انهيار تاريخي.. اليورو أقل من الدولار لأول مرة منذ 20 عامًا: ما الأسباب؟
كتبت-منال المصري:
هوى سعر اليورو مقابل الدولار اليوم الثلاثاء مسجلًا أدنى مستوياته منذ 20 عامًا.
وسجل اليورو 0.999 مقابل الدولار عند الساعة 10:14 بتوقيت جرينتش في تعاملات اليوم، وهو أقل مستوى منذ عام 2002.
وكان سعر اليورو وصل إلى نقطة التعادل مع الدولار الأمريكي اليوم، ليسجل اليورو الواحد دولارًا واحدًا لأول مرة منذ 20 عامًا.
ومنذ بداية العام الجاري تراجعت العملة الأوروبية بأكثر من 11% منذ بداية 2022.
ما الأسباب؟
تعرضت عملة اليورو خلال الأشهر الماضية لعدة أزمات أثرت على مستوياتها، فيما كان الدولار يتلقى مزيدًا من الدعم بسبب السياسية النقدية في أمريكا.
وبحسب سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية، ونائب رئيس بنك مصر سابقا، فإن ارتفاع سعر الدولار مقابل اليورو يعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية عالميًا في أوروبا.
وأوضحت لمصراوي أن دخول أوروبا في ركود تضخمي يعد أمرًا متوقعًا خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤثر سلبيًا على سعر العملة الموحدة.
ويعاني اقتصاد منطقة اليورو من ارتفاع التضخم لمستويات لم يشهدها منذ 40 عامًا مع ارتفاع السلع والخدمات جراء حرب روسيا على أوكرانيا، فيما تشير التوقعات إلى تراجع النمو في المنطقة مع ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.
ويعني الركود التضخمي تراجع معدلات النمو في ظل ارتفاع كبير في معدلات التضخم.
وقال مصطفي بدره الخبير الاقتصادي، لمصراوي إن ارتفاع سعر اليورو يعكس ضعف اقتصاديات الدول الأوروبية بسبب العقوبات الموقعة على روسيا، وانعكاساتها السلبية على اقتصاديات المنطقة.
ومنذ بداية حرب أوكرانيا تعاني أوروبا من ارتفاع كبير في أسعار الطاقة، نتيجة ارتفاع سعر البترول والغاز الطبيعي واعتمادها الكبير على واردات الغاز الروسي.
وأوضح أن ارتفاع الدولار أمام اليورو سيؤدي إلى زيادة أعباء تكلفة الإقراض وارتفاع هستيري لأسعار الفائدة على مستوى الدول مما يرهق ميزانيات الدول بدرجة كبيرة.
ومن المخطط أن يجتمع البنك المركزي الأوروبي يوم 21 يوليو الجاري، في ظل توقعات باتخاذه قراراً برفع سعر الفائدة لأول مرة من 10 أعوام للسيطرة على التضخم.
ويرى بدره أن ارتفاع الدولار مقابل اليورو يعني أن الأوضاع الاقتصادية عالميًا من سيء إلى أسوء مع زيادة معدل البطالة وانخفاض الإيرادات.
وتلقى الدولار دعمًا كبيرًا خلال الشهور الماضية مع إقدام الفيدرالي الأمريكي على رفع سعر الفائدة أكثر من مرة للسيطرة على التضخم وذلك لأول مرة منذ 1992.
وترى سهر الدماطي أن ارتفاع سعر الدولار لن يكون جيدًا لأمريكا لأن هذا يعني أن بضائعها ستكون أغلى مقارنة بالدول الأخرى مما قد يدفع بعض الدول لتنويع وارداتها من الدول الأوربية والصين وعدم الاعتماد على أمريكا بدرجة كبيرة لتقليل تكلفة زيادة فاتورة الاستيراد بسبب ارتفاع العملة الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: