من معاني القرآن {هُن لباسٌ لكم وأنتم لباس لهن}
كتب: محمد قادوس
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف- تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآية القرآنية: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.. [البقرة : 187].
أصل اللباس: ما يلبسه الإنسان مما يواري جسده.
هو استئناف كالبيان لسبب الإحلال، وهو أنه إذا كانت بينكم وبينهنّ مثل هذه المخالطة والملابسة قلّ صبركم عنهنّ وصعب عليكم اجتنابهنّ، فلذلك رخص لكم في مباشرتهنّ.
والمعني وارد هنا لإباحة مباشرة النساء في ليالي الصيام، ذلك أن كلا من الزوجين يسكن إلى صاحبه، ويكون من شدة القرب منه كالثوب الملابس له وكانت العرب تسمى المرأة لباسا، وهذه حال تقوى معها الدواعي إلى المباشرة، فمن رفقه-تعالى-بعباده أن أحلها لهم ليلة الصيام.
ففي الآية جُعل اللباس كناية عن الزوج لكونه سترا لنفسه ولزوجه أن يظهر منهما سوء، كما أن اللباس ستر عنه أن يبدو منه السوء.
وفي هذا التعبير القرآني ما فيه من اللطافة والأدب وسمو التصوير لما بين الرجل وزوجه من شدة الاتصال والمودة واستتار كل واحد منهما بصاحبه.
فيديو قد يعجبك: