قصة رسام الكاريكاتير الإيراني الذي أنقذته لوحاته
بي بي سي:
فر رسام الكاريكاتير الإيراني علي دوراني من بلاده وهو في الحادية والعشرين من عمره وظل عالقا في مخيم الاحتجاز في جزيرة مانوس الأسترالية لأربع سنوات، لكن الوضع تغير بعد أن نُشرت أعماله على الإنترنت.
وفيما يلي حكايته من خلال كلماته ورسوماته.
يقول دوراني: "في 2013 غادرت إيران، ولا أستطيع أن أخبركم بالسبب لأن ذلك يضر بسلامة أسرتي، لكني متأكد أن حياتي كانت في خطر.
وأضاف: "قضيت في إندونيسيا 40 يوما، ثم حاولت الانتقال إلى أستراليا لأنني كنت متأكدا من أن الوصول إلى أستراليا هو الطريقة الوحيدة لأكون في أمان.
وأشار إلى أن أحد مهربي البشر أخبره بأنه يمكن الوصول إلى أستراليا في قارب.
وتابع: "عندما رأيت القارب، كنت خائفا من الموت. كان قارب صيد لا يحظى بصيانة جيدة، وكنا 150 شخصا، وأنا لا أعرف كيف أسبح"
وقال: "عندما حان الوقت للصعود على متن القارب، قلت لنفسي 'ببساطة إذا حدث شيء لهذا القارب، سوف أموت'."
واستغرقت الرحلة حوالي 52 ساعة كانت حافلة بالأمطار ولم يكن المحيط طبيعيا. كان الوضع مرعبا."
وأضاف أن القوات البحرية الأسترالية اعترضت طريق القارب واصطحبت من كان على متنه إلى جزيرة كريسماس حيث مركز الاحتجاز الذي تودع به أستراليا طالبي اللجوء الذين يصلون إلى سواحلها بالقوارب.
وأشار إلى أنه أُصيب بالوسواس القهري لسنوات، لكن حالته تفاقمت في جزيرة كريسماس.
فكان يحرص على تنظيف كل شيء يحيط به. ولم يعد يستطيع التحكم في الأمر، خاصة أنه كان يقيم مع آخرين في الغرفة نفسها.
وتدهورت حالته إلى درجة أنه ذات مرة أراد أن يغسل القاموس الخاص به في غرفة الاستحمام، وهو ما دفعه إلى اعتقاد أنه يُصاب بالجنون، إذ كان غالبا ما يرتعد جسده ويدخل في نوبات عصبية حادة.
وأخبره الأطباء في المركز الطبي بأن عليه تناول الأدوية أو أن يجد استراتيجيات للتعامل مع الوسواس القهري.
لكن دوراني لم يرد تناول الأدوية مخافة أن تتهمه السلطات الأسترالية بالجنون وأن يدرجوه على القائمة السوداء للممنوعين من الدخول.
لكنه تذكر بعد عودته من المركز الطبي إلى غرفته أن لديه موهبة الرسم، لذلك قرر أن يستخدم هذه الموهبة في التغلب على الوسواس القهري.
وقال رسام الكاريكاتير الإيراني: "أرسم منذ أن كنت في الخامسة، إنها إحدى أقدم ذكرياتي."
وأضاف: "لكني توقفت عن الرسم قبل أن أهرب من إيران لأني كنت مشغولا بالعمل وأعباء الحياة. مع ذلك، بدأت أشعر بالإرهاق عندما عدت إلى الرسم ثانية."
وتابع: "لم يكن يتوافر لدي ما أرسم عليه دائما. وكنا نطلب من مسؤولي الهجرة مستلزمات الرسم، لكنهم لم يزودوننا دائما بالورق والأقلام الرصاص."
لذلك اضطر دوراني أن يسرق الورق، وذلك من خلال دخول فصول تعليم اللغات وأخذ الورق الأبيض عندما ينظر المعلم إلى الجهة الأخرى.
ولأنه لم يكن لديه ما يكفي من إمدادات الورق، لم يكن يسمح لنفسه بالخطأ أثناء الرسم، مما ساعده على تحسين مهاراته الفنية.
لكن بعد فترة، اكتشف الرسام الإيراني أن الرسم لا يساعده على التخلص من الوسواس القهري، وأن حالته تزداد سوء يوما بعد يوم.
وبدأ الفنان، الذي كان متحفظا عليه، في عرض رسوماته على غيره من المحتجزين، وبعض مسؤولي الهجرة، ليكتشف أن بعضهم مهتم بأعماله.
وقال دوراني: "لقد رسمت حياتي هناك - ما الذي كان يحدث عندما أقف في طابور للحصول على الطعام، كيف كنت أشعر عندما أستخدم المراحيض العامة القذرة."
وأضاف: "أتذكر المرة الأولى التي اكتشفت فيها أن هناك من يأخذ أعمالي على محمل الجد."
وتابع: "رسمت خريطة أستراليا على قميص أبيض بعينين تبكيان وكتبت تعليقا عليها يقول 'أنا مجرد لاجيء'."
وسأله اثنان من مسؤولي الهجرة عن سبب الرسم على قميصه، وذلك لأنهم رأوا أن الرسم على القميص سلوك احتجاجي.
لكن الرسام دوراني أكد أنه لم يقصد بالرسم أي احتجاج، مرجحا أنه لم يتصور أن أعماله سوف تؤخذ على محمل الجد إلى هذا الحد. لكن هذه الواقعة جعلته يدرك أن رسوماته قد تؤثر في الآخرين.
وكان ذلك دافعا له ليستمر في الرسم، فوثق يومياته في مركز الاحتجاز التي تحكي تفاصيل حياته اليومية، والتي كانت تلاقي ردودا إيجابية وسلبية.
وأعرب الشاب الإيراني عن مخاوفه حيال أن تؤثر رسوماته على طلب اللجوء الذي تقدم به إلى السلطات الأسترالية، لكنه رأى أنه ليس هناك ما هو أسوأ من التحفظ عليه في مركز احتجاز.
وقال: "كنت مكتئبا وكانت حالة الوسواس القهري صعبة جدا، ما جعلني في كابوس حقيقي، وليس هناك ما أخشاه أكثر من ذلك."
وأضاف: "نُقلت إلى جزيرة مانوس بعد ستة أشهر في يناير 2014. وكبلونا بالإغلال في أيدينا وكان هناك خمسة من قوات الأمن حولي."
وتابع: "كانت المرة الأولى التي أذهب فيها إلى دولة استوائية، كان الجو حار جدا إلى درجة أني واجهت صعوبة في التنفس."
ولم يكن المكان الذي نُقل إليه يشبه مركز الاحتجاز في جزيرة كريسماس. فقد كان مكانا يُربى فيه الدجاج، والخنازير، والأغنام، وفقا لدوراني.
وأشار إلى أن المكان الجديد كان به خيام، ومراحيض قذرة، وغرف استحمام مروعة. وكان المئات من الناس مكدسين في مخيم صغير.
وقال رسام الكاريكاتير: "كان بعض الحراس يحاولون طمأنتي. فقد كانوا يرون الصدمة على وجهي. وقالوا لي 'لا تقلق، كل شيء سوف يكون على ما يرام'."
وأضاف: "أدركت أني ليس لدي أية خيارات. فلا أستطيع العودة إلى بلادي. ولا أستطيع الإقامة في أستراليا. ولم تكن لدي رغبة في الانتحار. شعرت كأني جثة ترغم نفسها على البقاء على قيد الحياة."
ولم يكن في حوزة دوراني أوراق أو أقلام رصاص عندما وصل إلى مانوس. فقد أخذوا منه الأقلام الرصاص عند مغادرة جزيرة كريسماس، لكنه تمكن من الاحتفاظ برسوماته.
وفي البداية، لم تكن لدى رسام الكاريكاتير رغبة في الرسم. فعندما تُجبر على الوجود في مكان لا تريد البقاء فيه، ولا تدري سببا لوجودك هناك، ولا تعرف متى ينتهي هذا الوضع، "بالتأكيد سوف تفقد الأمل، والدافع إلى كل شيء"، وفقا لدوراني.
وروى أن مجموعة من السكان المحليين في الجزيرة هاجموا المخيم وحطموا كل شيء واعتدوا على الناس، ما أسفر عن مقتل أحد اللاجئين، وذلك في 17 فبراير 2014.
وبعد شهر من ذلك، كان هناك عجز صارخ في إمدادات الطعام والخدمات للمقيمين في المخيم.
لكن شركة جديدة تولت إدارة المخيم. وجددت غرفة الطعام. وأطلقت عدة أنشطة، بما في ذلك دروس اللغة الإنجليزية وأنشطة الرسم.
واستأنف دوراني الرسم مرة ثانية بعد انقطاعه عنه لفترة، موثقا بقلمه الرصاص الحياة داخل المخيم. كما غلبت على رسوماته في تلك الفترة أشياء من البيئة المحيطة به مثل البعوض، والشمس، والأمطار.
واختار دوراني "إيتن فيش"، ومعناه "السمكة المأكولة"، اسما مستعارا له لأنه قُبض عليه في البحر مثل السمكة. كما أُكل في معسكر الاحتجاز في أستراليا بعدها أُلقي به في مركز احتجاز في جزيرة مانوس تماما مثلما تُلقى بقايا السمكة المأكولة في سلة القمامة، وفقا للرسام الإيراني.
وكان من بين الرسومات ما يحتوي على مقابر للاجئين.
وأكد أيضا أن التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية كانت من المشكلات الخطيرة في مانوس.
ولم تكن هذه معاناة هذا الفنان فقط، إذ عانى منها كثير من الشباب هناك.
وقال دوراني: "شهدت الكثير من هذه الأحداث. لكني لم أستطع أن أفعل شيئا حيال ذلك لأني كنت خاضعا لضغوط هائلة بسبب المعاناة من الوسواس القهري، ونوبات الهلع والقلق.
وأضاف: "لم يكن لدينا وسيلة للدخول على الإنترنت في ذلك الوقت. ولم أكن أرغب في نشر رسوماتي في العالم الخارجي."
وذكر أنه بعد فترة، سمحت السلطات الأسترالية للمحتجزين في هذا المخيم "أخيرا" باستخدام الإنترنت لمدة 45 دقيقة أسبوعيا.
لكنه أشار إلى أن خدمة الإنترنت كانت بطيئة، ولم تكن تلك السرعة كافية للدخول على فيسبوك إلا بشق الأنفس. لكن دوراني بدأ في الدخول والاشتراك في المجموعات الحقوقية الأسترالية، إرسال طلبات صداقة لجميع أعضائها.
واستمر في إرسال رسائل إلى آلاف الأشخاص لعام ونصف دون أن يتلقى ردا.
وقال: "مع ذلك، تحول الأمر إلى أن الكثير من عمال ومسؤولي الهجرة الأستراليين في المخيم بدأوا في الحديث عن رسوماتي، حتى بعد خروجهم من المخيم."
وأضاف: "وصلت أخبار رسوماتي ناشطة تُدعى جانيت غالبريث وتواصلت معي عبر فيسبوك، وقالت إنها تجهز لمعرض في ميلبورن، وإنها تريد أن تعرض إحدى رسوماتي فيه."
وتابع: "لم يكن من السهل إرسال صوري لها لعدم توافر ماسح ضوئي أو كاميرات."
لكن بعض المحتجزين كانوا يخفون هواتفهم الذكية التي لم تكن كاميراتها ذات جودة عالية، وهو ما أدى إلى توفير وسيلة لالتقاط صورة لإحدى الرسومات بأحد تلك الهواتف وإرسالها إلى الناشطة، وفقا للرسام الإيراني.
وبعد نشر جانيت للصورة في معرضها، رآها أحد العاملين في جزيرة مانوس، وأخبر الناشطة أنه يعرف علي دوراني، وأنه يمكنه المساعدة في إخراج رسوماته من المخيم.
وقال دوراني: "كان يعمل لصالح الحكومة، وكان من الصعب أن أثق به. لكني في نفس الوقت لم يكن لدي خيار آخر."
وبالفعل أخذ الرجل صورا للرسومات بواسطة جهاز iPad وأرسلهم إلى جانيت، وهو ما مهد الطريق أمام نشر منظمات عدة تلك الصور.
وفي 2015، دخل عدد من المحتجزين في جزيرة مانوس في إضراب عن الطعام بينهم دوراني احتجاجا على معاملة الشرطة الأسترالية وسوء الأوضاع في المخيم.
وانتهى الأمر بالرسام الشاب إلى حالة من الإعياء الشديد، وأصيب بنوبات هلع وتشنجات عضلية استمرت لحوالي 40 دقيقة، وأحيانا ما كان يُصاب بنوبات الهلع ثلاث مرات يوميا.
وجرب الأطباء مع دوراني طرق مختلفة للعلاج إلى أن جاء يوم استيقظ فيه الشاب الإيراني وهو غير قادر أن يتذكر أين كان يعيش أو من يكون، وهو ما ترتب عليه إيداعه في مكان إقامة انفرادي."
يقول الرسام الإيراني: "بعد خروجي من الإقامة الانفرادية، تواصلت مع جانيت مرة أخرى وشرحت لها ما حدث لي. كما تواصلت مع الشبكة الدولية لحقوق رسامي الكاريكاتير. ونجحت أيضا في التواصل مع رسام الكاريكاتير في صحيفة الغارديان فرست دوغ أون ذي مون."
وبدأت صحيفة الغارديان في نشر بعض أعمال الرسام الشاب حتى عام 2016 الذي حصل فيه على جائزة الشجاعة في رسوم الكاريكاتير الصحفية.
وزاد ذلك من شهرة دوراني، لكنه لم يدرك ذلك لضعف خدمة الإنترنت لديه.
وكان يسمع من الناس عن أن رسوماته نُشرت، كما كان بعضهم يرسل إليه روابط بالصور المنشورة، لكنه لم يكن يتمكن من رؤيتها إلا عند الدخول إلى غرفة الإنترنت مرة واحدة في الأسبوع حيث لم تكن الخدمة تعمل بشكل جيد.
وأكد أنه لم يعتقد في ذلك الوقت أن الشهرة قد تساعده ، "فقد كنت أرى أنها فرصة لعرض رسوماتي في أستراليا، لكني لم أرى أن هناك إمكانية لأن تساعدني على الخروج من الاحتجاز"، وفقا لدوراني.
وفي 2016، بدأ فنانون حول العالم في إنتاج رسومات كاريكاتير تدعم الرسام الإيراني الشاب.
وعندما كنت طفلا، كانت إحدى أمنياتي هي أن أصبح رسام كاريكاتير، وكنت أقرأ رسومات الكاريكاتير في المجلات وكنت أتمنى أن تنشر رسومات لي أنا أيضا.
وقال الرسام الشاب: "لذلك عندما رأيت جميع هؤلاء الرسامين، الذين اعتدت أن أقدِّرهم وأرى رسوماتهم في المجلات، يرسمون رسومات كاريكاتيرية لإنقاذي. لقد كان شرفا كبيرا لي."
ونشرت صحف واشنطن بوست، ونيويوركر، ونيويورك تايمز رسوما كاريكاتيرية تدعم "إيتن فيش".
وأعرب الفنان الإيراني عن امتنانه الشديد لكل من دعموه.
وقال إن المنظمة الدولية لمدن اللاجئين (آيكورن)، وهي مؤسسة نرويجية تدعم الكتاب والفنانين بدأت في العمل على حالته.
وأضاف: "لم أكن أعرف آيكورن في ذلك الوقت. وأخبرتني جانيت أنهم يدرسون حالتي، لكني لم أكن أعتقد أنهم سوف يتمكنون من مساعدتي."
وتابع: "دخلت في إضراب عن الطعام في 2016 بعد تعرضي للتحرش من قبل القائمين على مركز الاحتجاز في جزيرة مانوس."
واستمر الإضراب لمدة 22 يوما، ما أصاب دوراني بإعياء شديد. لكن الفنان الشاب لم يكن لديه خيار آخر غير الإضراب الذي نقص وزنه في نهايته إلى 43 كيلو غراما.
ويروي قصته مع الإضراب، قائلا: "بعد إضرابي عن الطعام، نُقلت إلى مستشفى في بابوا غينيا الجديدة لحوالي ثلاثة أشهر. وبينما أنا هناك، تلقيت رسالة من وزارة الهجرة في النرويج يرحبون بي فيها."
وأضاف: "لم أصدق ما حدث."
وأشار إلى أنه عندما صعد على متن الطائرة إلى النرويج، كانت جانيت هناك، فلم يتمكن من التوقف عن البكاء لساعات، مؤكدا أنه ليس من النوع الذي يبكي بسهولة.
وتابع: "لكن هذه المرة لم أستطع التوقف عن البكاء، فجميع السنوات التي قضيتها في مركز الاحتجاز مرت أمام عيني، ولم أكن أتخيل أن هذه هي النهاية."
وأشار إلى أنه عندما وصل إلى النرويج كان في شدة الحماس والخوف أيضا، إذ استقبله عدد من الأشخاص الذين أوصلوه إلى مكان إقامته وأخبروه عن الدعم الذي سيتلقاه.
لمن يكن الأمر سهلا في بدايته. فعلى مدار الأشهر الستة الأولى في النرويج، دخل الرسام الشاب في نوبة اكتئاب أشد من تلك التي أصابته في جزيرة مانوس، ولا تزال مستمرة في التأثير عليه حتى الآن، وفقا للفنان الإيراني.
وأكد أنه حصل على دعم جيد من الحكومة النرويجية، ومنظمات اللاجئين، خاصة آكرون، وهو الدعم الذي وصفه بأنه "من الصعب أن أحصل على دعم أفضل مما حصلت عليه في النرويج."
وأشار إلى أن آكرون خصصت له مكتبا في مكتبة عامة في ستافانجر حيث يمكنه العمل على مشروعاته. وقال إن عددا كبيرا من الأطفال يزورون المكتبة، وأحيانا ما ينظم برامج تدريبية في الرسم.
كما يزور مدارس كثيرة ليتحدث عن سياسة اللاجئين في أستراليا. وتساعده آكرون ماليا أيضا علاوة على دورها في تواصله مع عدد من الفنانين في النرويج.
ورغم ما تحقق لدوارني من استقرار في الفترة الأخيرة، عندما يسأله الكثيرون عما إذا كان سعيدا أم لا، لكون إجابته: "الأمر معقد بعض الشيء".
وقال الشاب الإيراني: "لم أختر أن أكون هنا، لم تكن لدي أية خيارات. لكن الآن، أحب المدينة التي أعيش فيها."
وأضاف: "أعتقد أن النرويج هي الدولة التي تقدم الدعم والخدمات الأفضل للاجئين. وهناك مخيمات احتجاز لطالبي اللجوء، لكنهم غير محبوسين داخلها. فهم يخرجون ويتفاعلون مع الناس، ويشاهدون الأطفال يلعبون في الحدائق."
وتابع: "دائما ما أقول أن الفن أنقذني. لقد ساعد الحكومة النرويجية على الإطلاع على موقفي."
وأشار إلى أن الكثيرين أُعجبوا برسوماته عندما كان محتجزا في جزيرتي كريسماس ومانوس، لكنهم أخبروه أنهم لن يستطيعوا أن يخرجوه من هناك.
وقال إن بعض اللاجئين سألوه "عما يمكن أن يحققه من وراء هذا؟ مؤكدين له أنه لن يستطيع إخراجهم مما هم فيه بهذه الرسومات."
وأشار إلى أنه الآن يؤمن بأن الفن أنقذه بالفعل، وأنه بدأ الرسم وهو رهن الاحتجاز في محاولة للسيطرة على مرضه، وانتهى الأمر إلى أن أنقذت الرسومات حياته.
وقال: "أؤمن بشدة بأن الفن يمكنه إحلال السلام، وأن علي أن أهتم بفني وأن ألتزم بذلك."
فيديو قد يعجبك: