إعلان

مؤتمر الأزهر: تفاصيل خلاف وجهات النظر بين الطيب ورئيس جامعة القاهرة

04:48 م الثلاثاء 28 يناير 2020

كتب- محمد قاسم:

شهدت جلسة "دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"، باليوم الثاني لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، خلافا في وجهات النظر حول تجديد الخطاب الديني بين الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وشيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب.

وفي كلمته، دعا الخشت، إلى تأسيس خطاب ديني جديد، وليس تجديد الخطاب الديني التقليدي، غير أن الإمام الطيب رد على الخشت بأن حذف التراث بأكمله ليس تجديدا بل إهمال.

وقال الخشت، إن تجديد الخطاب الديني عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة إذا أردنا أن نقرع أبواب عصر ديني جديد، متابعا: "لازلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة، وأن العقيدة الأشعرية تقوم في جزء كبير منها على أحاديث الآحاد".

وأكد الخشت أنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد بدون تكوين عقل ديني جديد، مشيرًا إلى أن العقل الديني ليس هو الدين نفسه، بل هو عقل إنساني يتكون في التاريخ وتدخله عناصر إلهية وعناصر اجتماعية واقتصادية وثقافية، ويتأثر بدرجة وعي الإنسان في كل مرحلة، لافتًا إلى أن تطوير العقل الديني، غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشري فيه.

للمزيد اضغط هنا..

الطيب يُعقب:

عقّب شيخ الأزهر على حديث الخشت، قائلا إن حذف التراث بأكمله ليس تجديدا بل إهمال، وأن منهج الأشاعرة لا يقوم على أحاديث الأحاد، وأنهم يعتمدون على الأحاديث المتواترة.

وأضاف أن: "التراث حمله مجموعة من القبائل العربية القديمة الذين وضعوا أيديهم على مواطن القوة والتاريخ، وأن العالم الإسلامي كانت تسيره تشاريع العلوم الإسلامية قبل الحملات الفرنسية".

ولفت إلى أن اتهام التراث بأنه يورث الضعف والتراجع يعد مزايدة على التراث، وأن مقولة التجديد تراثية وليست حداثية.

وأشار إلى أن "الفتنة التي نعيشها الآن سياسية وليست تراثية، وأن السياسة تخطف الدين اختطافا حينما يريد أهلها أن يحققوا هدف مخالف للدين، مثلما حدث في الحروب الصلبية وغيرها".

وتابع: "ماهي مبرات الكيان الصهيوني في استعمار دول غير تابعة لهم إلا من خلال الاستناد إلى نصوص في التوراة لكى يحققوا أهدافا تخالف تعاليم الدين؟".

الخشت يرد للمرة الثانية:

عاد الخشت، للتعقيب على حديث شيخ الأزهر، معربا عن اعتزازه بالأزهر وبشيخه باعتباره منارة علمية لا يمكن التقليل من الجهود التي يبذلها الأزهر والإمام الأكبر على مختلف المستويات، وقال إن الخلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي في الأوساط العلمية، وأنه يختلف ويتفق مع الأزهر ولكنه يقدره.

وقال الخشت، إن "البعض فسر حديثي عن الأشاعرة بشكل خاطئ، أنا أعي تماما ما أقوله، ولي مؤلفات وكتب تدرس في الجامعات منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أنه أراد من كلمته تصحيح معنى المفاهيم الهامة التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية "لست من دعاة هدم التراث أو حذفه، وإنما يجب مراعاة عدد من المقومات الهامة عند الأخذ به".

وقال رئيس جامعة القاهرة، "من يعتقد بعصمة التراث فعلية أن يراجع نفسه جيدا، والجميع يصيب ويخطئ، وأنا مسلم ولست أشعري أو اتبع أي تيار آخر".

وتابع الخشت: "احترم الأزهر بشدة واتفق معه في بعض الأمور وأختلف في أخرى، موجها رسالة لفضيلة الإمام الأكبر قائلاً: "أحترم رأيك بشدة ولست معك في كل شيء ولست ضدك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان