إعلان

من توجيه السيسي إلى التطبيق.. قصة اعتبار التربية الرياضية مادة "نجاح ورسوب"

09:30 ص الأربعاء 11 سبتمبر 2019

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتب- محمد سامي:

"لما يكون خريج الجامعة ظهره قابل للانزلاق الغضروفي بسب وزنه، يبقى أنا كده سلمته للحياة مظبوط؟ لا والله، التربية الرياضية لازم تكون مادة أساسية، وجزء من الشهادة، حتى يصطحب الآباء أولادهم للعب الرياضة".. تلك الكلمات كانت جزءًا من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوم الخامس عشر من شهر ديسمبر الماضي، على هامش افتتاحه عدد من المشروعات القومية بمحافظة القليوبية.

أشار الرئيس في تلك التصريحات إلى ضرورة الاهتمام بالرياضة وتدريسها من أجل وقاية الجسم من جميع الأمراض مثل الضغط والسكر والسمنه.

رسالة الرئيس السيسي كانت ذات شقين، الأول كان موجهًا لأولياء الأمور لتنبيههم إلى ضرورة اهتمام أبنائهم بالتربية الرياضية كما يهتمون بباقي المواد الدراسية، أما الشق الثاني كان رسالة تلقتها وزارة التربية والتعليم، وبدأت تحركاتها الجادة لتنفيذها، منذ تصريحات الرئيس، وحتى اعتماد القرار الوزاري رقم 191 لسنة 2019، أول أمس الاثنين، بشأن نظام الدراسة والتقييم لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي للعام الدراسي 2019-2020، ونص القرار في مادته السادسة على اعتبار التربية الرياضية منهجًا دراسيًا، يمارسه جميع الطلاب، ويعقد له تقييم عملي في نهاية كل فصل دراسي، ولا تضاف درجاته إلى المجموع الكلي، ويعتبر مادة نجاح ورسوب وذلك للمرة الأولي في تاريخ التعليم المصري.

ويرصد "مصراوي"، أبرز الخطوات نحو اعتبار مادة التربية الرياضية مادة أساسية لها منهج ويترتب عليها النجاح والرسوب، منذ تصريحات الرئيس السيسي وحتى صدور القرار:

لمشاهد تصريحات الرئيس علي هامش افتتاح عدد من المشروعات القومية اضغط هنا

"المرحلة محتاجة كدا".. السيسي يقترح: "التربية الرياضية" مادة نجاح

بعد ثلاثة أيام من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحديدًا في الثامن عشر من شهر ديسمبر، شرح وزير التعليم فلسفة تصريحات رئيس الجمهورية، حيث قال لمصراوي، إن الوزارة تبحث ضوابط وآلية جعل مادة التربية الرياضية أساسية لدى طلاب المدارس.

وقال: "إحنا محتاجين نفكر إن الرياضة تبقى مادة أساسية في المدارس والجامعات علشان الناس تديها الاهتمام الكافي"، موضحًا أن الرئيس يقصد بكلمته أن تكون الرياضة جزءًا أساسيًا في حياة الطلاب: "فلسفة كلام الرئيس بتدور حول إنه عايز الطلاب يلعبوا رياضة، لكن هو مدخلش في تفاصيل إنها تضاف للمجموع أو مين يدي الدرجات، هو عايز الناس تمشي ويبقوا أصحاء، لو فهمنا الفكرة مش هتفرق كتير هنحققها إزاي".

لقراءة تصريحات الوزير كاملة اضغط هنا

تصريحات الوزير كانت بمثابة إشارة البدء لقيادات الوزارة لاتخاذ إجراءات تنفيذية لتفعيل توجيهات الرئيس، حيث قالت الدكتورة مني مصطفى يحيى، مستشار وزير التربية والتعليم للتربية الرياضية والعسكرية، إن الوزارة بدأت خطوات تفعيل الرياضة البدنية كمادة أساسية تضاف للمجموع ضمن مناهجها، وأن هناك اجتماعات مستمرة لإعلان خطة الوزارة لتدريس مادة التربية الرياضية.

وأضافت أن الوزراة تعكف على وضع مناهج متخصصة لتدريس التربية الرياضية، مشيرة إلى أنه البدء في تدريس مناهج الرياضة البدنية، بدءًا من مرحلة رياض الأطفال، ولفتت النظر إلى أنه سيكون هناك منهج متخصص للتربية الرياضية، بمفهوم مختلف عن "حصة الألعاب".

لمشاهدة تصريحات مستشار وزير التربية والتعليم.. اضغط هنا

لم تكن التحركات حكومية فقط ولكنها شملت تحركات برلمانية أيضا، حيث قال الدكتور سامي هاشم، رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، إن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول اعتبار مادة التربية الرياضية، مادة أساسية أمر "واجب النفاذ".

وأضاف هاشم لـ"مصراوي"، أن اللجنة ستبدأ فورًا التنسيق مع وزارة التربية والتعليم؛ للاتفاق على آلية تفعيل توجيهات الرئيس السيسي حول الاهتمام بالتربية الرياضية في المدارس، لافتًا إلى الاستعداد لإجراء أي تعديل تشريعي حال الحاجة إلى ذلك.

لقراءة تصريحات رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب.. اضغط هنا

اجتماعات مكثفه جمعت الوزرات المعنية من أجل تطبيق توجيهات "السيسي" بتدريس مادرة التربية الرياضية كمادة أساسية بالمناهج التعليمية؛ لرفع مستويات اللياقة البدنية والصحية لدى طلبة وطالبات المدارس، كان أهما الاجتماع الذي عقد منتصف شهر فبراير الماضي بحضور وزير الشباب والرياضة، مع الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، والدكتورة إيمان حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، والدكتور كمال درويش أستاذ التربية الرياضية، ورئيس اللجنة الاستشارية العلمية، ورئيس لجنة قطاع التربية الرياضية بوزارة التعليم العالي.

وأكد وزير الشباب والرياضة خلال الاجتماع، أن الوزارة تتيح منشآتها ومشروعاتها لخدمة الهدف المنشود، حتى تصبح مادة التربية الرياضية مادة أساسية في المواد الدراسية التي يتلقاها الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، مشيرًا إلى أن تطوير منهج التربية البدنية يكون وفق أسلوب علمي يراعى الحوكمة، والتقييم، وأسلوب الممارسة لحصة التربية الرياضية.

وأكد وزير الرياضة: "أن مادة التربية الرياضية بما تتضمنه من منهج نظري وعملي يساهم بشكل كبير في تحسين نمط الصحة البدنية لدى الطلاب، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، وهو ما يؤثر بالإيجاب على تطور المستوى العلمي والفكري للطلاب".

لمعرفة تفاصيل اجتماع الجهات المعنيه اضغط هنا

في الثالث والعشرين من مارس 2019، قال وزير الشباب والرياضة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بالرياضة ويصفها بالأمن القومي، ونوه في أكثر من مناسبة بأهمية ممارسة الرياضة والاعتناء بالجانب البدني للشباب وتطوير القدرات الذهنية والنمو الجسدي والاهتمام بوجود الرياضة في مختلف المدارس والجامعات، وذلك بالتعاون بين وزارات الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والتعليم العالي.

لقراءة تصريحات وزير الشباب

بعد 9 أشهر من الاجتماعات المتواصله، وافق المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، يوم الثلاثاء الثالث من سبتمبر الجاري، على مشروع القرار الوزاري المنظم للدارسة والامتحانات بالصفين الأول والثاني الثانوي العام.

وتضمن القرار:

-إعادة تحديد الفترات الزمنية لتدريس المواد الدراسية والأنشطة التربوية، بما يتناسب مع فلسفة التطوير.

-إعادة توزيع الدرجات للمواد الدراسية والأنشطة التربوية.

-الاهتمام بالتربية الرياضية وإعادة تناولها كمنهج انطلاقًا من اهتمام الدولة باللياقة البدنية والصحة العامة.

-دمج القرارين الوزاريين للصف أول والثاني الثانوي.

للإطلاع علي نص القرار.. اضغط هنا

وأوضح الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، تفاصيل مادة التربية الرياضية بعد اعتبارها مادة أساسية، مشيرًا إلى أن الوزارة انتهت من وضع منهج التربية الرياضية للصفين الأول والثانوي، وإجازته للتدريس.

وأضاف حجازي، في تصريح خاص، أنه لن يكون هناك كتابًا ورقيًا للمادة، ولكن منهجها يكون إلكتروني يتاح عبر الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم.

وعن الامتحانات المقررة للمادة، قال حجازي، إنها تنقسم إلى شقين عملي ونظري، ولم تحدد الوزارة بعد نسبة الدرجات المخصصة للامتحان العملي، والنسبة المخصصة للامتحان النظري، مؤكدًا أنه من المستحيل أن يكون امتحان المادة نظريًا فقط؛ لأن الهدف من اعتبارها مادة نجاح ورسوب، هو ترسيخ فكرة الاهتمام بالرياضة لدى النشء.

وكشف حجازي، أن المادة تدرس بواقع حصة واحدة أسبوعيًا للطلاب مدتها 45 دقيقة، ويخصص لها 10 درجات بالفصل الدراسي الأول، و10 آخرين بالفصل الدراسي الثاني، على أن يكون النجاح بالمادة بحصول الطالب على نصف الدرجة، وهي مادة نجاح ورسوب ولكن درجاتها لا تضاف للمجموع.

للاطلاع على التصريح.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان