هل يؤثر خفض التصنيف الائتماني لمصر على جذب الاستثمارات الأجنبية؟
كتبت- منال المصري:
قال خبراء مصرفيون إن خفض التضنيف الائتماني لمصر للمرة الثانية خلال أسبوعين عبر وكالتي تصنيف عالميتين لن يكون له تأثير كبير على جذب الاستثمار الأجنبي في مصر، في ظل تداعيات الاشتباكات العسكرية الإسرائيلية الفلسطينية على هذا العامل بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، والتي يضعف معها تأثير أي عوامل سلبية أخرى في الفترة الحالية.
وأضافوا أن التبعات السلبية للتوترات العسكرية في المنطقة سترفع المخاطر في دول الشرق الأوسط خاصة المجاورة لهذه الأحداث، وبالتالي عواقبها أكثر على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
ويأتي ذلك بعد أن قررت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني خفض تصنيف ديون مصر السيادية بالعملة المحلية والعملات الأجنبية طويلة الأجل من درجة B إلى -B مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهو ما جاء بعد أسبوعين من قرار وكالة موديز بخفض تصنيف ديون مصر السيادية إلى درجة Caa1 بدلا من درجة B3.
وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، لمصراوي، إن خفض وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف مصر كان متوقعا بعد قرار وكالة موديز، وبالتالي تبعاته على فرص الاستثمار في مصر ضعيفة.
وأضاف أن السوق استوعب خفض تصنيف مصر الائتماني بعد إجراء وكالة موديز مع التهيؤ لخفضه من وكالات أخرى، لكن اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة يعد حاليا العامل الأكثر تأثيرا على مصر ومنطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بزيادة مخاطر الاستثمار، وهو ما يضعف معه تأثير أي عامل آخر في الوقت الحالي.
وذكر عبد العال أن المستثمرين أخذوا في اعتبارهم عند الاستثمار في برنامج الطروحات المصرية أو خارجه مخاطر خفض تصنيف الائتماني لمصر والتعامل معه، لكن ما لم يكن في الحسبان وجاء بشكل مفاجئ هو اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، والمخاوف من امتداد نيران هذه الحرب إلى أماكن ودول أخرى.
وأوضح أن ذلك قد يؤدي بالتالي إلى عزوف المستثمرين ليس عن مصر فقط بل على المنطقة ككل، لحين هدوء هذه الأحداث وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وتسعى مصر للتغلب على أزمة نقص النقد الأجنبي من خلال عدة طرق، من بينها برنامج الطروحات الذي يهدف إلى تخارج الحكومة من حصص مملوكة لها في عدد من الشركات والأصول لصالح القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية.
واتفقت سهر الدماطي، نائب رئيس بنك مصر سابقا، لمصراوي، مع محمد عبد العال، حيث قالت لمصراوي، إن الاستثمار الأجنبي المباشر لن يتأثر بخفض تصنيف مصر الائتماني، بقدر تأثره باستمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واندلاع حرب في المنطقة قد يتولد عنها مخاطر كبيرة في الفترة المقبلة.
وأوضحت أن المستثمرين تعاملوا في وقت مسبق مع احتمالات خفض تصنيف مصر الائتماني، لكن بعد تطور الأحداث ودخول المنطقة في صراع بسبب الحرب الدائرة قد يؤدي ذلك إلى عزوف المستثمرين.
فيديو قد يعجبك: