لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دور المرأة في المجتمع النبوي

07:38 م الثلاثاء 10 مارس 2015

دور المرأة في المجتمع النبوي

بقلم – هاني ضوَّه (نائب مستشار مفتي الجمهورية ):

لم تكن المرأة منذ عهد النبوة مهمشة في الحياة، بل كان لها دورًا محوريًا ومهمًا في كثير من الأحيان، وكانت تشارك الرجال في بناء دولة الإسلام عبر قيامها بأدوار مختلفة، ولا ننسى أدوار الصحابيات الجليلات في المرحلة السرية والجهرية من الدعوة الإسلامية.

لم تغب المرأة عن الهجرتين، فكان لها نصيب من الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، وكذلك في الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث كان لهن أثرًا كبيرًا في تلك الرحلة المباركة مثل أسماء بنت أبي بكر والسيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والسيدة أم سلمة، والسيدة أم أيمن رضي الله عنهن جميعًا، وغيرهن من الصحابيات.

حتى في الجانب السياسي كانت المرأة متصدره، ففي بيعتي العقبة جاء وفد من الصحابيات يبايعن النبي على الإيمان والإسلام، والبيعة هي بمثابة ميثاق ومبايعة للنظام السياسي الإسلامي وللقائد الأعظم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

ومبايعة نساء الأنصار للنبي- صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وبيعة الرضوان التي كانت بيعة على الموت ثم بيعة النساء بعد فتح مكة والتي ذكر القرآن الكريم بنودها في سورة الممتحنة، وكانت بيعة العقيدة وحماية المجتمع المسلم وشاركت في هذه البيعة حوالي (300) امرأة، وعرضت لإشكالية بيعة النساء في الدراسات الحديثة التي تقصر دروس هذه البيعة على عدم مصافحة النساء، وتتجاهل الحقيقة السياسية لهذه المبايعة.

وفي ساحات المعارك والغزوات لم تغب المرأة، ولم يقتصر دورها على إعداد الطعام أو تجهيز الخيام، بل كانت تقاتل جنبًا إلى جنب مع الرجال، ولا يقل استبسالهن عن الرجل في كل المعارك التي اشتركت فيها النساء، وكبدن العدو خسائر بالأرواح، مثل السيدة أم عمارة التي دافعت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقاتلت بين يديه لتصد عنه الأعداء.

وقد ورد في كتاب "السيرة النبوية والآثار المحمدية" للسيد أحمد بن زيني دحلان –مفتي الشافعية في مكة-، أن النساء من المدينة خرجن يوم أحد ومعهن فاطمة رضي الله عنها لاستقبال المسلمين بعد الغزوة، فلما لقيت السيدة فاطمة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اعتنقته وراحت تغسل جراحاته، والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكب الماء فيتزايد الدم، فقامت السيدة فاطمة بحرق شيء من الحصير حتى صار رمادا وضمدت به الجرح، فاستمسك الدم.

وفي مجال الطب شاركت المرأة بشكل قوي في الجهاد وفي غير وقت الجهاد، يقول الإمام الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام: "قال عروة بن الزبير: ما رأيت عالما بالطب مثل عائشة رضي الله عنها، فقلت: يا خالة من أين تعلمت الطب؟ قالت: كنت اسمع الناس ينعت بعضهم بعضا فأحفظه".

ولم تغب المرأة عن صفوف العلم كطالبة ومعلمة، ففي عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءت امرأة إليه ومعها مجموعة من النسوة إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وقالت له: يا رسول الله لقد غلبنا عليك الرجال وفي رواية أخرى: لقد ذهب بحديثك الرجال، فعين لنا يوماً نأتيك فيه وتعلمنا مما علمك الله"، فقبل النبي وحدد لهن يومًا ليتعلمن.

أما كمعلمه فقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة الكرام أن يتفقهوا ويتعلموا الدين عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فقال: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان