لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سلمان الفارسي .. قصة الهارب من عبادة النار إلى الإسلام

05:21 م السبت 20 أكتوبر 2018

مرقد الصحابي سلمان الفارسي بمدينة "المدائن" في الع

كتب – هاني ضوه :

كان سلمان الفارسي رغم نشأته في فارس وسط عبادة النار يبحث عن الدين الحق وخرج يبحث عن الله. كان اسمه قبل الإسلام روزبه أو مأبه بن يوذخشان، من منطقة أصفهان في إيران، فخرج في طلب الدين وتنقّل من كنيسة إلى أُخرى بعد أن ترك دين أجداده المجوسية، وفي طريق بحثه عن الدين الحق وصل عند رجل في عمورية، فأعلمه أنّه سيخرج نبي في أرض العرب وأعطاه ثلاث علامات في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج رضي الله عنه باحثاً حتّى وصل إلى المدينة المنورة بعد بيعه لرجل يهودي، وعندما جاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم مهاجراً من مكة المكرمة راح سلمان الفارسي يتبعه حتّى تأكد من علامات النبوّة والتي علمها في عمورية، حيث إنّ النبي لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية وعلى كتفه خاتم النبوّة، فأقبل رضي الله عنه يقبّل الرسول ويبكي وأعلن إسلامه.

ويرصد مصراوي في هذا التقرير قصة إسلام سلمان الفارسي العجيبة والمُـلهمة، والتي رواها هو رضي الله عنه بنفسه منذ نشأته وحتى إسلامه، وذكرها الإمام أحمد في مسنده والإمام البزار في مسنده.

يذكر الصحابي الجليل أنه ولد فارسيًا في بلاد أصبهان - بإيران حاليًا- من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبوه حاكمها، وكان يحبه حبًا شديدًا ويخشى عليه لدرجه أنه حبسه في بيته، وكان سلمان قد تدرج في المجوسية حتى أصبح قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.

وفي يوم طلب منه والده أن يذهب إلى ضيعة له ليرعاها بسبب مشاغله وطلب منه ألا يتأخر عنه حتى لا يقلق، وفي طريق سلمان إلى الضيعة مر على كنيسة وفيها من يصلون فدخل وأعجب بهم، وقال: «هذا - والله - خير من الدين الذي نحن عليه»، فلم يتركهم حتى غربت الشمس.

وسألهم عن مكان أصل هذا الدين فأخبروه أنه في الشام، فعاد سلمان إلى أبيه وأخبره بما حدث وأنه أُعجب بهذا الدين فحسبه مقيدًا بالسلاسل.

ويحكي سلمان فيقول: فبعثت إلى النصارى، فقلت: «إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم». فقدم عليهم ركب من الشام، فأخبروه وهرب من بيت والده إلى الشام.

وهناك التقى بأحد الأساقفة الزهاد الذين كانوا على الحق، ولما حضرته الوفاه أوصاه أن يذهب إلى أحد الأساقفة في الموصل وهو على نفس حاله من الصلاح وانتظار بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فذهب إليه وظل معه فترة ثم حضرته الوفاه أوصاه بالذهاب إلى أحد أساقفة "نصيبين" وتكرر الأمر كذلك حتى وصل إلى أسقف من أهل عمورية بالروم وهو الذي أخبره بزمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن ذلك يقول سلمان الفارسي إن الأسقف قال له: «أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل؛ فإنه قد أظلك زمانه».

وبعدها مر عليه قافلة من أرض العرب فذهب معهم بحثًا عن نبي آخر الزمان، ولكن في الطريق باعوه ليهودي ووصل به إلى المدينة فعرف من نخلها أنها هي مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما وصفها له الأسقف.

ويحكي سلمان قصة قدوم النبي إلى المدينة فيقول: "وبعث الله نبيه صلى الله عليه آله وسلم بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه آله وسلم قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له، لما سمعت بخبر قدوم النبي، نزلت أقول: «ما هذا الخبر؟». فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك».

وأراد سلمان أن يختبر صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أخبره عنها الأسقف وهي أنه لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية وأن خاتم النبوة بين كتفيه وغيرها من العلامات، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المساء وأخذ معه طعام وأخبره أن هذا الطعام من باب الصدقة، فأمر النبي أصحابه أن يأكلوا ولم يأكل هو، فعلم سلمان أنها احدى العلامات.

ثم رجع إلى النبي مرة أخرى فجمع به طعامًا وأخبره أنه هدية فأكل رسول الله صلى الله عليه آله وسلم وأكل أصحابه، فعلم أنها العلامة الثانية

وبحث سلمان عن خاتم النبوة ويحكي عن ذلك فيقول: "ثم جئت رسول الله صلى الله عليه آله وسلم، وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف. فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي". وهكذا أسلم سلمان الفارسي وكاتب سيده وطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الصحابة أن يعينوه وبالفعل أعتق سلمان وظل مرافقًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تابعًا له حتى أنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قال: "سلمان منا آل البيت".

توفى سلمان الفارسي في زمن خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، يوم 8 صفر سنة 33 هـ في مدينة "المدائن" في العراق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان