إعلان

أوائل الثانوية الأزهرية: مناهج الأزهر بريئة من العنف ولا تحتاج إلى تطوير

08:38 م الثلاثاء 16 يوليو 2019

إسراء أحمد

كتبت- آمال سامي:

التقى مصراوي طالبتين من أوائل الثانوية الأزهرية: إسراء أحمد فتح الله، الثانية على القسم الأدبي بالثانوي الأزهري، وأميرة عبد الحميد رضا، ثانية قسم علمي.. الأولى تحلم بأن تكون داعية إسلامية تجيد لغات أخرى لتنشر الإسلام في الخارج، والثانية، طبيبة المستقبل، كلتاهما تريان الأزهر منارة العلم والعلماء لكن مدهور حقه، لا تحرض مناهجه على العنف، وتواكب مناهج مواده الشرعية متطلبات الواقع..

إسراء تحلم بدراسة اللغات خارج مصر، لكنها لو لم تستطع السفر الآن، ستكمل دراستها بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، وستظل تحتفظ بحلم السفر لما بعد الجامعة، لأنها ترى أننا في حاجة لدعاة يدرسوا الإسلام بأي لغة تمكنهم من نشره خارج مصر، ترى إسراء أن مناهج الأزهر لا تحرض على العنف كما يقول البعض وليس فيها ما يؤدي إلى الأفكار المتطرفة أو الإرهابية، بل أصبحت مناهجه متطورة، على عكس ما يُشاع في الإعلام، فالسنوات الأخيرة شهدت تطويرًا كبيرًا في مناهج الأزهر بالفعل، وكانت إسراء تعتمد على كتب الأزهر في دراستها ولم تلجأ إلى الكتب الخارجية إلا للتدريب على الأسئلة، وتضيف أنه حتى المعهد الأزهري يبعد تماما الطلبة عن الخلافات السياسية وعن نشر الأفكار المتطرفة، بل على العكس يعلم ابناءه أن يكونوا دعاة "عمرنا ما قابلتنا أي أفكار متطرفة أو إرهابية لا في المنهج ولا في المعهد".

يميز التعليم الأزهري عن التعليم العام أمور كثيرة في نظر إسراء، فالأزهر له فضل على كل المتعلمين في مصر، ففي أيام التخلف والتدهور كان الأزهر وحده منارة العلم والتعلم، فحتى من انشأ مدارس الطب والهندسة وغيرها كان أغلبهم علماء أزهريين، "فالأزهر له فضل على أي متعلم في مصر" تقول إسراء، وترى أن التعليم العام لا يهتم على الإطلاق بالتربية الدينية، لكن في الأزهر هناك خمس مواد تعتبر جميعها مواد دينية كالفقه والتفسير وغيرها، وفي نفس الوقت هناك جانب ثقافي جيد يأخذها طلبة الأزهر من التعليم العام، "واللغة العربية عندنا سبع فروع ليست مادة واحدة كما في العام".

قرارات التعليم الأزهري منفصل عن التربية والتعليم.. تقول إسراء أن هذا أمر جيد "الحمد لله مطبقوش عندنا نظام التابلت". "الأزهر خارج مصر له شأن كبير جدًا" فالناس تأتي من الخارج لتتعلم الدين الوسطي في الأزهر، تقول إسراء وتضيف أنه لا يحظى بنفس المكانة في مصر، وترى أن الأزهر مهدور حقه سواء في الإعلام أو بين الناس، "مصر مش بتهتم بالأزهر كتير على عكس الخارج"، فمؤخرًا تخطت المناهج الأزهرية مشكلة "ثقل المناهج" تقول إسراء، أما ما يحتاج إلى تطوير حقيقي في نظرها هو المنظومة نفسها، فلا يوجد تنظيم واهتمام كاف كالتعليم العام.

تؤكد إسراء أن المواد الدينية أصبحت بسيطة وسهلة ومؤخرًا باتت ملائمة للواقع ونلمس فيها دائما محاولة تصحيح فكر الأزهر للناس وأنه يدعو للوسطية لا التطرف.

النقطة السلبية الأخرى التي تراها إسراء في منظومة التعليم الأزهري هو عدم وجود تواصل سريع واهتمام كاف بين المسئولين وبين الطلبة للرد على مشاكلهم وتساؤلاتهم، "في التربية والتعليم لو في مشكلة في أي امتحان كنا نجد ردًا سريعًا من الوزارة لكن في الأزهر لا يوضح ولا يرد علينا أحد"، تضيف إسراء انها كانت تخرج من الامتحان لا تجد حتى نسخة منه على الانترنت كي تراجعه.

تنصح إسراء من يفكر بإلحاق أبنائه بالتعليم الأزهري ويحتار بينه وبين التعليم العام بأن يفكر في ما يريد أن يراه في أولاده، فمن يريد أن ينمي الجانب الديني في أبنائه تنصحه بالاتحاق بالأزهر، لكنها تؤكد أنه يجب أن يتأكد أن ابنه يستطيع أن عقله سيستوعب مواد الأزهر وكثافتها، وعلى سبيل التجربة، تنصح إسراء بأن يدخل أولياء الأمور ابناءهم في المرحلة الابتدائية الأزهر، حيث يتشابه كثيرًا مع التعليم العام باستثناء القرآن، فإذا لمس ولي الأمر من ابنه إمكانية الاستمرار في نفس الطريق استمر، لكن بشكل عام تقول إسراء انها تفضل التعليم الأزهري "لما تخرج حد دينه كويس وعنده ثقافة وعلم أفضل من أن يكون عنده ثقافة وعلم بس"، حيث ترى إسراء أن العلم بدون تدين لن يكون مفيدًا، "التدين اللي النبي صلى الله عليه وسلم علمه لنا لا التطرف والتفرق، فالأزهر علمنا أن الأصل أن نكون أمة واحدة ولا نتفرق إلى أمم وأحزاب".

أما أميرة عبد الحميد، الثانية علمي، والتي ستلتحق بكلية الطب، فترى أن التعليم الأزهري متميز عن أي تعليم آخر، حيث يقدم اكثر من جانب ثقافي وعربي ومواده الأخرى لا تفرق عن التعليم العام، وتعطي امتحاناته الطالب الفرصة بأنه يفكر ويفهم، وتؤكد أن المواد الفقهية تفيدها في حياتها بشكل عام، وتفيد دراستها العلمية، "لو تعرضنا لموقف اتسألنا فيه نقدر نفكر فيه أو نبحث عنه والطريق قدامنا هيبقى سهل باذن الله". لا ترى أميرة أيضًا أن مناهج الأزهر بحاجة للتطوير، فهي تراها جيدة ليست بحاجة إلى تعديل، وترفض من يقول أن التعليم الأزهري يحرض على العنف والتطرف قائلة: "مناهجنا كلها مفيهاش أي حاجة بتدعو لكده". تنصح أميرة بالتعليم الأزهري لأنه يعطي طلبته ثقافة في أكثر من اتجاه، فالطالب الأزهري يكون أكثر ثقافة من طالب العام إذا كان يحب هذه الدراسة بالطبع، لكنها مفيدة لأي شخص وسوف تساعده في حياته. "دراسة المواد الشرعية تزيدنا قربًا من الله وتعلمنا كيف نتوكل عليه" تقول أميرة أن الله هو العامل الأول والأخير في النجاح والتفوق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان