شوال .. قبل الإسلام وبعده
بقلم - هاني ضوَّه :
شوال هو عاشر شهور السنة وفق التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان، وأول أشهر الحج التي تبدأ من أول يوم فيه وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من ذي الحجة.
سُمِّي بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرة الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في عام 412م على وجه التقريب.
والعرب قديمًا يسمون الشهور بما يحدث فيها من أحوال وأحداث لتعبر عن معناها، وإذا بحثنا في سبب تسميه شهر شوال بهذا الاسم وجدنا الكثير من المعاني المترابطة التي أرجعها العرب لتسمية هذا الشهر بشوال.
وقيل في سبب تسميته بهذا الاسم قبل الإسلام: إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل، وهو توليه وإدباره في وقت اشتداد الحر. وقيل بل سُمّي كذلك في موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أي ترفعها، فالناقة الشائل هي اللاقح التي ترفع ذنبها للفحل فيكون ذلك علامة على طلبها اللقاح في ذاك الوقت من السنة.
وقالوا كذلك إن اسم شوال مأخوذ من الشّول بمعنى الارتفاع، ومنه الظّاء المشالة، ونحن لا نزال في دول المشرق كمصر نعبر عن رفع الشئ بقولنا: "شالها" أي رفعها، وقد ذكر العلماء سببين لذلك: الأوّل: أنّ الثّمار والزّروع جفّت في هذا الشهر، فالخير فيه يرتفع.
وهناك رأي أخير يعزو الاسم إلى أنهم قالوا فيه شَوَّلوا، أي ارتحلو لأنهم كانوا يهربون فيه من الغارات، إذ تكثر فيه الغارات تعويضًا عما بعده من الأشهر الحرم الثلاثة "ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم" فيلجأون إلى أمكنة يتحصّنون فيها.
وقبل الإسلام كانوا يعتبرون أن شهر شوال سمي بذلك لأن النوق في هذا الشهر تمتنع عن البعير فلا تدعه يطأها، فيقال: "شالت النّاقة "، ولعلّ العرب لذلك كانت تتشاءم من الزّواج فيه، فأتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فهدم هذا الاعتقاد، وحث على الزواج في شهر شوال وتزوج السيدة عائشة رضي الله عنها في شهر شوال.
فيديو قد يعجبك: