في ذكرى 6 أكتوبر.. حكاية "عم محمود" مع أصدقائه الشهداء في 3 حروب
تقرير - أسماء يسري:
"أعطني حريتي.. أطلق يديا" هذه الأغنية التي لم تكن مجرد "غنوة" حلوة؛ بل كانت حالة من الوجع، يسكن قلوب مجندين، متأهبين، على جبهة القتال. بعيون مترقبة، وأسلحة في وجه العدو متوجهة، وأنفاس محبوسة، لا خيار لديهم سوى تحقيق النصر، أو الموت في سبيله.. وفي كل زفير، يحمل معه تأوهات مكتومة.
لم تكن الأناشيد الوطنية شيئًا هينًا بالنسبة للجنود، بل كانت تُصبرهم، وتبث فيهم الحماسة، أو تقدم لهم التعازي، كما يقول "الحاج محمود عبدالفتاح" 74 سنة، ذلك المجند الذي عاصر أهم الحروب التي مرت بمصر في القرن الماضي، فمن حرب 56 إلى النكسة، ومنها إلى الاستنزاف، حتى تحقيق نصر 73، الذي كان انتقامًا لشهداء 67، وتأكيدًا لتأصل جذور الكرامة والعزة فينا، وتمسكًا بالوفاء لرفقاء الحرب والسلم لأصدقائه الذين خطفتهم الحرب. لمن صبروا، لمن استشهدوا، لمن هجروا ديارهم وأهليهم، لمن كسر الفِراق قلوبهم.
فلم يكن لشيء أن يشفي غليلهم، ويهدئ بعض الشيء من نارهم، إلا استرداد الأرض التي استشهد فداءً لها ذووهم
جنودنا الأبرار الذين لم يكن يُعنيهم سلطة ولا جاه.. لم يشغلهم سوى حبهم لهذا البلد، واستبسالهم من أجل أهله، وعزته.
الحرب فرقت بين الأهل والأصدقاء، لكنها، أبدًا، لن تمحوَ أثرهم، أثر كل شهيد، من قلوب أحبته، حتى وإن مرت 100 سنة ستظل صورهم ومواقفهم وأحاديثهم حاضرة، حية في القلوب، كما هي الآن في قلب "الحاج محمود" الذي حاصرته الوحدة، فلم يعد يستأنس إلا بصور صُحبة الجبهة والحرب، فيحدثهم، ويبكيهم، ويبكي لهم، ويشكو لهم همومه، ويتصبر بذكرياتهم.
فيديو قد يعجبك: