هل تعرف كيف دخلت "الفلوس" إلى مصر؟.. إليك تفاصيل هذه الرحلة (صور)

كتب- مصطفى عيد:

تصوير- عمر هشام ومصطفى عيد:

يعود تاريخ النقود في مصر إلى مرحلة ما قبل الإسلام، ويمتد لنحو 2500 عام منذ سك أول عملة في مصر لتمر بعدة أشكال اختلفت باختلاف العصور التي مرت على مصر منذ ذلك الوقت وحتى الآن.

ويرجع أول تاريخ يذكر للعملة في مصر إلى عصر البطالمة لتمر النقود خلال مرحلة قبل الإسلام بهذا العصر ثم عصر الرومان السكندرية، ثم عصر الرومان المتأخرين والبيزنطيين.

تاريخ العملة في مصر قبل الإسلام وأبرز أشكالها

مرحلة البطالمة

بحسب الدكتور حسين عبد العزيز بجامعة الإسكندرية، تعود بدايات رحلة النقود في مصر إلى فترة ملوك الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية خلال الفترة (663 - 525 قبل الميلاد)، حيث استعانوا بجنود مرتزقة من الإغريق، وحرصوا على تلقي أجورهم بالنقود الإغريقية.

وحرص ملوك الأسرة المذكورة بالتالي على الحصول على كميات كبيرة من تلك النقود مقابل ما تصدره مصر إلى بلاد اليونان لدفع تلك الأجور.

ويبدو أن مصر استوردت قوالب السك الأثينية لسك العملة في مصر، حيث عثر على بعضها، ولكن لا توجد أدلة على تداول النقود على النطاق العام.

مع مجيء الإسكندر الأكبر لمصر بدأت النقود تسك وتتداول في مصر بصورة منتظمة، وسك ملوك البطالمة النقود في مصر في دار سك الإسكندرية، وسكت في العصر البطلمي فئات نقدية مختلفة من المعادن الثلاثة: الذهب، والفضة، والبرونز، ونادرا ما سكت النقود الذهبية بعد عصر بطليموس السادس.

وفي هذا العصر لم تتنوع الطرز المصورة عليها، فالوجه دائما ما تنقش عليه إما صورة بطليموس الأول، أو صورة الملك أو الملكة اللذين سكت العملة في عهدهما، أما الظهر ففيما عدا عهد بطليموس الأول الذي ظهر فيه نقش الإسكندر المؤله يركب عربة تجرها الأفيال، فإن طرازه تراوحت بين نقش النسر أو نقش قرن الخيرات المفرد أو المزدوج.

وفيما يلي بعض نماذج العملات بمصر في عهد البطالمة، بحسب ما هو معروض بأحد المعارض عن تاريخ النقود في مصر بالمتحف الإسلامي

عصر الرومان السكندرية

طبق الرومان نظاما نقديا خاصا بهم، بعد احتلالهم مصر سنة 30 قبل الميلاد، اختلفت فيه النقود المصرية عن الرومانية، وأطلق العلماء على النقود المصرية اسم "النقود السكندرية" التي تميزت بعدة مميزات، وفقا للدكتور حسين عبد العزيز.

ومن بين هذه المميزات أن تلك النقود لا تتداول إلا في مصر، مقابل عدم تداول النقود الأجنبية داخل مصر، واختلفت الفئات النقدية المسكوكة في الإسكندرية عن الفئات الرومانية المتداولة في الإمبراطورية.

وانحصرت تلك الفئات في فئة واحدة، كما أن النقود السكندرية صدرت بنقوش إغريقية على عكس النقود المسكوكة في الولايات الأخرى التي صدرت بنقوش لاتينية.

وفيما يلي أبرز نماذج العملات في مصر خلال عصر الرومان السكندرية

عصر الرومان المتأخرين والبيزنطيين

كانت الفئات السائدة في الإمبراطورية الرومانية قبل الانقسام حتى الإصلاح النقدي للإمبراطور البيزنطي أناستاسيوس الأول في سنة 498 ميلادي، هي في البرونز "الفوليس"، وفي الفضة "الميليارنس" و"السيليكوا"، وفي الذهب "السوليدوس" و"نصف السوليدوس" و"ثلث السوليدوس".

والفوليس هو نقد برونزي سك في عهد الإمبراطور البيزنطي دقليديانوس، واستمر في التداول إلى عهد الإمبراطور البيزنطي أليكسيوس الأول كومنينوس.

وفيما يلي بعض نماذج العملات في مصر خلال العهد الروماني المتأخر والبيزنطي: