من خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: صيام "المحرم" أفضل الصيام بعد رمضان

كتبت- آمال سامي:

دارت خطبة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، اليوم، والتي ألقاها إمام وخطيب الحرم الشيخ أسامة بن عبد الله خياط، حول فضل شهر محرم وصيامه.

وأكد خياط، في خطبته، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس، أن تعدد أبواب الخير التي فتحها الله على عباده دلالة على سعة رحمته وواسع فضله عليهم، وقال: "إنها لأبوابُ خيرٍ مُشرَعة في كل حينٍ، وإنها لتستغرقُ كلَّ أيام العام؛ فليس شهرٌ من شهوره إلا ولأيامه أو لياليه وظائفُ ينجُو منها العبدُ إلى جمهرةٍ من الطاعات، وحشدٍ من القُرُبات، يزدلِفُ بها إلى مولاه، وتقرُّ بحُسن الثواب عليها عيناه, وإذا كان المسلم قد ختمَ عامَه بعبادة ربِّه المُتمثِّلة في حجِّ بيته والعُمرة، وذكره - سبحانه - في أيام التشريق، والتقرُّب إليه بذبح ونحر الهدي والأضاحي، وبصيام يوم عرفة من غير الحاجِّ، وغيرها من القُرَب الواقعة في شهر ذي الحجَّة آخر شهور العام؛ فإنه يفتتِح عامَه بعبادة ربِّه المُتمثِّلة في صيام شهر الله المُحرَّم أول شهور العام، الذي أخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن صيامَه أفضلُ الصيام بعد رمضان، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلمٌ في صحيحه وأصحابُ السنن في سننهم".

وتابع خطيب الحرم المكي: فالصوم في شهر المحرم، وفي يوم عاشوراء، له أجر عظيم، وذكر حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: "ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صامَ يومًا يتحرَّى قبلَه على الأيام إلا هذا اليوم - يعني: يوم عاشوراء -، وهذا الشهر - يعني: رمضان ". ووضح إمام الحرم الشريف أن صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء، وصوم موسى عليه السلام قبله شكرًا لله على نصره لموسى وقومه على فرعون وقومه، دلالة بينة على لزوم شكر الله على نعمه بدوام طاعته والأمل في الاستزادة من تلك النعم، فقد وعد الله الشاكرين لنعمه بالزيادة فقال تعالى: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"