إعلان

عيد الفصح.. لماذا تزيد خطط ذبح القرابين من التوترات في القدس؟

04:32 م الجمعة 11 أبريل 2025

القدس

بي بي سي

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع مستوى التأهب في جميع أنحاء البلاد، مع اقتراب عيد الفصح، وذلك عقب تقييم للوضع أجراه رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير.

ومن المقرر أيضاً تعزيز الوجود العسكري في مختلف أنحاء إسرائيل.

ويبدأ عيد الفصح، وهو من أهم الأعياد في الديانة اليهودية، هذا العام مساء يوم غد السبت وينتهي في 20 أبريل.

واعتبرت محافظة القدس "نية جماعات الهيكل المتطرفة لذبح قربان الفصح داخل المسجد الأقصى ومحيطه، في مدينة القدس، تصعيداً خطيراً يأتي في سياق المحاولات الحثيثة والمحمومة لاستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها الأقصى".

لكن لماذا يريد المتطرفون التضحية بحيوان، لماذا هنا، ولماذا الآن؟

لماذا التضحية بماعز؟

ترتكز طقوس الذبيحة إلى التوارة - الكتاب المقدس اليهودي.

وفقاً للتوراة، كان بنو إسرائيل محتجزين كعبيد في مصر، ولتحريرهم، نزل الموت لقتل الابن البكر لكل أسرة مصرية.

أُمِر بنو إسرائيل بقتل ماعز، وبأن يرسموا إشارات على مداخل بيوتهم، حتى يتجاوزهم الموت ويمر من جوار منازلهم.

كان هذا آخر "ضربات مصر العشر" التي دفعت الفرعون المصري أخيراً للسماح لليهود بمغادرة البلاد فيما يعرف بالخروج.

بعد ذلك، أصبحت التضحية بالماعز طقساً سنوياً ويفترض أن يستمر للأبد، كتذكير بالخروج، حيث انتقل بنو إسرائيل إلى "أرض الميعاد".

ومع ذلك، لا يزال عدد قليل جداً من الجماعات الدينية يمارس هذه الطقوس اليوم.

لماذا هنا؟

1_1_11zon

جبل الهيكل - كما يطلق عليه اليهود - هو أقدس موقع في اليهودية.

حيث كان يقع معبد هيرود الذي يقول اليهود إنه بُنِيَ على أنقاض هيكل سليمان، فيما تسعى بعض الجماعات اليهودية لبناء معبد جديد مكانَ قبة الصخرة.

يصر بعض اليهود المتدينين على أن ذبيحة الفصح لا يمكن أن تتم إلا هنا.

لكن الحرم القدسي/المسجد الأقصى هو أيضاً ثالث أقدس مكان في الإسلام (فهو موقع صعود النبي محمد إلى السماء).

احتل الإسرائيليون هذا الجزء من القدس في حرب "النكسة" أو "الأيام الستة" عام 1967، وبعد ذلك اتفقت إسرائيل والأردن - صاحب الوصاية على الحرم الشريف - على أنه بينما يُسمح لليهود بزيارة الموقع، فلن يُسمح لهم بالدخول للصلاة هناك.

ويشعر العديد من الفلسطينيين بالاستياء من وجود الإسرائيليين وقوات الأمن الإسرائيلية المسلحة في الموقع المقدس، وتعهدت مجموعات متعددة بحماية الحرم الشريف.

لماذا يحدث هذا الآن؟

2_2_11zon

في كل عام، تضغط الجماعات اليهودية المتطرفة للسماح بالتضحية بالماعز في الحرم الشريف أو ما يسمونه جبل الهيكل عشية عيد الفصح.

هذا العام، يبدأ عيد الفصح مساء السبت 12 أبريل الجاري وينتهي مساء السبت الذي يليه.

قبل أيام، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وأدوا طقوساً فيها.

ودعت منظمة "عائدون إلى الجبل" أنصارها إلى الاستعداد لمحاولة ذبح قربان عيد الفصح داخل الأقصى أو على أبوابه قبل حلول العيد، من أجل "تحقيق وصايا التوراة في الوقت المناسب".

وبحلول عيد الفصح في العام الماضي، اعتقلت السلطات الإسرائيلية أفراداً معينين قبل الموعد المحدد لإحباط أي محاولة لهذه التضحية.

مَن وراء هذا؟

ترتبط إحدى الجماعات اليهودية المتطرفة على وجه الخصوص بمحاولات التضحية بالماعز في الحرم القدسي الشريف أو ما يسمى عند اليهود بجبل الهيكل.

أجرت بي بي سي مقابلة، في السابق، مع رفائيل موريس وهو أحد المسؤولين في هذه الجماعة، عن محاولاته للصلاة في ساحات المسجد الأقصى وهو يرتدي زياً إسلامياً.

يصف نفسه بأنه يهودي متدين وصهيوني.

وقال: "أعتقد أن جبل الهيكل ملْك للشعب اليهودي، بسبب ما وعدنا به الله في الكتاب المقدس".

"المهمة هي إعادة احتلال جبل الهيكل".

وألقت الشرطة الإسرائيلية حينها، القبض على موريس للاشتباه في أنه كان يخطط للإخلال بالنظام العام.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جماعة العودة للجبل تقدّم مكافآت نقدية للأشخاص الذين قد ينجحون في ذبح الماعز في ما يعرف عند اليهود بجبل الهيكل، أو الحرم القدسي الشريف، أو لأولئك الذين تم إلقاء القبض عليهم وهم يحاولون القيام بذلك.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان