بعد اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأنقرة، حماس تأمل "مواصلة دور تركيا لإنهاء حصار غزة"
لندن (بي بي سي)
عبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تدير قطاع غزة، عن أملها في "مواصلة الدور التركي في إنهاء حصار غزة بشكل كامل".
وجاء ذلك بعد اتفاق تركيا وإسرائيل على تطبيع العلاقات بعد سنوات من القطيعة.
وقالت حماس في بيان رسمي الثلاثاء إنها "تشكر موقف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان والجهود التركية في تخفيف الحصار المفروض على غزة".
وكانت انقرة وتل أبيب توصلتا إلى اتفاق لتطبيع علاقاتهما بعد خلاف استمر 6 أعوام بسبب الهجوم الإسرائيلي المسلح على "اسطول الحرية" والذي راح ضحيته 10 من الناشطين الأتراك.
وقالت حماس إنها "تتطلع إلى مواصلة تركيا لدورها في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحصار بشكل كامل".
ويسمح الاتفاق الجديد لتركيا بجلب مساعدات الإغاثة إلى قطاع غزة فضلا عن الاستثمار في مشاريع تطوير في القطاع، وبضمنها المباني السكنية ومستشفى ومحطة للطاقة الكهربائية ومحطة لتصفية مياه الشرب.
وبالمقابل وافقت تركيا على تمرير تشريع يحمي القوات الإسرائيلية من الملاحقة القضائية بشأن حادثة السفينة "ماوي مرمرة"، ويمنع أي عمل عسكري أو جمع أموال لدعم ناشطي حماس في تركيا.
وستدفع إسرائيل بموجب الاتفاق لتركيا تعويضات قدرها 20 مليون دولارعن الهجوم الذي شنته قواتها الخاصة على اسطول صغير من السفن التي تحمل مواد إغاثة وناشطين مؤيدين لغزة.
وأوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن أول تسليم للمعونات التركية لغزة أصبح وشيكا.
وأضاف "أول سفننا المحملة بأكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية ستغادر في طريقها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي الجمعة".
وقال يلدرم إن الاتفاق رفع "بدرجة كبيرة" الحصار البحري الاسرائيلي على غزة التي تهيمن حركة حماس عليها بصورة كبيرة.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن ما وصفه بالإجراء "الدفاعي" ما زال قائما، في إشارة إلى أن الحصار البحري الذي تفرضه بلاده على القطاع سيبقى كما هو بعد توقيع الاتفاق مع تركيا.
وقال نتنياهو "هذه مصلحة أمنية عليا بالنسبة لنا. لم أكن راغبا في تهديدها".
وأضاف "إنها مصلحة ضرورية لمنع تزايد قوة حماس ويبقى كما هو".
ويقول جونثان ماركوس مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية والدفاعية إن "اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا سيشهد إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إلا أن هذه العلاقات لن تمتاز بالدفء الذي كانت تتسم به في الماضي".
وتواصل إسرائيل حصارها على غزة ، قائلة إنه يهدف إلى الحيلولة دون وصول الأسلحة لحماس والجماعات المسلحة الفلسطينية التي خاضت ضدها حربا مدمرة عام 2014. وتسمح السلطات الاسرائيلية بوصول المعونات الإنسانية للمنطقة.
ويقول الفلسطينيون إن الحصار الاسرائيلي بمثابة عقاب جماعي. وحذرت الأمم المتحدة ومسؤولو منظمات الإغاثة من تدهور الأوضاع في غزة.
وكانت السفينة التركية ضمن أسطول صغير من سفن تحمل مواد إغاثة عرفت باسم "أسطول الحرية" وكانت في طريقها إلى قطاع غزة في مايو 2010، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على الشريط الساحلي.
وقتل الناشطون الاتراك عندما هاجم رجال القوات الخاصة الاسرائيلية السفن الست التي كانت تحمل ما قال منظمو الاسطول إنها مواد اغاثة ضرورية لسكان القطاع.
وكانت تركيا ذات يوم أقرب حليف لإسرائيل في المنطقة وللبلدين اهتمامات استراتيجية مشتركة وكانا يتمعان بعلاقات حميمة قبل الحادث الذي أثار استنكارا دوليا.
فيديو قد يعجبك: