عيد ميلاد فتاة قروية مكسيكية يتحول إلى حفل هائل يحضره الآلاف
لندن (بي بي سي)
شقت الفتاة التي تبلغ من العمر 15 عاما طريقها بصعوبة بين الحشود الهائلة التي حضرت عيد ميلادها.
بدت الفتاة واسمها روبي إيبارا مرتدية فستان إزدان بالكثير من الثنيات او ما يعرف باسم الكرانيش باللون الزهرى الداكن أو الفوشيا وبتاج على رأسها، في حالة من الغبطة والانبهار في مزرعة في وسط المكسيك ازدحمت بالمدعوين الذين حضروا بعد أن أرسل والدها دعوة لعيد ميلادها انتشرت عبر أرجاء البلاد.
وأضطر أفراد الأسرة إلى فتح طريق للفتاة حتى تتمكن من السير بين العشرات من الصحفيين الذين راحوا يلتقطون صورا لها.
وامتلأت الساحة التي أقيم فيها الحفل، في قرية لا جويا في ولاية سان لويس بوتوسي، بخيام وطاولات ازدحمت بالطعام بينما ارتفعت لوحة كبيرة كتب عليها "مرحبا بكم في حفل عيد ميلادي."
وحضر الحفل، الذي يسمى في أمريكا اللاتينية كوينسينييرا، آلاف الأشخاص من كل أرجاء المكسيك.
ويقام حفل الكوينكسينييرا في أمريكا اللاتينية للفتيات عند بلوغهن سن الـ 15 ويمثل الانتقال من الطفولة إلى البلوغ ويشمل قداسا دينيا يتبعه حفل كبير.
وعادة ما ينظم المكسيكيون حفلا ضخما للاحتفال بتلك المناسبة حتى تبدو أبنتهم كأميرة في ذلك اليوم.
واكتسب حفل إيبارا شهرة كبيرة داخل المكسيك بل وخارجها بعد أن نشر مصور محلي، في مطلع شهر ديسمبر الحالي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطع فيديو لوالد الفتاة يتحدث عن الحفل المزمع إقامته.
وصف والد الفتاة في مقطع الفيديو حفلا يفيض بالطعام وبه سباق للخيل، وفرق محلية للموسيقى، بل وجوائز للحضور وختم كلمته بتوجيه الدعوة "للجميع بالحضور."
تقول والدة الفتاة أن والدها عندما قال "الجميع" كان يقصد المناطق المجاورة ولم يكن يقصد كل أرجاء المكسيك والعالم.
لكن مقطع الفيديو كان قد نُشر بالفعل عدة مرات على يوتيوب وشاهده الملايين واستجاب له نجوم موسيقيون، بل وتقدمت شركات تطلب رعاية تلك المناسبة. وعبر الملايين على فيسبوك عن رغبتهم في حضور الحفل.
بل أن شركة الطيران المكسيكية قدمت عرضت بتخفيض 30 في المائة على أسعار التذاكر إلى ولاية سان لويس بوتوسي التي جرى فيها الحفل تحت شعار "هل أنت ذاهب إلي حفل روبي؟"
وقلد أحد مشاهير الممثلين المكسيكيين، في مقطع فيديو، الدعوة التي وجهها والد الفتاة، كما ألف مغني آخر شهير أغنية خصصها من أجل روبي. بل أن الفتاة تلقت عرضا للظهور في أحد الأعمال الدرامية التليفزيونية.
وصبيحة يوم الأثنين، وصل المئات إلى المزرعة لحضور القداس، وأخذ العدد يزداد خلال اليوم حتى وصل إلى الآلاف مع حلول المساء وأصبحت المناسبة شبيهة بالحفلات الموسيقية الكبيرة.
واكتظت السيارات حتى تعطلت الحركة في المناطق المجاورة وشاركت قوات الشرطة والصليب الأحمر في مراقبة الموقف.
ويقول سيرجيو اوكتافيو كونترايرايس، أستاذ الاتصالات في جامعة لا صالا باجيو المكسيكية "ما حدث في مع روبي هو مثال للكيفية التي تضخم بها الإنترنت الأحداث وتجعل حياة الناس الخاصة واضحة تماما للناس، وكيف تحاول وسائل الإعلام التقليدية البحث عن موضوعات على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الجمهور."
أما جيران روبي فقد عبروا عن أملهم أن يلفت ذلك الحفل الأنظار إلى المنطقة الفقيرة التي لا يوجد بها حتى تغطية لشبكات الهاتف المحمول.
فيديو قد يعجبك: