ورشة الأحلام تنتهي بعرض مُبهر.. حكاية ذوي الاحتياجات الخاصة على خشبة المسرح
كتابة وتصوير: أحمد لطفي
في نوفمبر ٢٠١٨، وسط أجواء مليئة بالتوتر والخوف والترقب؛ كونها أول تجربة أداء لذوي الاحتياجات الخاصة في ورشة تمثيل، "طوسون ومارينا" ألقيا نظرهما على الشباب الذين يرغبون في الالتحاق بالورشة التابعة لمؤسسة أرش التي تهتم بأصحاب القدرات الخاصة.
مؤسسة أرش تهتم، أيضا، بتنمية قدرات أصحاب الهمم في الرسم والأعمال اليدوية والرحلات، لكنها قررت ضم التمثيل والأداء الجسدي ضمن نشاطها لأول مرة.
لم يكن الاختيار سهلا على طوسون ومارينا في اختيار شخصيات العرض؛ كون أعمارهم مختلفة وإعاقتهم أيضا "الفروق بينهم كبيرة وده محتاج مجهود خرافي" تقولها مارينا بتحدٍ جديد في حياتها؛ فتراها التجربة الأصعب في مسيرتها.
أما طوسون، فكان شغوفا بتلك التجربة؛ نظراً لأنها الأولى له "اتفاجئت بها بس حبيت أعيش تجربة حتى لو هفشل" يقولها خريج مدرسة ناس للمسرح الجسدي.
٩ شخصيات، وقع الاختيار عليهم لبدء أول ورشة تمثيل لذوي الاحتياجات الخاصة؛ وجد "طوسون ومارينا" طموحات عالية وقدرات تمثيلية وحركية عالية لذوي الهمم؛ ما جعلهما يريان البداية يمكن أن تكون جميلة.
حدد الشابان موعدا ثابتا للورشة، الأربعاء من كل أسبوع، بعد مقابلتهم ذوي الهمم بأيام قليلة في دار رعاية.
الأول من يناير ٢٠١٩، كان باكورة البروفات "اهتمامنا ليس بالمسرح فقط، إنما بمشاعر ومهارات المجموعة.. إيه اللي بيضايقه وإيه للي بيبسطوا" يقولها طوسون، مخدج العرض.
شهرا بعد شهر؛ تفوقت مهارات المجموعة، واكتشفوا أنفسهم في الخيال والتمثيل وفن الارتجال والأداء الحركي، حتى قام الشباب بتدريب ذويهم في معسكرات بمحافظتي المنيا والأقصر.
تلك الأجواء السعيدة لم تخلُ من مشاهد حزينة ومُربكة؛ تسببت في انسحاب أفراد وبكاء الآخرين أثناء البروفات نظرا لقرب موعد العرض وكثرة البروفات؛ فأصبحت مع قرب العرض المسرحي في تزايد لتصبح يومين بدلا من يوم واحد في الأسبوع، ما دفعهم إلى مضاعفة مجهودهم البدني والذهني استعدادا للعرض الذي كان ليلة ٣١ يناير الماضي.
أكثر من ٥٠ بروفة في العام الماضي أبرز أصحاب الهمم من خلالها قدرتهم على تحقيق حلمهم في التمثيل والوقوف على خشبة المسرح؛ في انتظار من يدخل البهجة على قلوبهم فبعضهم ظهر في أغانٍ شهيرة تدعو إلى هدفهم.
عرض ارتجالي مدته ٢٠ دقيقة تقريبا تحت عنوان مدينة الأحلام يعبر فيه كل شخص عن حلمه بل قد يكون حلم آخرين مثله.
فيديو قد يعجبك: