نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر السادس للوكالة الجامعية الفرانكفونية
القاهرة- (أ ش أ):
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تبذل قصارى جهدها مع قيادات العالم، حتى تسفر قمة مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 27)، عن تنفيذ التعهدات الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ.
وقال السيسي، خلال كلمة وجهها لأعمال النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للفرانكفونية العلمية، اليوم الأربعاء، إن المؤتمر الفرانكفوني يأتي في ذروة استعداد مصر لاستضافة القمة العالمية للمناخ في مدينة شرم الشيخ، معربا عن ترحيبه بوزراء التعليم العالي والبحث العلمي بالدول الأعضاء في الوكالة الجامعية للفرانكفونية المشاركين في المؤتمر السادس الذي تنظمه الوكالة هذا العام، في مدينة القاهرة.
وأضاف الرئيس السيسي: "يأتي مؤتمركم الموقر، ومصر في أوج استعداداتها لاستضافة القمة العالمية للمناخ (كوب- 27 ) بمدينة شرم الشيخ الخضراء، وتبذل مصر قصارى جهدها مع قيادات العالم حتى تسفر القمة عن تنفيذ التعهدات الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه انطلاقا من إيمان مصر بالقيمة السامية للعلم الذي يتصدر أولويات استراتيجية التنمية المستدامة في بلادنا، وما يقترن به من أنشطة البحث العلمي في شتى الميادين، أود الإشادة بجهود الوكالة الجامعية للفرانكوفونية لحرصها على إطلاق تلك المبادرة المتميزة بتخصيص أسبوع عالمي للفرانكوفونية العالمية سنويا، والذي تستضيف القاهرة بكل ترحاب نسخته الثانية هذا العام.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته المسجلة التي وجهها لأعمال النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للفرانكوفونية العالمية، أنه ليس هناك شك في أن مثل هذا النمط المتفرد من الدبلوماسية العلمية يتيح الفرصة للتبادل والتفاعل بين خبرات وانجازات البحث العلمي بما يقدم بشكل عملي وفي إطار متميز من الحوار والتعاون والتضامن، نموذجا عمليا أمثل للإمكانات الواسعة لاستثمار الحوار مع الآخر والتواصل بين الثقافات في تحقيق غايات انسانية عليا تصب في صالح الجميع، إعمالا بمبادئ المساواة والإخاء والحرية.
وأكد أن التقارب المتنامي بين مصر والوكالة الجامعية للفرانكوفونية يستحق كل تأييد ومؤازرة، فاعتبار مصر شريكا استراتيجيا بالنسبة للوكالة وتوقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بين الجانبين، لاسيما الاتفاقية الأخيرة التي تتخذ من جامعة القاهرة مقرا لمكتبها الوطني ولمركزها الخاص بتوظيف طلبة الجامعات المصرية وخرجيها، يعكس إرادة صادقة لتطوير وتوسيع نطاق مشروعات التعاون الجامعية التي تنفذها الوكالة في مصر بالتعاون مع الجامعات المصرية الـ 19 الأعضاء في الوكالة.
وأعرب الرئيس السيسي، عن أمله في أن يتم ذلك بما يتناسب مع إيقاع العصر ومقتضيات مساراتنا التنموية وما يرتبط بها من متطلبات سوق العمل، وذلك في ضوء الرؤية المصرية "استراتيجية التنمية المستدامة لعام 2030"، بما يحقق تقدما ملموسا في كفاءة الجامعات المصرية عبر النهوض بمستوى جودة التعليم والبحث العلمي والتدريب والابتكار ويعزز من رؤية مصر لاطلاق صحوة معرفية متجددة ومنفتحة تستند في المقام الأول إلى سياسة تعليمية عصرية متاحة للجميع، بحيث تتمتع بالقدرة على تنشئة أجيال جديدة تتميز بالشخصية المنفتحة والعقل المستنير وتتفهم قيمة احترام الآخر والانفتاح المعرفي والإنساني على الثقافات المتنوعة، فضلا عن تمتعها بروح المبادرة والقدرة على إطلاق ملكاتها في شتى مناحي الإبداع والإضافة والابتكار؛ الأمر الذي يفتح آفاقا رحبة للنهوض بالبنية التعليمية لشباب الجامعات وخريجيها ومكوناتهم العلمية والثقافية بما يمكن شبابنا من التفاعل مع الفكر المستنير والرؤى الجديدة وذلك في منأى عن العقول المنغلقة والنزاعات المتطرفة والتيارات المنحرفة.
وأكد أن مصر تفخر باستضافة مدينة الإسكندرية لأحد نماذج التعليم الجامعي المتميز، ألا وهي جامعة سنجور للتنمية في أفريقيا، وها هي تحقق يوما بعد يوم نجاحات واعدة فيما يتعلق بإعداد الكوادر الافريقية عالية المستوى والمدربة تدريبا عمليا عصريا راقيا بما يؤهل خريجيها للإدارة الفاعلة لاستراتيجيات التنمية المستدامة لدى العودة إلى أوطانهم.
وأوضح الرئيس السيسي أنه وجه بالاستجابة لمطلب جامعة سنجور بقيام مصر ببناء مقر جديد للجامعة يكون أكبر حجما وأكثر اتساعا من المقر الحالي، بغية استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة الأفارقة الوافدين إلى الجامعة، وبدأت بالفعل عملية التشييد بحيث يتم افتتاح المقر الجديد للجامعة في المستقبل القريب.
وأكد أن استثمار المعرفة في مكوناتها المختلفة، من أجل النهوض بالأمم عبر نسق متعدد الثقافات والانتماءات يعد رسالة نبيلة حملتها الوكالة الجامعية للفرانكوفونية منذ نشأتها بما تستحق عليه كل تقدير وثناء، معربا عن أمله في أن يسهم التعامل المثمر والمطرد بين مصر والوكالة في دعم وإثراء الجهود المصرية الحريصة على بناء أجيال جديدة تجمع بين التكوين العلمي السليم والرقي المعرفي والقدرات البحثية المتميزة والقيم العلمية الإنسانية، لتكون أجيالا تحدوها الثقة وتسكنها الطمأنينة التي تمنحها مسيرة التعليم الجامعي المتطورة والتي تجيد الربط بين منظومة التعليم الجامعي العصري والإمكانات المتقدمة اللازم توافرها للبحث العلمي مع مقتضيات التنمية المستدامة ومتطلبات سوق العمل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: