"الشعبونية والتكريزة والسيبانة" عادات عربية أصيلة للاحتفاء بشهر شعبان
كتب - هاني ضوه :
لبلداننا العربية طابع خاص في عاداتها واحتفالاتها، فلا تمر مناسبة - خاصة الدينية منها- إلا وفيها اجتماع واحتفال تتشابه فيه العادات في أحيان كثيرة وقد تختلف كذلك في أمور بسيطة.
ومن هذه العادات التي ارتبطت في بلادنا العربية بشهر شعبان ما يسمى بـ "الشعبونية" أو "ولائم شعبان" .. وهي العادة التي تنتشر بشكل كبير خاصة في بلاد الشام (لبنان وسوريا والأردن وفلسطين) وكذلك دول المغرب العربي ودول الخليج.
و"الشعبونية" عبارة عن ولائم وعزومات يجتمع فيها الأهل والأصدقاء على موائد تضم ما لذ وطاب من الطعام والحلوى خاصة الشعبية منها، وكثيرًا ما يصاحبها المديح النبوي والغناء الشعبي.
وتعرف هذه العادة بأسماء عدة وتفاصيل تميز كل بلد عن الآخر، ففي سوريا يسمونها "تكريزة رمضان"، وفي لبنان يطلقون عليها “سيبانة رمضان”، أما في فلسطين والأردن فقد عُرفت بـ “الشعبونية”، ويشتهر بها حتى اليوم أهل نابلس ويافا، وبعض أهل القدس والسلط والبلقاء وعمان. وتقوم على دعوة كبار العائلات لأقاربهم لتناول الطعام في بيته.
ولم تغب تلك العادة عن منطقة الحجاز في مكة المكرمة والمدينة المنورة يعرفونها باسم "الشَّعبنة"، وفي الكويت تسمى "يوم القريش". وكانت النسوة يأتين بطعامهن إلى بيت كبير العائلة، أو يذهبن إلى شاطئ البحر في اليوم الأخير من شعبان؛ للأكل بشكل جماعي مُستذكرين المثل الشعبي: “اليوم القريش وباكر نطوي الكريش”. أما منطقة المغرب العربي تونس والجزائر والمغرب فتعرف باسم "وليمة الشعبانية".
ويحرص المحتفلون بتلك العادة في شعبان على أن تضم الموائد أصنافاً من الطعام مما سيتعذر طبخه في رمضان لضيق الوقت والمجهود، ويعتبرون ذلك استعدادًا لرمضان.
وفي سوريا الشام تقوم العائلات بعمل الحلوى والطبخات الشعبية متل سمبوسك والمحاشي، والأرز بالحليب وأكلات متنوعة ويوزعونها على الجيران والأقرباء، ويسمونها "حسنة شعبان"، ولم تغب تلك العادة عن مصر التي تسمي النصف من شعبان بـ "الموسم" ويعدون فيه الأكلات الجميلة مثل "البط" و"الكشك" والأرز باللبن" وغيرها من الأكلات الشهية ويتهادون فيما بينهم.
لا تقتصر تلك العادات على "الشعبونية" فقط .. بل هناك عادة أخرى يحتفل بها أهل نابلس خاصة وهي "يوم الشعلة"، والذي يوافق يوم النصف من شعبان، حيث يقوم أهالي نابلس بوضع الرماد الناجم عن وقود التدفئة في علب ويضعونها على حواف أسطح بيوتهم، ثم يسكبون عليها قليلاً من الجاز ويشعلونها. ويقوم الأطفال والشبان بحمل هذه الشعلات ويطوفون في شوارع المدينة القديمة وأزقتها، وهم ينشدون أناشيد دينية خاصة في هذه المناسبة، وهم يقرعون الطبول والصاجات حتى ساعات متأخرة من الليل.
فيديو قد يعجبك: