من الظلمات إلى النور.. ميلاد جديد لـ3 أشقاء مكفوفين
كتب- أسماء يسري:
ننبهر برؤيتنا للأماكن الجديدة، نحب السفر والترحال والتنقل لمعرفة الجديد. لكن رحلة جابر وعبدالله ومحمد، كانت رحلة من خيال، رحلة في داخلهم، يرسمون خطوطها بألوان لم يرونها من قبل، قبل أن يتغير الوضع بعد خضوعهم لعملية جراحية بتبرعات أهل الخير أعادت النظر لكل منهم لكن بعين واحدة، فيما ينتظر الأشقاء الثلاثة ما يعينهم لإجراء العملية في العين الأخرى.
جابر، ٢٠ سنة، -الشاب الطموح خفيف الظل الذي تمنى أن يرى بعينيه-، ما يراه بالإحساس: "كل حاجة كنت أشوفها بالإحساس كان نفسي أشوفها بعيني" وأن يكون مثل أصحابه، قادرًا على السفر والحركة بحرية.
محمد، ٢٥ سنة، تمنى لو أن له أصدقاء دون أن يشعر بأنه عبء عليهم يستثقلونه في تحركهم، فيتجنبونه بسبب كونه كفيفًا. يرعبه الظلام، ولا يُصور له خياله سوى ما يثير الخوف في نفسه، خاصة في منطقة جبلية كالتي يعيشون فيها، "كنت بخاف حتى من كلب أو ذئب يهاجمني من غير ما أشوف".
أما عبدالله، ٣٠ سنة، الأخ الأكبر، صُدِم بأن إخويه الأصغر منه سنًا، مثله، وُلدا فاقدي البصر؛ ليبدأ في تولي تعليمهما كيفية العيش في حياة مُظلمة، حتى أنه دعا الله ألا يُرزق فيها بأطفال إن كانت هذه الظُلمة ستمتد إليهم.
ميلاد جديد شهده الإخوة الثلاثة، وأمل كان قد تلاشى، تحقق الآن. بعد عملية جراحية أُجريت لثلاثتهم؛ ليبصر كل منهم بعين واحدة، بعد كل هذه السنوات، لتتشكل الحياة أمامهم من جديد.. وتتلون خيالاتهم بحقيقة، فتخطفهم الدهشة بكل شيء جديد يرونه، يقارنون واقعهم بما تخيلوه مُسبقًا، مُنبهرين بتفاصيل ربما لا تستوقف الكثيرين من الأصحاء.
فيديو قد يعجبك: