لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم

03:58 م السبت 13 أكتوبر 2018

سورة القلم

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف ـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)، (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) .. [الانسان: 2*4*8*9]

(الإنسان): المراد: جنسه.

(من نطفة): أي من ماء يقطر وهو المني -وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة.

(أمشاج): جمع مشج بفتحتين كسبب وأسباب. أو مشج بفتح فكسر ككتف. وأكتاف -أي أخلاط جمع خلط بمعنى مختلط، يقال: مشجت الشيء إذا خلطته، وقيل: أمشاج: أي ألوان، وقيل: أي أطوار.

(نبتليه): نريد ابتلاءه.

(سميعًا بصيرًا): المراد بذلك إدراكه!

(الأبرار): جمع بر أو بار، وهو الإنسان المطيع لربه، والمسارع في فعل الخير.

(كأس): الإناء الذي تُوضع فيه الخمر، ولا يسمى بهذا الاسم إلا إذا كانت الخمر بداخله، ويصح أن يطلق الكأس على الخمر ذاتها على سبيل المجاز، من باب تسمية الحال باسم المحل، وهو المراد هنا.

(مزاجها): خليطها من المزج بمعنى الخلط يقال: مزجت الشيء بالشيء: إذا خلطته به.

(كافورًا): اسم لسائل طيب الرائحة، أبيض اللون.

(على حبه): يعني مع حب هذا الطعام لديهم، ومع حاجتهم إليه واشتهائهم له.

(على): بمعنى مع.

(مسكينًا): المسكين: المحتاج إلى غيره لفقره وسكونه عن الحركة.

(يتيمًا): اليتيم: من فقد أباه، وهو صغير.

(أسيرًا): من أصبح أمره بيد غيره.

(لوجه الله): ابتغاء وجه الله تعالى وطلبًا لمثوبته ورحمته.

ـ خلاصة المعنى في هذه الآيات:

يبين الحق تبارك وتعالى كيف خلق الإنسان، حيث خلقه عز وجل من نطفة مختلطة بعناصر متعددة، تتكون منها حياة الإنسان بقدرته تعالى وحكمته، فجعله بسبب إرادته سبحانه ابتلاءه واختباره بالتكاليف عند بلوغه سن الرشد مزودًا بوسائل الإدراك، التي بواسطتها يسمع الحق ويبصره ويستجيب له.

وأن الحق تبارك وتعالى يبين ما أعده لعباده المتقين الطائعين من خير عظيم في الآخرة، من ذلك أنهم يتمتعون بشراب من خمر مخلوطة بالكافور الذي تنتعش له النفوس، وتحبه الأرواح والقلوب، لطيب رائحته، وجمال شكله.

ومن صفات عباد الله المتقين الطائعين الأبرار أنهم لا يمنعهم مانع مع إطعام المساكين والمحتاجين، فهم مع حاجتهم للطعام لا يبخلون به عن المساكين واليتامى والأسرى، يفعلون ذلك من غير انتظار شكر منهم، وإنما يرجون الأجر من ربهم والثواب والجزاء منه سبحانه وهذا بيان لشدة إخلاصهم، ولطهارة نفوسهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان