مارين لوبان: المرأة التي تريد "ترحيل جميع المهاجرين" من فرنسا
لندن (بي بي سي)
صعد نجم زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، في الفترة الأخيرة، وأصبحت تثير قلق الأحزاب التقليدية، وتثير مخاوف بعض شرائح المجتمع التي ترى أن حزبها يحمل أفكارا "عنصرية".
كشفت الانتخابات المحلية الأخيرة في فرنسا عن تقدم حزب الجبهة الوطنية في المرحلة الاولى من الانتخابات المحلية، فمن هي زعيمته، مارين لوبان، وما هي مواقفها في السياسة والاقتصاد والمجتمع؟
النشأة
ولدت مارين لوبان عام 1968 في مدينة نويي الفرنسية، وهي البنت الصغرى لمؤسس حزب الجبهة الوطنية، من زوجته الأولى، بييريت.
درست القانون في باريس وحصلت على شهادة الكفاءة المهنية في المحاماة، وأصبحت محامية في باريس.
تزوجت وطلقت مرتين وأنجبت ثلاثة أبناء مع زوجها الأول، وهي حاليا مرتبطة بالمحامي، لوي آليو، الذي كان يشغل منصب الأمين العام في حزب الجبهة الوطنية.
ولم تكن مسيرتها في مهنة المحاماة ملفتة، ولكن زملاءها يثنون على مثابرتها وجديتها في العمل، وكانت تتطوع ضمن المحامين الذين تعينهم المحكمة، وكثيرا ما وجدت نفسها تدافع عن مهاجرين غير شرعيين.
غادرت مارين لوبان نقابة المحامين عام 1998 لتلتحق بحزب والدها الجبهة الوطنية، ضمن الفريق القانوني.
وكانت في سن مبكرة ترافق زعيم الجبهة الوطنية، جون ماري لوبان، في تنقلاته وحملاته الانتخابية وانخرطت في الحزب رسميا عام 1986.
البداية السياسية
وفي عام 1998، حصلت مارين لوبان لأول مرة على مقعد مجلس مقاطعة نوربادكالي، ثم أصبحت في عام 2000 عضوا في المكتب السياسي للحزب.
وفي العام نفسه، ترأست جمعية "أجيال لوبان" التي أسسها زوج أختها، صامويل ماريشال، من أجل "تحسين" صورة الحزب في الإعلام والمجتمع.
وقد بدأت فكرة "تحسين" صورة الحزب تترسخ بين الأعضاء والأنصار، وتمكنت مارين لوبان في انتخابات المقاطعات عام 2002 من أن أن تحصل على نسبة 24،24 في المئة من الأصوات بمدينة لانس، في الدور الأول، وحصلت على 32،30 في المئة من الأصوات في الدور الثاني.
وعلى الرغم من خسارتها في الانتخابات، فإن مارين لوبان اكتسبت شهرة كبيرة في انتخابات 2002، وأصبحت "شخصية سياسية صاعدة".
وظهر خط مارين لوبان داخل حزب الجبهة الوطنية يتميز عن مواقف والدها، منذ 2003 عندما تحدثت لأول مرة عن "ضرورة إيجاد إسلام فرنسي، لأن إسلام فرنسا، له مفهوم إقليمي".
وفي عام 2004 انتخبت في البرلمان الأوروبي، وصوتت على 42 في المئة من القوانين مع أغلبية النواب الفرنسيين.
وجمدت مارين لوبان عضويتها في هيئات الحزب عام 2005 بعد تصريح أدلى به والدها يقول فيه إن "الاحتلال الألماني لفرنسا لم يكن بالبشاعة التي يتصورها الناس، على الرغم من الأخطاء التي يستحيل تفاديها في بلد كبير مثل فرنسا".
ومنذ ذلك التاريخ، يقول المؤرخون إنها سعت جاهدة لخلافة والدها، والترويج لرؤيتها الجديدة داخل الحزب وفي وسائل الإعلام.
قيادة الحزب
وبعد إعلان والدها التنحي عن قيادة الحزب عام 2010، أصبح الباب مفتوحا أمام مارين لتزعم الجبهة الوطنية، وهو ما حصل عام 2011، في انتخابات للمناضلين.
وترشحت مارين لوبان للانتخابات الرئاسية عام 2012، وحصلت على 17،90 في المئة من الأصوات وهي أعلى نسبة حققها حزب الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية، إذ كانت أحسن نتيجة حققها والدها هي 16،86 في المئة الأصوات، في انتخابات الرئاسة عام 2002.
وعادت مارين لوبان وحزبها لتحقق نتائج متميزة في الانتخابات الأوروبية عام 2014 لتحصد قائمتها 33،61 في المئة من الأصوات، بينما حصلت قوائم الحزب الأخرى 24،90 في المئة من الأصوات.
وشكلت عام 2015 كتلة برلمانية في البرلمان الأوروبي باسم "أوروبا الأمم والحريات" وانضمت إليها أحزاب رابطة الشمال الإيطالي وحزب الحرية النمساوي، وحزب الحرية الهولندي وفلامز بيلانغ البلجيكي ، والنائبة جانيس أتكينسون المبعدة من حزب يوكيب البريطاني.
الخلاف الزعيم الوالد
وتذمرت مارين من تصريحات والدها المثيرة للجدل في وسائل الإعلام، خاصة تلك المتعلقة بالحرب العالمية الثانية، فدعت إلى تصويت أعضاء الحزب بالمراسلة من أجل تغيير القوانين الحزب وإلغاء منصب الرئيس الشرفي الذي كان يشغله والدها.
واعتبر جون ماري لوبان أن ابنته دبرت مؤامرة ضده، ولجأ إلى القضاء، فألغت المحكمة قرار تغيير قوانين الحزب والانتخابات.
ولكن المكتب التنفيذي أعلن فصل جون ماري لوبان من الحزب نهائيا يوم 20 أغسطس2015 لتخلو لابنته زعامة الجبهة الوطنية.
مواقف مارين لوبان
اشتهرت مارين لوبان، بموقفها ضد المهاجرين ودعوتها إلى ترحيل الذين لا يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية، فورا، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية.
وتطرح لوبان فكرة الأولوية الوطنية والتي مفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل (إذا كانت الكفاءة متساوية).
وتعترض لوبان على سياسة التبادل الحر في الاقتصاد، وترى أنها تفرض على فرنسا تنافسا مجحفا مع الدول النامية، ولذلك تقترح نوعا من الحماية المعقولة للاقتصاد الوطني، لا تصل إلى الانغلاق تماما.
وتدعو إلى خروج تدريجي من منطقة اليورو والعودة إلى الفرنك الفرنسي.
الإسلام
تعد مارين لوبان، إذا وصلت إلى سدة الحكم، بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى غية التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب وليس النقاب أو البرقع، فحسب.
وتدعو أيضا إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه "حلال"، أو وفق الديانة اليهودية.
وقد حاولت زعيمة الجبهة الوطنية التخلص من إرث والدها بالتقرب من إسرائيل وانتقدت الحملة الداعية إلى مقاطعة إسرائيل بأنها "عنصرية"، مؤكدة أنها لن تسمح بمعاداة السامية في حزبها.
تتهم مارين لوبان في فرنسا بالعنصرية وكراهية الأجانب، ولكنها تنفي ذلك، وتقول إنها تناضل ضد الهجرة وليس ضد المهاجرين كأشخاص، وإنها دافعت عنهم أمام المحاكم، عندما كانت محامية.
ويصنف حزب الجبهة الوطنية بأنه اليمين المتطرف من قبل أحزاب السيار، ووسائل الإعلام الكبرى، وترفض لوبان هذا التصنيف، وتعرف حزبها بأنه "اليمن الوطني"، وتصفه أيضا بأنه حزب "لا يمين ولا يسار".
فيديو قد يعجبك: