إعلان

"رمضانيات نسائية" بالأزهر: التاريخ لم يسجل واقعةً واحدةً أجبر فيها المسلمون غيرهم على اعتناق الإسلام

02:17 م الإثنين 24 مارس 2025

كتب - علي شبل:

عقد الجامع الأزهر اللقاء اليومي من فعاليات ملتقى الظهر "رمضانيات نسائية" بعنوان "مظاهر اليسر في الإسلام"، بحضور أ.د فاطمة عبد المجيد، أستاذ البلاغة والنقد ووكيل كلية الدراسات العليا للقطاع العربي والشرعي، ود. أسماء محمد عز الدين، مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، ود. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

واستهلت د. فاطمة عبد المجيد، حديثها ببيان أن الشريعة الإسلامية لم تأت لتضيق على الناس أو تكلفهم ما لا يطيقون، وإنّما جاءت لتحقيق السعادة للبشرية جمعاء، ورفع الحرج والمشقة عن الناس، وقد فرضت الشريعة على المسلمين تكاليف وفرائض معينة، لكنها راعت في ذلك أحوال المرضى والذين لا يستطيعون أداء العبادات، ومن مظاهر يسر الدين؛ إدراك ضعف النفس الإنسانية أمام الشهوات، فقد أكدت الشريعة على غفران الله تعالى لذنوب العباد، وكذلك اليسر في التعامل مع المخالفين فلم يسجل التاريخ واقعةً واحدةً أجبر فيها المسلمون غيرهم على اعتناق الإسلام، ولقد نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن التشدد الذي يسبب العنت والمشقة للناس، فما خيّر نبي الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، ودعا صحابته أكثر من مرة لاتباع منهج التيسير على الناس.

من جانبها بينت د. أسماء محمد، أن الإسلام دين اليسر والسماحة، وأوضحت بعض مظاهر التيسير في الصلاة ومنها: مشروعية القصر لمن بلغ مسافة السفر، وتخفيف الصلاة على المريض في أن يصليها بالطريقة التى تتوافق مع حالته الصحية، ويجوز للمسافر الجمع بين الصلوات والمسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن، ويجب على النساء في أيام العذر الشرعي ترك الصلاة وعدم إعادتها لما فيها من مشقة على المرأة.

كما ذكرت مظاهر التيسير في الصيام ومنها: أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا فليكمل صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، وأن المرأة الحامل إذا خافت على نفسها وولدها أو على أيهما لها الفطر والقضاء بعد رمضان وهذا بعد استشارة الطبيب الثقة المختص.

من جانبها أوضحت د. سناء السيد، أن التيسير ورفع الحرج من المقاصد الشرعية ولذلك مظاهر كثيرة منها؛ سقوط طواف الوداع عن الحائض والنفساء، وعدم وجوب الزكاة في حُلِي المرأة إن كان للزينة، وإعفاء المرأة من صلاة الجمعة والجماعة، كما اوضحت أن أصحاب الأعذار مأجورون ولا ينقص من ثوابهم شيء لأن هذه رخصة شرعها الله سبحانه وتعالى لهم، فالله سبحانه لا يريد لعباده شقاء وإنما يريد لهم يسرًا لا عسرًا.

واضافت: إن اليسر ليس معناه إهمال الأحكام الشرعية والأوامر الإلهية بحجة التخفيف عن الناس، ولا الادعاء أن العبرة بأعمال القلوب لا الأبدان، وإصلاح النوايا لا أداء الفرائض والعبادات، حتى صار التيسير عند بعض الناس ذريعة للتفريط والتقصير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان