ما موقف الإسلام من دراسة الساينس"العلم التجريبي"؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
علي جمعة
كتب- محمد قادوس:
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أننا نؤمن بالساينس (العلم التجريبي) كأداة لفهم عالم الأشياء، موضحا أنه عندما نريد الدخول في عالم الأشياء، نحن نستخدم الساينس كأداة فاعلة، إذ اختلف حال العلم التجريبي من زمن إلى آخر، خاصة بعد اختراع الميكروسكوب والتلسكوب، فالتلسكوب يمكننا من إدراك الأجرام السماوية البعيدة، بينما يمكننا الميكروسكوب من رؤية الدقائق التي لا تراها العين المجردة.
وأشار المفتي الأسبق إلى أن العلماء مثل الدكتور أحمد زويل، رحمه الله، وفريقه، قدموا العديد من الاكتشافات التي سمحت لنا بدراسة العمليات التفاعلية الكيميائية أثناء حدوثها، من خلال الفيمتوثانية، وهي وحدة زمنية صغيرة جدًا يمكن من خلالها تصوير العمليات الكيميائية، مضيفا أنه من خلال هذه الأدوات يمكننا فهم كيفية تطور الخلايا، مثلما يحدث في حالة السرطان، كما أن هذا العلم يقدم لنا أفضل السبل لفهم التفاعل الكيميائي الذي كان غير مدرك لنا في السابق.
وأضاف جمعة، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة" الناس": أننا رغم هذه التقدمات العلمية، لم نتمكن بعد من رؤية الذرة من داخلها بشكل مباشر، حيث إنها تظل في إطار البحث على الورق، ويعتقد العلماء أن الذرة تحتوي على نواة وإلكترونات، لكننا لم نتمكن من رؤية حقيقية لهذه الإلكترونات بعد، ورغم ذلك، نحن نؤمن بهذا العلم لأن الكون الذي نتعامل معه هو من خلق الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أهمية وضع العلم في مكانه الصحيح، حيث أن "البارادايم" أو "النموذج المعرفي" الذي نستخدمه يمكن أن يساعدنا في إعادة الثقة في علومنا، مؤكدا أنه عندما نتحدث عن العلوم الاجتماعية والإنسانية، يرى البعض أنها ليست علومًا وإنما مجرد نظريات، ثم قسموا العلوم إلى قسمين: قسم يتطلب التجريب والحس والاستنتاج ويسمى "الساينس"، وقسم آخر يُسمى "الفن"، مثل علم الاجتماع وعلم النفس، حيث يقال إن هناك جانبًا علميًا وجانبًا فنيًا في هذه العلوم، ويتعلق الفن بالمهارات بينما العلم يتعلق بالمعلومات.
وشدد على أن العلم، في جميع مجالاته، يجب أن يكون في موضعه الصحيح، وأنه يجب أن نؤمن بأن العلم التجريبي جزء من الكون الذي خلقه الله، وبالتالي لا يجب أن نفصل بين العلم والإيمان بل نراهما معًا لتحقيق الفهم الصحيح والتقدم.
اقرأ أيضًا:
"صلوا كما رأيتموني أصلي".. تعرف على مكروهات الصلاة حتى يكتمل الثواب
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
مفاجأة- أمين الفتوى: "خمسة وخميسة" تعبير مصري مبتكر عن سنة النبي وليس عن الشرك
فيديو قد يعجبك: