إعلان

"نعتذر عن تغسيل تارك الصلاة".. لافتة على حائط مسجد وعالم أزهري يعلق

12:12 ص السبت 12 أبريل 2025

الدكتور محمد إبراهيم العشماوي

كتب- علي شبل:

علق الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، على لافتة تم وضعها على حائط أحد المساجد تفيد بعدم الموافقة على تغسيل الميت تارك الصلاة، قائلًا: كفى تقنيطاً للناس من رحمة الله.

وقال العشماوي: "لو صح ما كتب في هذه اللافتة؛ فهو مما ابتلي به المسلمون من هذا الفكر الإقصائي المتطرف، الذي لم يكتف بالتفريق بين المسلمين في الحياة، حتى فرَّق بينهم في الموت، والذي يختار من بين مذاهب العلماء أشدها تحريجا للأمة، وأبعدها عن مقتضى الرحمة، مع أن رحمته تعالى غلبت غضبه!".

وأضاف العشماوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: جمهور الفقهاء على أن تارك الصلاة تكاسلا وهو مؤمن بوجوبها؛ ليس بكافر، بل مسلم عاصٍ، على رجاء المغفرة!

واستشهد بقول ابن عبد البر في [الاستذكار]: "أجمعوا أنه من ‌تركها ‌وهو ‌قادر ‌على ‌إتيانها، ممن تجب عليه؛ أنه غير كافر بفعله ذلك؛ إلا أن يكون جاحدا لها، مستكبرا عنها".

وقول القاضي عِيَاض في [إكمال المُعْلِم] بعد ذكر خلاف أهل العلم في المسألة: "والصحيح أنه عاص غير كافر؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّه لا يَغْفِر أَن يُشْرَكَ بِهِ ويغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} ... واحتجوا بإجماع الصدر الأول على موارثة من لا يصلي، ودفنهم مع المسلمين".

وقول النووي في [المجموع]: "لم ‌يزل ‌المسلمون ‌يورثون ‌تارك الصلاة، ويورثون عنه، ولو كان كافرا لم يغفر له، لم يرث، ولم يورث".

وقول ابن قدامة في [المغني]، بعد أن ذكر طرفا من أدلة الجمهور على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا: "ولأن ذلك إجماع المسلمين؛ فإنا لا نعلم في عصر من الأعصار أحدا من ‌تاركي ‌الصلاة تُرك ‌تغسيله، والصلاة عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، ولا مُنع ورثته ميراثه، ولا مُنع هو ميراث مورثه، ولا فُرِّقَ بين زوجين لترك الصلاة من أحدهما؛ مع كثرة تاركي الصلاة، ولو كان كافرا لثبتت هذه الأحكام كلها، ولا نعلم بين المسلمين خلافا في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها، ولو كان مرتدا لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام".

وتابع العشماوي، مستنكرا تلك الواقعة، قائلًا: من أين علم هؤلاء أنه لم يتب قبل موته؟! ومن أين علموا أن الله لا يغفر له حتى يمتنعوا عن تغسيله؟!.. ومن أين عرفوا أصلا أنه تارك للصلاة؟! هل لكونه لا يصلي في مسجدهم؟! فلعله يصلي في مسجد آخر، أو يصلي في بيته!

وتابع: إن انتشار مثل هذه التنويهات واللافتات التي تحض على الكراهية؛ تنشر في المسلمين ثقافة اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل، وهي من الكبائر، كما قال تعالى: "إنه لا ييأس من رَوْحِ الله إلا القوم الكافرون".

واستدل أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر على ذلك بما ورد في [صحيح مسلم]، من حديث جُنْدُب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث أن رجلا قال: "واللهِ لا يغفر الله لفلان"، وأن الله تعالى قال: "مَنْ ذا الذي يتألَّى - يحلف - عليَّ أن لا أغفر لفلان؟! فإني قد غفرت لفلان، وأحبطتُ عملك".

وفي [شُعب الإيمان] للبيهقي، من حديث زيد بن أسلم، مقطوعا: "أن رجلا من بني إسرائيل كان يقنِّط الناس - أي من رحمة الله تعالى - ويشدد عليهم - أي بالإنذار والتخويف - قال: فيقول الله تعالى له يوم القيامة: "اليوم أؤيسك من رحمتي كما كنت تقنِّط عبادي منها".. ذكره أبو طالب في [القوت]، وعنه الغزالي في [الإحياء].

وختم العشماوي، قائلًا: إنَّ سَوْقَ العباد إلى ربهم على بساط الحب والرحمة؛ خيرٌ ألف مرة من سَوْقِهم إليه على سياط الخوف والرهبة!

facebook_1744407563252_7316575620178369783

اقرأ أيضًا:

علي جمعة يكشف عن الكلمات العشر الطيبات: أوصى بها النبي ﷺ

كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟".. الدكتور أسامة قابيل يجيب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان