سوريون: الضربات الجوية في الرقة "غير مجدية"
(بي بي سي):
منذ وقوع الهجمات الدامية في باريس يوم الجمعة، كثفت فرنسا ضرباتها الجوية التي تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، حيث شنت سلسلة من الغارات على معقلها بمدينة الرقة.
ومن شبه المستحيل الحصول على أي أنباء من الرقة، أو التواصل مع السكان هناك، إذ أن التنظيم شن حملة على النشطاء هناك ويتحكم في الاتصال بالانترنت.
ولا يرصد التطورات في المدينة سوى جماعة تُطلق على نفسها اسم "الرقة تُذبح بصمت". وتجد الجماعة نفسها مضطرة للعمل بحذر بالغ.
وفي الشهر الماضي، قُتل أحد نشطائها، ويُدعى إبراهيم عبد القادر، مع صديق له، يُدعى فارس حمادي، في بلدة أورفه التركية الواقعة على الحدود مع سوريا.
وبعد ذلك، بث تنظيم "الدولة الإسلامية" تسجيلا مصورا يُظهر أحد الرجلين مقطوع الرأس. وحذر التنظيم، قائلا "لن تأمنوا من سكين الدولة الإسلامية. ستطالكم أيدينا أينما كنتم".
.تشكيك في الأهداف
يقول أيمن، وهو ليس اسمه الحقيقي، إن الضربات الجوية التي تنفذها فرنسا وغيرها من أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تكثفت خلال الأيام الثلاثة الماضية، بواقع نحو 15 غارة يوميا، تستهدف مواقع تابعة للتنظيم.
ويضيف "لا يوجد ضحايا من المدنيين، لكن للأسف ليس بوسعنا إحصاء الخسائر في صفوف أفراد (تنظيم) الدولة الإسلامية، لأنهم لا يصرحون بأي معلومات".
وفي وقت سابق، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، ومقره بريطانيا، بأن 33 مسلحا من التنظيم على الأقل قتلوا منذ مساء الأحد. وذكر المرصد أن هؤلاء المسلحين كانوا يحرسون نقاط تفتيش داخل المدينة وفي محيطها.
لكن ضربات التحالف الجوية ليست ناجحة بالدرجة الكافية، بحسب أيمن الذي يرى أنه ينبغي بذل المزيد في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".
كما يزعم أيمن أن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا والحكومة السورية في الرقة لا تستهدف الجماعة المتشددة.
ويقول "كل هجماتهم كانت ضد مدنيين. لقد تسببوا في العديد من المذابح"، مضيفا "القصف الروسي في غربي الرقة - الذي يزعمون أنه ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية - كان بعيدا جدا عن أي موقع للتنظيم".
وبدأت روسيا حملة الغارات الجوية في سوريا في سبتمبر، دعما للرئيس السوري بشار الأسد.
ودأبت روسيا على أن تنفي بشدة تسبب غاراتها في مقتل المدنيين، ووصفت مثل هذه التقارير بأنها "حرب معلوماتية" هدفها تشويه عملياتها في سوريا.
ضربات "غير مجدية"
في العام الماضي، هرب شخص يُدعى مصطفى مع أسرته من الرقة بعدما هدده التنظيم. وفي وقت لاحق، اضطر مصطفى للنزوح من بلدة أخرى في شمال سوريا بواسطة قوات كردية تقاتل تنظيم الدولة.
وفيما يدين مصطفى بشدة هجمات باريس، يعرب عن اعتقاده بأن على فرنسا وأعضاء آخرين في التحالف توظيف استراتيجيات مختلفة في الحرب ضد التنظيم.
ويقول "هذه الضربات الجوية غير مجدية. بعد عام من الهجمات ضد الدولة الإسلامية، يتوسعون إلى مناطق جديدة سواء في حمص أو تدمُر".
كما ينتقد مصطفى خطة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لإدراج روسيا ضمن "تحالف ضخم" إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة.
وفي خطاب ألقاه يوم الاثنين، أعاد هولاند التأكيد على أن بشار الأسد لا يمكن أن جزءا من الحل السياسي للنزاع في سوريا، لكنه قال كذلك "عدونا في سوريا هو داعش"، وذلك في إشارة إلى الاسم المتداول لتنظيم الدولة.
ويقول مصطفى "اعتقد أن السياسة الفرنسية الجديدة ليست جيدة. الرئيس فرانسوا هولاند قال مرات عدة إن الأعداء الرئيسيين هم بشار الأسد والدولة الإسلامية، والآن يستبدل سياسته للوقوف مع الروس. والدولة الإسلامية يمكنها شن هجمات في العديد من الدول في أوروبا".
ويُشكك مصطفى في أن يؤدي اعتماد التحالف بقيادة الولايات المتحدة على الضربات الجوية إلى هزيمة تنظيم الدولة، معربا عن اعتقاده بضرورة نشر قوات على الأرض.
كما يُعرب عن قلقه من دعم التحالف للقوات الكردية التي واجهت اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
ويقول "يجب أن يدعموا الجيش السوري الحر (المعارض) لمهاجمة الرقة وانتزاع السيطرة من الدولة الإسلامية".
فيديو قد يعجبك: