسد، وكذلك حكم ارتياد ساحة الحرم الشريف بارتداء "الشبشب"، حيث أبدى البعض الآخر استغرابه، قائلا: "شبشب في الحرم المكي؟ سماعة في الحرم؟ وشم في الحرم؟".
الحمد لله 🙏 #جمعة_مباركة pic.twitter.com/tshEHwX03Y
— Mido (@midoahm) August 16, 2024
وبعد التفاعل الكبير مع صورة اللاعب السابق، خرج ميدو ليرد، مؤكدا عدم وجود آية في القرآن تحرم ذلك، قائلا: "أنا مدلولي الأول والأخير لحرمانية أي شيء من المصحف، لا يوجد شيء حرمه الله ولم يحرمه في كتابه الكريم"، أما عن السماعة، فأوضح أنه وضعها ليستمع إلى الأدعية ويرددها في السعي والطواف.
أما حكم الوشم ودخول الحرم بالحذاء، فيرصد مصراوي الرأي الشرعي في تلك المسألة:
أولا: حكم الوشم والصلاة بالوشم القديم الذي تتعذر إزالته
رأي الشرع في تلك المسألة أوضحه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، مؤكدا أن الوشم القديم الذي فيه حبس الدم تحت الجلد حرامٌ شرعًا، ولا يجب إزالته إن كان في ذلك ضررٌ على صاحبه، وتكون الصلاة به صحيحةً شرعًا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
واستشهد علام في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية بما قال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" -بعد ذكر تعريف الوشم وحكمه-: [فتجب إزالته ما لم يخف ضررًا يبيح التيمم، فإن خاف لم تجب إزالته، ولا إثم عليه بعد التوبة، وهذا إذا فعله برضاه كما قال الزركشي: أي: بعد بلوغه، وإلا فلا تلزمه إزالته كما صرح به الماوردي، أي: وتصح صلاته وإمامته، ولا ينجس ما وضع فيه يده مثلًا إذا كان عليها وشم].
ثانيا: حكم العمرة وعلى جسم المعتمر وشم
وكان الدكتور أحمد ممدوح - أمين الفتوى ومدير الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية - تلقى سؤالًا سابقا من شخص يقول: "ما حكم الشرع فيمن يردي أن يعتمر وعلى جسده وشم ولو أراد إزالته فسوف يشوه مكانه؟
فأجاب ممدوح، عبر إحدى حلقات البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، قائلاً: إن الوشم الذى يختلط فيه الدم بالاصباغ فهو حرام شرعاً، ولأن إزالته تسبب تشوهاً كما قال السائل فقد أجاز بعض العلماء التوبة من فعل هذا الأمر فهي تكفي ولا شيء عليه بإذن الله.
وقال إنه لا علاقة برسم الوشم وأداء فريضة الحج أو العمرة، فأداؤك للحج أو للعمرة وعلى جسدك وشم؛ صحيح، ولكن لو كان هناك طريقة لإزالة الوشم دون ألم أو تشويه للبدن؛ فافعل، واستغفر الله، واسأله أن يعفو عنك.
ثالثا: حكم ارتياد ساحة الحرم الشريف بارتداء الحذاء
أما حكم ارتياد ساحة الحرم الشريف بارتداء الحذاء، فقد أوضح كثير من العلماء أنه جائز شرعًا عند الضرورة بشرط نظافته وطهارته، استنادا لما ورد في (سنن أبي داود) عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إن جبريل -عليه السلام- أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا» وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذىً فليمسحه وليصلِّ فيهما».
وجاء أيضًا في (سنن أبي داود) عن شداد بن أوس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم».
كما قد ثبت في السنة الندب للإحرام بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (وَلْيُحْرِمْ أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، وَنَعْلَيْنِ) رواه أحمد في "مسنده"، وصححه ابن خزيمة.
وكانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أصدرت، في بيان سابق، تعميماً لكافة الإدارات ولجميع منسوبيها يتضمن حظر لبس الأحذية داخل المسجد الحرام.
وأوضحت أن هذا القرار يأتي في إطار الحفاظ على مكانة المسجد الحرام وطهارته والحرص على قدسيته، ولما يمثله لبس الأحذية داخل المسجد الحرام من انتقاص من قدره وتدنيس لمبانيه بما يعلق بالأحذية من أوساخ.
اقرأ أيضًا:
هل فيها شبهة ربا؟.. الإفتاء حكم شراء سيارة أو شقَّة عن طريق البنك
فيديو قد يعجبك: