من هو إيال زامير رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد؟
إيال زامير
(بي بي سي)
في حفل تنصيب رسمي، عين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، إيال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي خلفا لهيرتسي هاليفي الذي استقال في شهر يناير/ كانون الثاني هذا العام بسبب فشل الجيش في منع هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الصحف الإسرائيلية إن حفل تنصيب زامير الذي جرى في المقر العسكري الرئيسي للجيش الإسرائيلي في تل أبيب، كان ضيق النطاق مقارنة بالمراسم المعتادة من حشود كبيرة وموكب رسمي وسجادة حمراء، "نظرا لظروف الحرب".
وأصبح زامير رئيس الأركان الـ24 للجيش الإسرائيلي.
من هو إيال زامير؟
يبلغ زامير من العمر 59 عاما، قضى 40 منها في مناصب مختلفة في الجيش الإسرائيلي.
وبذلك يكون أكبر من تولى منصب رئاسة الأركان الإسرائيلية سنا.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن زامير هو أول ضابط مدرعات يشغل منصب رئاسة الأركان منذ الفريق دافيد إلعازر في السبعينيات، والذي استقال آنذاك من المنصب بسبب "الإخفاقات التي أدت إلى اندلاع حرب عام 1973."
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، لبي بي سي إنه على غير عادة الحكومات الإسرائيلية في اختيار رؤساء الأركان من بين من انتموا لسلاح المظليين، فإن إيال زامير ينتمي لسلاح المدرعات.
ويرى نيسان في ذلك تقديرا من الحكومة لـ"القدرات العالية والمهارة التي أبداها سلاح المدرعات في هذه الحرب".
قبل اليوم شغل زامير منصب مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية. وكان قبلها قائدا للمنطقة الجنوبية ثم نائبا لرئيس الأركان أفيف كوخافي.
وكان زامير قد شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بين عامي 2012 و2015.
زامير مقرب من نتنياهو الذي أشاد به كثيرا خلال حفل التنصيب.
وقال نتنياهو في كلمته إنه أوصى بتولي زامير هذا المنصب ثلاث مرات من قبل. وقد أعلن اختيار زامير في بداية شهر فبراير/ شباط هذا العام، قبل التنصيب الرسمي.
ويأتي تنصيب زامير بالتزامن مع نشر نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في ملابسات هجوم السابع من أكتوبر وفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في التعامل معه. بالإضافة إلى الخلافات بين القيادتين السياسية والأمنية بشأن مواصلة الحرب أو التفاوض في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، والتي كانت عنوانا رئيسيا في الفترة الماضية في إسرائيل.
وكان رئيس الأركان السابق هاليفي قد قدم توصيات متكررة للقيادة السياسية بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن في إطار صفقة وقف إطلاق النار.
وكان من المعروف أن هاليفي مقرب من وزير الدفاع السابق يوآف جالانت الذي أقاله نتنياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بعد خلافات بين الطرفين بشأن الحرب في غزة وخلافات سابقة بشأن "التعديلات القضائية" التي طرحتها حكومة نتنياهو في 2023.
ولطالما دفع جالانت نحو التسريع باتفاق في غزة "لإعادة الأسرى وهم أحياء". كما أعلن رفضه للاحتلال العسكري لقطاع غزة، معتبرا ذلك "خطرا على أمن إسرائيل" وعبئا على اقتصادها، ولذلك وصفه اليمين المتطرف الإسرائيلي بـ"الانهزامي".
وبعد إقالة جالانت واستقالة هاليفي، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها يريدون الاعتماد على من هم "أكثر قسوة".
وقال إيلي نيسان لبي بي سي إنه "على عكس هاليفي الذي يقال إنه كان مرنا، فإن زامير شخصية حازمة وله خطة هجومية واسعة النطاق في حال انهار التفاوض بين إسرائيل والوسطاء بشأن ما تبقى من الرهائن في غزة وسيعمل بأساليب أكثر قسوة لوضع حد للقوة العسكرية لحماس هذه المرة".
ورغم أن من يملك القرار الفعلي في الحرب هو مجلس الوزراء، يقول نيسان، إلا أن زامير "منح هيبة من قبل نتنياهو وكاتس وستكون له حرية اتخاذ القرارات بشأن الحرب".
أولويات زامير والتحديات المنتظرة
افتتح زامير خطاب تنصيبه بالقول إن "حماس لم تهزم بعد" وإن المهمة التي تسلمها اليوم "واضحة، وهي قيادة الجيش الإسرائيلي نحو النصر".
وشدد على ضرورة "الرفع من ميزانية الدفاع وتوسيع تركيبة الجيش بشكل سريع ومسؤول".
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن زامير يعقد اجتماعات فورية لمناقشة تعيين عدد من كبار الضباط في الجيش، بعد أن علقت هذه التعيينات بأمر من وزير الدفاع كاتس كما من المتوقع أن يستقيل عدد من الجنرالات، كما فعل هاليفي على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023. وقد أعلن بعضهم بالفعل استقالتهم لكنهم مازالوا في مواقعهم حتى الآن.
وقال إيلي نيسان لبي بي سي إن زامير سيعمل فورا على إعفاء معظم من كانوا على رأس مسؤوليات أمنية عندما حدث هجوم 7 أكتوبر و"كل من كان له ضلع في الفشل في التعامل مع الهجوم".
كما يتوقع نيسان أن يكافئ زامير بعض من "أبدى مهارة وقدرة قتالية عالية في هذه الحرب" بترقيات.
في خطاب تنصيبه توجه زامير أيضا إلى أهالي بقية الأسرى لدى حماس والفصائل الفلسطينية في غزة قائلا إن واجبه هو "إعادتهم جميعا بأي طريقة ممكنة وبأسرع وقت".
وفي إشارة إلى الطائفة اليهودية الأرثوذكسية المتشددة "الحريديم" التي يرفض أفرادها التجنيد، دعا زامير "كل مكونات المجتمع الإسرائيلي إلى المشاركة في الواجب الديني للدفاع عن الوطن".
وينذر هذا الخطاب بمواجهات في انتظار زامير مع "الحريديم" والداعمين لحقهم في الإعفاء من التجنيد الإجباري بموجب تمديدات مستمرة لقرار إعفائهم الذي صدر عن حكومة ديفيد بن غريون في عام 1948، واستمر من خلال التمديدات الاستثنائية حتى بعد أحكام قضائية بإلغائه أو تغيير شروطه.
وفي يونيو/ حزيران 2024 قضت المحكمة العليا في إسرائيل بوجوب تجنيد "الحريديم"، ما فجر أزمة في خضم الحرب في غزة ودفع اليهود الأرثوذكس المتشددين إلى التهديد ب"مغادرة إسرائيل بشكل جماعي" إذا أجبروا على التجنيد.
وقد تبدو هذه نقطة خلاف بين توجهات زامير وتوجهات رئيس الوزراء نتنياهو الذي يقول نيسان إنه يبذل كل جهده للدفع نحو إعفاء طلاب الحريديم من التجنيد الإجباري "محاولة منه للحفاظ على حكومته بعد أن هددت الأحزاب المتدينة بمغادرة الحكومة إذا فشل نتنياهو في تمرير قانون إعفائهم".
لكن يرى نيسان أن الاختلاف بهذا الشأن لن يؤثر على علاقة زامير بنتنياهو لأن مشروع إعفاء الحريديم سيسقط بطبعه لكثرة رافضيه داخل الكنيسيت الإسرائيلي، حسب قوله.
فيديو قد يعجبك: