إعلان

لماذا خسر "النور" معركة الانتخابات على "أرض الدعوة"؟

10:23 ص الخميس 22 أكتوبر 2015

حزب النور في سباق الانتخابات

الإسكندرية- محمد عامر ومحمد أحمد:

مع أول انتخابات برلمانية أجريت عام 2011 بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، خاض حزب النور سباق الانتخابات عقب شهور من تأسيسه محطما كل التوقعات بفوزه بـ 123 مقعدا "96 قوائم – 27 فردى"، مقابل 235 لحزب الحرية والعدالة- الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ليحل بذلك المركز الثاني في البرلمان وقتها.

لكن هذه المرة لم تكن ليلة التاسع عشر من أكتوبر الجاري، ليلة عادية في الشارع المصري والسكندري على وجه الخصوص، فالمدينة التي شهدت ميلاد الدعوة السلفية وحزبها "النور"، ها هي تشهد سقوطهم المدوي في انتخابات مجلس النواب، فى مفاجأة لم يتوقعها أحدا على الإطلاق.

أخفق حزب "النور" في الفوز بأي مقعد، في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، لتأتى النتائج تعكس الحجم الحقيقي للحزب الذى طالما صدر للرأى العام فكرة كونه الحزب الأكبر فى البلاد والمتحكم فى قاعدة شعبية كبيرة.

ما بين 22 إلى 25 مرشحًا هي ما تبقى لحزب لنور من مرشحين بجميع محافظات المرحلة الأولى ليخوضوا جولة الإعادة المقرر لها يومى 28 و29 أكتوبر الجارى.

وتبقى نتيجة محافظة الإسكندرية، هى الطامة الكبرى التى أثرت سلبا على صورة حزب النور، حيث شهدت سقوط قيادات الحزب وعلى رأسهم عبد الله بدران، أمين الحزب في المدينة التي كثيرا ما عولوا عليها للفوز بنصيب الأسد فى مقاعد المحافظة، التي توصف بالمعقل الأكبر للسلفيين.

خاض " النور" الانتخابات في الإسكندرية على 13 مقعدا من أصل 25 مقعد بـ 10 دوائر انتخابية، لم ينجح سوي 5 مرشحين له فى الوصول لجولة الإعادة.

وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية وعضو مجلس الشيوخ بحزب النور، إن الحزب لم يترشح سوى على 35% من مقاعد البرلمان، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لا تعبر عن حجم حزب النور على الأرض.

وأرجع "برهامي" في مداخلة هاتفية بأحد القنوات الفضائية، هزيمته إلى ما وصفه بحملة التشويه التى شنتها القنوات الفضائية على حزب النور دون وجه حق، واتهام البعض لهم بالحصول على أموال من قطر والسعودية وألمانيا.

وطبقا للنتائج الرسمية بمحافظة الإسكندرية، فازت قائمة "في حب مصر" لقطاع غرب الدلتا بفارق كبير عن أقرب المنافسين وهو حزب النور، في مفاجأة من العيار الثقيل، قضت علي كل رموز الحزب جملة واحدة في القائمة التي حشد لها الجميع أملا في الإستحواذ علي 15 مقعدا تحت قبة البرلمان.

وقال حسني حافظ أمين عام حزب الوفد بالإسكندرية والذى يخوض جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية بدائرة سيدى جابر وباب شرق، إن تراجع شعبية حزب النور وفقدانه العديد من أصوات الإسكندرية، أدت إلى خسارته في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، خاصة وأن الحزب شهد تقلبا في مواقفه السياسية مما أفقده مصداقيته لدى المواطنين.

وأضاف "حافظ" في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، منذ البداية كانت آلية عمل حزب النور تصب لصالح الحزب وقياداته وليس لصالح الشارع، وكان لديهم فرصة كبيرة خلال المرحلة الماضية في اكتساب ثقة المواطنين إلا أنهم لم يستغلوها بالشكل الأمثل.

فيما قال الناشط السياسي إسلام الحضري، المنسق السابق لحركة 6 إبريل، إن حزب النور خسر خلال الفترة الماضية قواعده المتأثرة بصبغته الدينية، نظرا لتنازلات عقائدية ارتكبها أهمها نزول الأقباط على قوائمه الانتخابية، بالإضافة إلى تنازله عن تصدير عقائده الذي أفقده فزاعة الحرب على الإسلام والتي كانت تأتي بنتائج مؤثرة لصالح الحزب.

وأشار إلى أن التجربة السياسية لجماعة الإخوان أفقدت المواطنين الغير منتمين لتيارات سياسية الثقة في جماعات الإسلام السياسي بشكل عام، وهو ما جعل الآليات التي كان يستخدمها النور فى حشد مؤيدين ضد المنافسين ليه من التيار المدني غير مجدية.

وارتأى المنسق السابق لحركة 6 أبريل، أن حزب النور قد لا يتمكن من تعويض خسارته في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، نظرا لكونها المرحلة الأهم بالنسبة للحزب وقياداته، لأن الإسكندرية تعد معقل الدعوة ومهدها ومقر تواجد معظم قيادات الحزب وشخصياته الأبرز، وهذا يدل على مدى تراجع تأثير الدعوة السلفية وقواعدها في أصوات المصريين.

وبسقوط نظام الإخوان وحزبهم الحاكم "الحرية والعدالة" فى 30 يونيو 2013، وتسببهم في كره الشارع المصري للأحزاب الدينية، قلل حزب النور من تأثير ذلك على شعبيته، بالرغم من تعرضه لعدة انشقاقات قبلها بشهور، الأولى انشقاق رئيسه السابق عماد عبد الغفور ليؤسس حزب الوطن، والثاني حزب الراية برئاسة حازم أبو إسماعيل. 

ومن جانبه قال محمود عباس، القيادي المنشق عن حزب النور، إن قيام حزب النور بتنظيم أكثر من 60 مؤتمرا لمرشحيه في الإسكندرية فقط، رغم كونها معقل الدعوة ومصدر قوته، كان دليلا على تسلل الإحباط للحزب الذي لم يطمئن لمدى تأثيره في المحافظة.

وأضاف أن الحزب كان فاقدا للثقة فى الفوز بالأغلبية فى البرلمان وبذلك طار حلم تشكيل الوزارة، ثم بدأ يتنازل عن النسبة التي سينافس عليها في البرلمان فبعدما كانت التصريحات أن المنافسة على كل الدوائر بنسبة 100% هبطت النسبة إلى 80 % ثم هبطت إلى 65 % وتواصلت بعد التنازل عن قائمتين من أصل أربع قوائم حتى وصل التنافس على أقل من 50% من المقاعد، وبذلك ظهرت حقيقة الحزب لأتباعه أنه لن يغير من المنظومة شيء لتكون النتيجة بالشكل الذي رآه الجميع.

يشار إلى قائمة حزب النور لغرب الدلتا ضمت كل من طلعت مرزوق عبد العزيز ومحمد إبراهيم منصور وأشرف ثابت ونادر بكار وفتحي سعد سليمان وحنان علام ونادر الصيرفي وهاني سمير عطية وسلوي شوقي و رشا نوفل و ثناء عبد السلام جمعة ومريم بسام السيد وحسناء عبد السلام ومحمود عبد المنعم و فوزية محمد الشحات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان