إعلان

المستشفيات البريطانية تحث المسلمين على التبرع بالأعضاء

09:39 ص الخميس 18 يونيو 2015

ينتظر المسلمون في بريطانيا طويلا من أجل عمليات زر

لندن (بي بي سي)

حثت المستشفيات في مقاطعة ويست ميدلاندز البريطانية المسلمين هناك على التبرع بأعضائهم للمرضى، الذين ينتظرون عمليات جراحية لزرع الأعضاء.

وفي الغالب ينتظر المريض المسلم، الذي يحتاج لعملية زرع عضو مثل الكلية أو الكبد، لمدة أطول من غير المسلم بنحو عام حتى يجد من يتبرع له بذلك العضو.

وبمناسبة حلول شهر رمضان، الذي يصوم خلاله المسلمون، حث الأطباء المسلمين على التفكير في التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم.

جنوب آسيا

ويميل المهاجرون من الهند وباكستان وبنغلاديش إلى الإقامة في بلدات ومدن رئيسية ومن بينها برمنغهام، حيث تبلغ نسبة السكان المسلمين نحو 21 في المئة من إجمالي عدد السكان.

وعلى الرغم من أنه في بريطانيا على وجه العموم قد ينتظر المريض المسلم، لمدة أطول من غير المسلم بنحو عام حتى يجد من يتبرع له، إلا أن هذه المدة قد تزيد عن ذلك في برمنغهام.

ووفقا لاستشاري أمراض الكلى الدكتور عدنان شريف، فإن مدة الانتظار قد تبلغ هنا أربع و ربما خمس سنوات.

ويشرف الدكتور شريف على المرضى الذين يجرون غسيلا للكلى بمستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام.

2

ويقول: ''دون شك سيقضى المرضى المسلمون أوقاتا أطول في غسيل الكلى''.

وأضاف: ''سيموت بعض المرضى المسلمين وهم على قوائم الانتظار، لأنهم لم يجدوا من يتبرع لهم لكي تجرى لهم عمليات زرع كلى. الرقم في رأيي يتجه للزيادة''.

مسألة عقيدة

ويعود سبب نقص المتبرعين المسلمين بالأعضاء إلى الخلاف، حول ما إذا كان الدين الإسلامي يحرّم أو يجيز التبرع بالأعضاء.

وهناك الكثير من الارتباك حول هذا الموضوع، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه لا يوجد في القرآن ما يمكن الرجوع إليه بشأن هذا الأمر، وأيضا إلى اختلاف آراء علماء الدين المسلمين في هذه القضية.

وهناك نوعان من عمليات التبرع بالأعضاء، إحدهما التبرع من شخص حي إلى المريض، وآخر هو التبرع من شخص متوفي.

ويزور الدكتور ياسر مصطفى المساجد ليتحدث إلى المصلين، ويدعوهم للتبرع بالأعضاء، ويحاول تشجيعهم على استخراج بطاقة خاصة، تشير إلى أن كل فرد منهم سيتبرع بأعضائه بعد موته.

ويقول الدكتور مصطفى: ''بغض النظر عن العرق الذي ينتمي إليه المسلمون، ربما كانوا من أفريقيا أو آسيا وربما كانوا من سكان بريطانيا الأصليين، لكن عبر الوقت فإن المسألة تتلخص في سؤال واحد بالأساس''.

وأضاف: ''هذا السؤال هو: ماذا يقول علماء الدين المسلمون عن التبرع بالأعضاء؟ هل التبرع بالأعضاء جائز، هل هو مباح في الإسلام؟''

مرضى زرع الأعضاء

برفيز حسين هو عامل سابق لدى الشرطة البريطانية، انتظر طيلة ثلاث سنوات لتجرى له عملية زرع كلية جديدة.

3

وكشف تردده على المستشفى بشكل أسبوعي للخضوع لغسيل الكلى حجم المشكلات، التي يلاقيها المسلمون ذوو الأصول الجنوب آسيوية.

ويقول: ''عندما كنت أعالج، كان هناك 31 جناحا للمرضى، ويمكنني القول إن 25 منهم على الأقل قد شغلهم أشخاص من جماعات أقليات دون شك''. وفي منزله في برمنغهام يتحدث حسين بسخط، عن ما يعتبره المعايير المزدوجة التي يطبقها علماء الدين.

ويرى حسين أنه يجب على علماء الدين المسلمين أن يخاطبوا الناس حول جواز زرع الأعضاء.

ويقول: ''أود دائما أن أسأل أي إمام سؤالا بسيطا للغاية. إذا احتجت عملية زرع عضو في جسدك هل ستفعل أم ستقحم الدين في الموضوع؟''

وأضاف: ''أود أن أقول إن مئة في المئة منهم سيقبلون بزرع الأعضاء داخل أجسادهم. أنا اعتقد أن غالبية الناس على أتم استعداد لتلقي الأعضاء''.

وأردف: ''لقد رأيت ذلك على مستوى المجتمع في برمنغهام، الناس على استعداد لتلقي الأعضاء، لكن ليس بالضرورة على استعداد للتبرع بأعضائهم لغيرهم''.

مشكلة عالمية

نقص المتبرعين ليس مشكلة بريطانية فقط.

في أبريل الماضي ذهب وفد من علماء الدين المسلمين إلى جامعة كراتشي في باكستان لمناقشة القضية.

وعلى الرغم من أن العديد من هؤلاء العلماء أعربوا عن تأييدهم للتبرع بالأعضاء، إلا أن واحدا منهم أعرب عن قلقه من أن أجساد المسلمين، التي ''ستصحو للبعث والحساب يوم القيامة،'' حسب المعتقد الاسلامي، ربما تتضرر إذا لم تكن مكتملة.

وهذا أحد الأمثلة على عدم حسم القضية من الناحية الدينية.

4

ريحانة صادق هي داعية مسلمة بمستشفى الملكة إليزابيث، وتقدم النصيحة للعديد من العائلات وقت الأزمات.

لكنها تقول إنها لم يطلبها حتى الآن أقارب أحد المتوفين، للنقاش حول التبرع بأعضاء فقيدهم المحبوب لديهم.

وتقول: ''من ناحية هناك أناس يعتبرون أن التبرع بالأعضاء نوع من البتر وتمزيق لجسد المتوفى، وهناك أسباب أخرى''.

وتضيف: ''من ناحية أخرى، نجد أناسا يعتقدون بقوة في أن واحدا من أعظم ما أمر به الإسلام هو أن يقدم المسلم أجمل هدية، أن ينقذ حياة إنسان''.

وتقول السيدة صادق إنها لا تعطي رأيا فيما إذا كان يجب على الأشخاص أن يتبرعوا بالأعضاء من عدمه، ولكن بدلا من ذلك هي تنصحهم، بأن يصلوا ويفكروا في الموضوع، والقرار النهائي لهم.

وتشير أرقام المرصد العالمي للتبرع وزرع الأعضاء إلى قلة عدد عمليات نقل وزرع الأعضاء، من أجساد متوفين إلى أجساد مرضى، في الدول ذات الغالبية المسلمة مقارنة ببقية دول العالم.

وبالنسبة لبعض تلك الدول، يعود الأمر إلى نقص الاستثمارات في المنشآت الطبية، أما بالنسبة للبعض الآخر فإنها مسألة دينية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان