ما هي خطة الولايات المتحدة لاستعادة النفوذ في أفريقيا؟
لندن (بي بي سي)
فقدت الولايات المتحدة نفوذها في أفريقيا، في الوقت الذي يريد فيه كبير دبلوماسييها في القارة السمراء تغيير هذا الوضع واستعادة النفوذ الأمريكي.
قال تيبور ناغي، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مؤخرا لبي بي سي : "منذ فترة طويلة، يطرق المستثمرون الباب، ويفتح الأفارقة، ويكون الصينيون الأشخاص الوحيدين الذي يقفون هناك".
أدت تجارة الصين في القارة الأفريقية إلى خفوت نجم أمريكا خلال العقد الماضي، وسجلت الصين في عام 2018 أكثر من ثلاثة أضعاف حجم تجارتها في أفريقيا.
وظلت بعض المناصب الدبلوماسية الأمريكية الأكثر أهمية في العواصم الأفريقية شاغرة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه.
ويقول ناغي إنه يريد تغيير هذا الوضع واستعادة النفوذ الأمريكي في القارة.
ويضيف: "مهمتي هي التأكد من وجود أمريكي عند الطرق على الأبواب أيضا".
تراجع البعثات الدبلوماسية
تثاقلت خطى تعيين سفراء أميركيين في العواصم الأفريقية خلال العامين الماضيين، وظلت بعض المناصب رفيعة المستوى في بعض الدول، بما في ذلك جنوب أفريقيا ونيجيريا، شاغرة بعد تغيير الرئيس ترامب جميع السفراء الأمريكيين في جميع أنحاء العالم بعد تنصيبه في عام 2017.
ورشح الرئيس بعض السفراء، بما في ذلك في جنوب أفريقيا ونيجيريا، والذين لا يزالون ينتظرون موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، لكن المنصب في دول أخرى، مثل تشاد وتنزانيا، ظل شاغرا.
تولى ناغي منصبه كممثل دائم لوزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية في يوليو 2018، وهو منصب كان شاغرا في السابق وشُغل لفترة مؤقتة.
ويقول محللون إن الصين، على النقيض من ذلك، أرسلت مسؤولين كبار إلى الدول الأفريقية.
وتقول لينا عبدالله، خبيرة في العلاقات الصينية الأفريقية بجامعة ويك فورست : "يوجد لدى الصين في جنوب أفريقيا دبلوماسي رفيع المستوى، وهذا يدل على أن الأمر يهم بكين بالفعل".
كما تسعى القوى الصاعدة الأخرى، مثل تركيا والهند، إلى توسيع نطاق وجودها الدبلوماسي في أفريقيا.
ووافقت الحكومة الهندية مؤخرا على خطط تهدف إلى فتح 18 سفارة جديدة في إفريقيا.
لغة غير دبلوماسية
لم تدعم التصريحات التي أدلى بها مسؤولون حكوميون أمريكيون حول أفريقيا، بمن فيهم الرئيس ترامب، العلاقات بين الطرفين، واعتبرت مسيئة للغاية في بعض الأحيان.
وتفيد تقارير أن ترامب وصف الدول الأفريقية بأنها "دول قذرة"، وتحدث عن أفريقيا كمكان حاول أصدقاؤه الثراء فيه.
كما درس القضية المثيرة للجدل للغاية والمتعلقة بمصادرة الأراضي من المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، مما أثار ردود فعل غاضبة من الحكومة هناك.
يقول روبن إي بريغتي، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الاتحاد الأفريقي في عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما : "المشكلة الأساسية هي أنه لا يمكن تجاهل الرئيس، فقد وصف كل أفريقيا بأبشع الأوصاف".
وتؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أنها تقدّر شراكاتها في جميع أنحاء أفريقيا، كما أن التزامها قوي كما كان دائما.
كانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للاستثمار المباشر في أفريقيا، لكن مساهمتها تتراجع.
وأعلنت الصين في عام 2018 عن استثمارات إضافية بقيمة 60 مليار دولار (بعد 60 مليار دولار تعهدت بها في عام 2015) والتي شملت مشاريع البنية التحتية كجزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية لبناء طرق تجارية عالمية.
وتقول لينا إن التجارة بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية تراجعت بسبب الاهتمام المتزايد، ليس من الصين فحسب، بل من دول أخرى مثل روسيا وتركيا.
وتضيف لينا: "أعتقد أن السبب في ذلك هو احتدام المنافسة بين جميع الدول الأخرى منذ العقد الماضي".
وأظهر النمو الاقتصادي الصيني علامات تباطؤ في الآونة الأخيرة، وقد يؤثر ذلك في المستقبل على مستويات التجارة والاستثمار في أفريقيا.
لكن بالنظر إلى المنافسة المتزايدة من جميع انحاء العالم بغية إطلاق أعمال تجارية مع الدول الأفريقية، سيتعين على الولايات المتحدة إظهار اهتمام متجدد في علاقاتها مع القارة الأفريقية، إذا كانت تريد حقا التعاون مع الدول الاقتصادية الصاعدة فيها.
فيديو قد يعجبك: