إصلاح أم ارتباك؟.. استبيان "البكالوريا" يثير جدلًا بين أولياء الأمور والخبراء
وزارة التربية والتعليم
كتب- أحمد الجندي:
أثار إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني توزيع استبيان جديد داخل مدارس المرحلة الإعدادية، لجمع آراء أولياء الأمور بشأن تطبيق نظام "البكالوريا المصرية" بدايةً من العام الدراسي 2025- 2026، حالةً من الجدل والنقاش الواسع داخل الأوساط التعليمية والمجتمعية.
يأتي ذلك في وقت ترى فيه الوزارة أن الخطوة تأتي ضمن جهود إشراك المجتمع في صياغة مستقبل التعليم.
وعبّر أولياء أمور وعدد من الخبراء التربويين عن رفضهم آلية تنفيذ هذه الخطوة وتوقيتها، مؤكدين أن طلاب المرحلة الإعدادية غير مؤهلين بعد لإبداء رأيهم في نظام تعليمي بهذه الدرجة من التعقيد.
توقيت خاطئ واستبيان غامض
وتلاحقت التعليقات الغاضبة على جروب "حوار مجتمعي في التعليم"، عبر واتس اب، والتي اعتبرت أن الاستبيان يفتقر إلى الشفافية والمصداقية.
وقال ولي الأمر سامح حافظ: "نعتمد على شريحة مراهقين لا يزالون في مرحلة تَشَكُّل، بينما القرار يخص مستقبلهم بالكامل؛ فكيف ننتظر منهم رأيًا ناضجًا؟!".
وتساءل مجدي مدحت: "هل سيتم تفريغ هذه الاستبيانات يدويًّا ثم رفعها إلى الإدارات ثم المديريات فالوزارة؟ ما الجدوى من إجراءات تشبه اختبارات الثانوية العامة؟".
وقالت فاتن أحمد، إحدى المسؤولات عن الجروب: "كل شيء يُدار كأنه استفتاء مباشر على الهواء، بينما لم توضح الوزارة طبيعة البكالوريا؛ مما جعل الناس تتعامل مع الأمر بارتباك وخوف."
لا وقت للتجريب.. الطلاب غير مؤهلين
ورأى عدد من أولياء الأمور أن توقيت توزيع الاستبيان غير مناسب تمامًا؛ خصوصًا مع اقتراب امتحانات نهاية العام، مشيرين إلى أن طلاب المرحلة الإعدادية منشغلون بالتحصيل الدراسي، ولا يملكون الوعي الكافي لفهم تفاصيل النظام الجديد.
وقالت إحدى الأمهات: "الطلاب لا يدركون ما يجري، كيف يُطلب منهم اتخاذ قرار مصيري وهم لا يعلمون حتى ما تعنيه كلمة بكالوريا؟ هذا التوقيت يشتت انتباههم ويزيد من القلق".
وأكدت فاطيما فتحي، أدمن الجروب، أن الوزارة لم تُمهد للاستبيان بأية توعية كافية، قائلةً: "كان يجب شرح النظام أولاً لأولياء الأمور والطلاب؛ فالكثيرون لا يعلمون ما البكالوريا المصرية، فكيف نُطالبهم بإبداء رأيهم؟".
إجراءات المدارس تزيد قلقَ الأسر
وبدأت مدارس بالفعل، حسب بعض المشاركين في النقاش، استدعاء الطلاب حسب الترتيب الأبجدي للمشاركة في الاستبيان؛ ما أحدث حالة من القلق والتساؤلات.
وقالت أميرة يونس: نطالب بتأجيل توزيع الاستبيان إلى ما بعد الامتحانات، والبدء بحملة تعريفية حقيقية.
وأشارت شيماء عادل إلى أن بعض المدارس طلبت حضور الطلاب غدًا دون أي توضيحات رسمية من الوزارة؛ مما زاد من ارتباك الأُسر.
وتساءلت إحدى الأمهات بسخرية عن وفرة الورق: "المدارس كانت تجمع أموالًا لطباعة الامتحانات، وفجأة أصبح الورق متاحًا للاستبيانات؟!".
خبير تربوي: الاستبيان "مضلّل" ومربك
وقال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، في تصريحات له: "الاستبيان غير ملائم للمرحلة الإعدادية؛ لأن الطلاب لم يتلقوا أي تدريب على التفكير النقدي أو اتخاذ القرار".
وأضاف حجازي أن رأي الطلاب في قضية بهذه الخطورة لا يمكن أن يؤخذ كمؤشر حقيقي، واصفًا الخطوة بأنها "مضيعة للوقت، وتزيد من الارتباك دون فائدة واضحة".
خطوة إيجابية تحتاج إلى تطوير
واعتبر الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن الاستبيان يمثل توجهًا إيجابيًّا نحو إشراك الطلاب وأولياء الأمور في اتخاذ القرار، مشيدًا باتباع الوزارة نهجًا علميًّا في تقييم مقترح "البكالوريا المصرية".
وقال شوقي إن إتاحة الخيار بين النظامَين (الثانوية العامة التقليدية، والبكالوريا المصرية) قد تشير إلى توجه مستقبلي لاعتماد النظامين معًا؛ مما يطرح تساؤلات حول كيفية تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص في ظل اختلاف المناهج ونمط التقييم.
وأضاف شوقي: "الاستبيان مهم؛ لكنه لا ينبغي أن يُستخدم فقط كإجراء شكلي، يجب تحليل نتائجه بعمق، مع النظر في التعديلات الممكنة قبل التطبيق الفعلي".
ويجمع كثيرون، رغم تباين وجهات النظر، على أن الاستبيان لن تكون له جدوى ما لم يتم التعامل بجدية مع ملاحظات أولياء الأمور والطلاب.
اقرأ أيضًا :
"التعليم" تعلن موعد امتحانات الثانوية العامة 2025.. والشهادة الإعدادية
"التعليم" تحدد مواعيد ورسوم الامتحانات للطلاب المصريين بالخارج 2025
موعد امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية "الدور الثاني" 2025
فيديو قد يعجبك: