"وقف الطيور" و"وقف الدواب".. حين كان يقتدي المسلمون بنبي الرحمة
كتبت- آمال سامي:
في الأزهر الشريف، بمسجد محمد بك أبو الدهب، كانت هناك أربع صوامع وقفًا للطيور تملأ بالحبوب كي يأكل طير السماء، يحكي لنا الدكتور علي جمعة، في برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة سي بي سي الفضائية، عن بعض مظاهر الرحمة التي تعلمها المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويضيف أن كان هناك مساقي للكلاب عند بيت القاضي عند سيدنا الحسين، وكان علي الخواص من كبار الأولياء يمسحها وينظف الماء حتى عندما تشرب منها الكلاب "الضالة" صباحًا تشرب ماءًا نظيفًا . ويذكر جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو لجنة كبار العلماء، عن "كشك الرحمة" في بلاد المسلمين، الذي كان متمثلًا في رجل كبير يمر دائما، وحين يرى طفلا صغيرا يبكي يعالج سبب بكاءه، "يشتري لمن كسر "سلطانيته " واحدة أخرى ويملأها بـ "العسل والطحينة" "عشان لما يرجع البيت أبوه أو سيده ميضربوش" يقول جمعة.
وعن تأثير وجود الرحمة في حضارة المسلمين ووجودهم، يقول جمعة إنها كانت سببًا في دخول غزاة العالم الإسلامي إلى الإسلام، فالصليبون حين دخلوا بلاد المسلمين أسلم بعضهم، وأسلم أغلب التتار، على عكس قاعدة ابن خلدون التي تقول "المغلوب مولع بتقليد الغالب". يوضح جمعة أن سبب حدوث العكس في العالم الإسلامي حينها "أن الحضارة كانت مستقرة ولها تطبيقات ونماذج قابلة للتكرار، ولأن الرحمة متخللة في كل حركة وسكنة وكامنة في تاريخنا وحاضرنا ومراد مستقبلنا".
فيديو قد يعجبك: