قصة ضرب الكعبة بالمنجنيق 692م
لم يبق أمام عبد الملك بن مروان من أعداء داخل دولته إلا عبد الله بن الزبير الذى أخذ مؤيدوه ينفضون من حلوه تدريجيا، حتى أنه لم يعد يسيطر إلا على مكة والمدينة المنورة فقط، فارسل عبد الملك بن مروان قائده الحجاج بن يوسف الثقفي إلى المدينة المنورة فدخلها دون قتال.
ثم توجه الحجاج بن يوسف الثقفي جنوبا لمحاصرة مكة، ثم فرض حصاراً عليها لإنهاك بن الزبير وقطع الطعام عن أهل مكة وأصابت الناس مجاعة شديدة، ويذكر الخراشي في كتابه "أنساب الأشراف" أن الزبير قام بذبح فرسه ليطعم أصحابه، وترتب على تردي الأحوال داخل مكة، أن بدأ التخاذل يدب بين أنصار وجنود الزبير وبدأوا في الانسحاب.
وعندما طالت مدة مقاومة بن الزبير، كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يطلب منه الأذن بقتاله، ورد عليه عبد الملك بقوله: افعل ما ترى؛ فتوجه الحجاج بكامل جيشه إلى مكة ونصب المجانيق على جبالها وبدأ يضرب بن الزبير داخل الحرم، وكانت وفود الحج قد جاءت إلى مكة وقد منعهم من دخول المسجد الحرام والطواف به المعركة القائمة بين بن الزبير والحجاج، فتدخل عبد الله بن عمر بن الخطاب وكتب إلى الحجاج يقول له : اتق الله فإنك في شهر حرام وبلد حرام وقد قدمت وفود الله من أٌطار الأرض ليؤدوا فريضة الله، فكف الحجاج عن استعمال المنجنيق حتى انتهى الناس من الطواف، وقال : والله إني لكاره لما ترون ولمن بن الزبير لجأ إلى البيت الحرام .
وهذا نفي لقصة ضرب الحجاج الثقفي للكعبة عن قصد وتعمد، وتجمع جميع الروايات على أن الكعبة تعرضت للأذى وطالتها مقذوفات المنجنيق ولكن دون قصد، وعلى هذا رد عليها ابن تيمية، فيقول في الجواب الصحيح (5|264): «والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق».
وفي يوم الثلاثاء من جمادي الأخرة قُتل بن الزبير عن ثلاث وسبعون عاماً فقطع الحجاج رأسه وأرسله إلى عبد الملك بن مروان في دمشق.
فيديو قد يعجبك: