مَن هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيّته الكويتية مرّتين؟
الداعية نبيل العوضي
بي بي سي
لقي خبر سحْب الجنسية الكويتية من الداعية نبيل العوضي تفاعلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي في الكويت والعالم العربي.
ويحظى العوضي بمتابعة 11 مليون شخص عبر منصة إكس، ونحو 11 مليون شخص على منصة إكس، و2.2 مليون على فيسبوك، و3.1 مليون على إنستغرام.
وتعدّ هذه هي المرة الثانية التي يتعرّض فيها العوضي لسحب الجنسية الكويتية؛ ففي عام 2014 جُرّد الداعية من الجنسية، لكنّها أعيدت إليه في 2018 بقرار من مجلس الوزراء الكويتي.
وفي أوّل تعليق له على القرار، كتب العوضي على حسابه عبر تويتر يقول: "بعد كل ضيق وشدّة ... غِنى وسعة!"
فيما قال في تغريدة لاحقة: "لا يشقى مَن كانت حياته مع الله ولله".
وأعرب عدد من النشطاء على مواقع التواصل عن استهجانهم، وعزا بعضهم القرار إلى تضامن الداعية العوضي مع غزة.
سحبوا جنسية الشيخ #نبيل_العوضي لأنه وقف مع غزة! شكلهم صايرين يقلدون نظام ابن سلمان يلاحقون كل من يوقف مع #غزة
— بنت زهران (@bintzahran1) April 12, 2025
تشاهدون الشيخ يفضح تخاذل الحكام و اعطائهم الضوء الاخضر لإسرائيل لإبادة أهل غزة #سبحان_ربي pic.twitter.com/Ss4wFpeBKX
لكن نشطاء آخرين، أشاروا إلى أن الكويت في الآونة الأخيرة سحبت الجنسية من "فئات مختلفة وبأعداد كبيرة بينهم مشاهير ممن لا يملكون الأصول الكويتية".
ونفى هؤلاء النشطاء ما يسوْقه البعض من أسباب وراء سحْب الجنسية من الداعية العوضي بأنه "اضطهاد لأهل الالتزام ومحاربة لأهل الدين والدعوة".
ولم يقتصر قرار سحب الجنسية الأخير على الداعية العوضي وحده؛ بل جاء اسمه بين عشرة أشخاص، بينهم الفنان محمد العجيمي والإعلامي مبارك العمير.
ويبلغ الداعية العوضي من العمر 55 عاما، وهو من مواليد الكويت في عام 1970 وقد حصل على الجنسية الكويتية في عام 1998 تبعاً لجنسية والدته الكويتية – أي بالتبعية.
وأطلقت السلطات الكويتية حملة لإعادة تنظيم قانون الجنسية، تتضمن مراجعة لحالات اكتساب الجنسية بالتبعية. وفي ظل هذه الحملة، أُلغيتْ في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بعض حالات التجنيس بالتبعية.
قرار سحب الجنسية من العوضي وغيره أعاد إلى الواجهة الجدل الخاص بمعايير المواطنة وحدود السلطة التنفيذية في الكويت.
ويعود هذا الجدل إلى عام 2014، عندما سحبت السلطات الكويتية الجنسية من معارضين سياسيين شاركوا في احتجاجات، مطالبين بمقاطعة الانتخابات وبمحاسبة وزراء اعتبروهم متورّطين في قضايا فساد.
السلطات الكويتية من جانبها، تقول إن عمليات المراجعة تأتي لتعزيز الشفافية القانونية، ولضمان استحقاق كل مَن يحمل الجنسية الكويتية وفقاً للشروط والمعايير المحددة.
ووفقاً للقانون الكويتي، فإنه يجوز بمرسوم سحْب الجنسية ممن اكتسبها إذا "استدعت مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي ذلك، أو إذا ما توافرت دلائل على القيام بالترويج لمبادئ تقوّض النظام الاقتصادي أو الاجتماعي في البلاد...".
"البدون في الكويت"
تعود أصول الشيخ نبيل العوضي إلى فئة البدون في الكويت، وهي فئة لا تحمل جنسية كويتية رغم إقامتها الطويلة في البلاد.
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد البدون في الكويت، إلا أن التقديرات تشير إلى أن هناك ما بين 100 و120 ألف شخص ما زالوا يعيشون في الكويت. وقد أُطلقت عليهم هذه التسمية منذ سنوات لكونهم لا يحملون أي وثائق تثبت انتماءهم للكويت.
وتعود أصولهم في الغالب إلى قبائل بدوية عريقة من مناطق رعي صحراوية تمتد من السعودية جنوبي وشرقي الكويت والعراق إلى الشمال، بل ويعود بعضهم إلى بادية سوريا والأردن من قبائل عربية كبيرة مثل شمر وعنزة.
ويطالب البدون بالحصول على الجنسية الكويتية، لكن الحكومة تعتبرهم مقيمين بصفة غير شرعية.
وخلال الأعوام الماضية تظاهر العديد من البدون للمطالبة بالجنسية، وتقول الحكومة الكويتية إن 34 ألفاً فقط منهم يحقّ لهم نيل الجنسية. أما بالنسبة للآخرين، فتقول إنهم مواطنو دول أخرى إمّا هاجروا إلى الكويت بعد اكتشاف النفط قبل خمسة عقود أو أنهم من أحفاد هؤلاء المهاجرين.
وتعتبر مشكلة "البدون" إحدى المشكلات الجدلية في الكويت؛ إذ تمنح البلاد جواز سفر رمادي "مادة 17" لفئة غير محددي الجنسية "البدون" وفق شروط محددة، من بينها الدراسة أو العلاج، وتُصرف في أوقات معينة.
ولا يحمل جواز "مادة 17" مميزات الجواز الكويتي الرسمي (الأزرق)، مثل حق الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي، والإعفاء من الحصول على التأشيرات للدول التي لا تطلب تأشيرات من مواطني الكويت.
ماذا نعرف عن الداعية العوضي؟
هو نبيل علي محمد العوضي، من مواليد عام 1970 في الكويت، وحاصل على بكالوريوس العلوم والتربية قسم الرياضيات في جامعة الكويت، ثم على الماجستير والدكتوراة في المناهج وطرق التدريس من المملكة المتحدة، ليعمل أستاذا في كلية التربية الأساسية.
واعتُمد العوضي خبيراً للاستشارات الأسرية بوزارة العدل الكويتية، سابقاَ.
لكن العوضي اشتُهر في مجال الدعوة؛ وهو إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، وقد بدأ الخطابة في عام 1990، وله العديد من الدروس والمحاضرات الدينية والمشاركات عبر العديد من القنوات الفضائية والصحف.
وقدّم العوضي عدداً من البرامج التليفزيونية، مثل "قبسات إيمانية، وأروع القصص، وسواعد الإخاء".
وتأثر العوضي بالداعية السعودي الراحل محمد بن صالح العثيمين.
وفي عام 2011، قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية منْع العوضي من الخطابة في جميع مساجدها، ليتّجه بعد ذلك إلى دولة قطر.
فيديو قد يعجبك: