إعلان

سي إن إن: طموح ترامب لاستعادة قناة بنما قد يكون له تكلفة باهظة

05:40 م الثلاثاء 21 يناير 2025

قناة بنما

القاهرة- مصراوي:
خلال الأسابيع القليلة الماضية، عندما كان دونالد ترامب رئيسًا منتخبًا، قال علنًا إن يجب أن تعيد قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية لاستعادتها، وعزز ترامب موقفه خلال حفل تنصيبه، إذ أكد خلال خطاب القسم، أن الولايات المتحدة ستستعيد القناة المائية.

تهديد ترامب بقلب عقود من السياسة الأمريكية وشن حرب للاستيلاء على القناة، سيكون بمثابة مهمة كبرى من قبل رئيس يهاجم التدخل العسكري الأمريكي في الصراعات في الشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه سيكون من الصعب إقناع الجمهور الأمريكي.

وتقول شبكة سي إن إن الأمريكية، "بنى ترامب حياته السياسية من خلال التفكير خارج الصندوق، ولكن محاولة استعادة القناة - سواء من خلال ترهيب البنميين أو استخدام القوة العسكرية - ستكون مهمة محفوفة بالمخاطر ومن غير المرجح أن تنجح".

ولم يكن غريبا أن يطالب ترامب بأول خطاب له بعد عودته للرئاسة بـ"إعادة السيطرة على قناة بنما"، فهو يعتبرها "من الأصول الوطنية الحيوية للولايات المتحدة"، فقد هدد قبل أسابيع بأنه إذا لم تدر بنما القناة بطريقة مقبولة، فسوف يطالب البلد الحليف للولايات المتحدة، بتسليمها، وإعادتها للسيادة الأمريكية.

وكان الرئيس جيمي كارتر هو الذي تفاوض على إعادة قناة بنما إلى البنميين، وحصل على أكثر من ثلثي الأصوات في مجلس الشيوخ الأمريكي وهي الأغلبية اللازمة للتصديق على معاهدات قناة بنما في عام 1978، حسب شبكة سي إن إن الأمريكية.

واعتبر كارتر أن إعادة قناة بنما إلى حكومة بنما كان هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، إذ كان ذلك إرثًا من فترة مارست فيها الولايات المتحدة سياسة شبه استعمارية على أمريكا الوسطى.

ولم يكن كارتر الوحيد الذي وقع على معاهدات قناة بنما؛ بل إن الرؤساء من كلا الحزبين، رونالد ريجان، وجورج بوش الأب، وبيل كلينتون، ــ شعروا جميعًا بأنهم ملزمون بشروط المعاهدات، التي لم يتم تنفيذها بالكامل إلا عندما نقلت الولايات المتحدة عمليات قناة بنما بالكامل إلى بنما في 31 ديسمبر 1999.

ومنذ ذلك الحين، لم يعد تشغيل القناة من قبل البنميين يشكل مشكلة، وأكثر من ثلثي السفن التي تعبر القناة إما تأتي أو تذهب إلى الموانئ الأميركية، وفقاً لإدارة التجارة الدولية الأميركية.

وفي أعقاب تأكيدات ترامب على ضرورة إعادة القناة إلى الولايات المتحدة، أصدر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو بيانًا في ديسمبر قال فيه: "كرئيس، أريد أن أعبر بدقة عن أن كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المجاورة لها ملك لبنما، وسيظل كذلك".

ويبدو أن هذا قد حسم الأمر، لكن في وقت سابق من هذا الشهر، أضاف ترامب التهديد المحتمل باتخاذ إجراء عسكري أمريكي لاستعادة القناة.

وحسب شبكة سي إن إن، فإن شن حرب لتأمين منطقة القناة لن يكون بالأمر الهين، فهي منطقة تبلغ مساحتها أكثر من خمسمائة ميل مربع، ويبلغ عدد سكان بنما أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، ومن غير المرجح أن يرحب العديد منهم بالخضوع لأي شكل من أشكال الاحتلال الأمريكي.

وتشير تقديرات الجيش الأمريكي إلى أنك في حاجة إلى "عشرين جنديًا لمكافحة التمرد لكل ألف من السكان... من أجل تنفيذ عمليات مكافحة التمرد بفعالية"، وعلى هذا، ونظرًا لعدد سكان بنما، فإن هذا يعني أن عدد القوات الأمريكية سوف يبلغ نحو 90 ألف جندي.

ومن شأن هذا النوع من العمليات العسكرية أن يدفع الولايات المتحدة إلى خوض حرب برية أخرى من النوع الذي انتقده ترامب منذ فترة طويلة.

بأي سلطة يستطيع ترامب أن يأمر القوات الأمريكية بالاستيلاء على قناة بنما؟

عادة، يتطلب الأمر صدور قرار من الكونجرس الأمريكي لاستخدام مثل هذه القوة، كما حدث منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر والذي يجيز استخدام القوة ضد جماعات مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

كما أن أي استيلاء عسكري على قناة بنما من شأنه أن يعطل التجارة العالمية إلى حد كبير. إذ يمر عبر القناة نحو 6% من التجارة العالمية.

ومن شأن أي عمل عسكري على القناة أن يأتي في وقت عطل فيه الحوثيون في اليمن طريقا تجاريًا رئيسيا آخر من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر بانتظام بطائرات بدون طيار وصواريخ تنطلق من قناة السويس، التي تمثل 12% أخرى من التجارة العالمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان