إعلان

الجارديان: يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة

02:56 م الإثنين 14 أبريل 2025

يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة

بي بي سي

تُعد الملفات التي يتعامل معها الرئيس الأمريكي اليوم، من رسوم جمركية وما نتج عنها من خلافات دولية مع الولايات المتحدة، إضافة إلى المحادثات الأمريكية الإيرانية والتدخلات الخارجية للولايات المتحدة، حديث الصحف العالمية. وفي جولة عرض الصحف الاثنين، نستعرض أبرز هذه المقالات.

نستهل جولتنا، بمقال في صحيفة الغارديان البريطانية، للكاتبة نسرين مالك بعنوان "يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة، رغم صعوبته".

وتبني الكاتبة مقالها على فكرة "الازدواجية في كيفية النظر إلى الولايات المتحدة؛ كدولة تنتهك القانون الدولي عمدًا، وكدولة وحيدة قادرة على الحفاظ على القانون والنظام".

وتقول الكاتبة إن "هذا التعارض لا يزال قائمًا، ويزداد إزعاجًا مع اقترابنا من اليوم المئة من ولاية دونالد ترامب الثانية"، مؤكدة أن "هذه الازدواجية، المتوترة دائمًا، لم تعد قابلة للاستمرار".

وتُبرز الكاتبة نوعًا من التوقعات المتناقضة من الولايات المتحدة؛ حيث يُطلب منها التدخل دوليًا، بينما تُنتقد في الوقت نفسه لعدم التزامها بالمعايير الأخلاقية في بعض الحالات.

وأوضحت أن المؤسسات الأمريكية التقليدية، مثل الجامعات والشركات القانونية ووسائل الإعلام، بدأت في التراجع عن انتقاد السلطة الأمريكية وتقبل تصرفات الرئيس الحالي.

وترى مالك أن النقاشات الآن تركز على كيفية تحول الدول الأوروبية وبقية العالم بعيدًا عن التأثير الأمريكي، خصوصًا في مجالات مثل المساعدات التنموية والمساعدات العسكرية، مستدركة حديثها بأن هذه النقاشات تبدو وكأنها محاولات لفهم واقع جديد يصعب تقبله، بدلًا من أن تُشكّل محاولات عملية للتحرك بعيدًا عن هيمنة الولايات المتحدة.

وتشير إلى التحدي الذي يواجه الدول في تصوُّر العالم ما بعد الولايات المتحدة، نظرًا لكونها هي من صاغ النظام العالمي الذي نعيش فيه اليوم، بقولها "عندما تصبح الولايات المتحدة طرفًا فاعلًا متقلبًا، يبدأ هيكل النظام المالي العالمي بالتذبذب".

وتعتقد أن "هناك تخوفًا من قبول فكرة العالم ما بعد الولايات المتحدة"، موضحة أن "عالمًا لا توجد فيه سلطةٌ نهائيةٌ على الإطلاق أكثر رعبًا من عالمٍ توجد فيه سلطةٌ معيبةٌ للغاية"، مما يثير القلق حول حدوث فوضى عالمية أو غياب للسلطة المركزية.

وتدعو الكاتبة في ختام مقالها إلى التفكير في بناء نظام عالمي جديد يشارك فيه الجميع، حيث يكون لكل دولة دور ومسؤولية في النظام الدولي الجديد.

دونالد ترامب

الولايات المتحدة ضد الجميع: الهيمنة أم التدمير؟

وننتقل إلى مقال بعنوان "الولايات المتحدة ضد الجميع: الهيمنة أم التدمير؟"، في صحيفة بكين ريفيو الصينية، للكاتب ليانغ شياو.

يفتتح الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أدّت إلى انزلاق الولايات المتحدة، والعالم أجمع، إلى حالة من الفوضى غير المتوقعة".

ويُسلّط الضوء على التبعات المترتبة على سياسة ترامب بفرض هذه الرسوم الجمركية؛ كتراجع سوق الأسهم، وارتفاع تكاليف المعيشة للأسر الأمريكية، وزيادة الاحتجاجات الشعبية ضد هذه السياسة.

ويرى شياو أن "أداء ترامب الرئاسي في ولايته الأولى والحالية يشير إلى أنه لم يعد يرى ضرورةً للانتقال من رجل أعمال ناجح إلى سياسي مُحنّك، كونه يحكم بنفس النهج...".

ويدّعي الكاتب بأن "الحرب التجارية مع الصين خلال ولاية ترامب الأولى أدت إلى فقدان 245 ألف وظيفة في الولايات المتحدة".

يوضح أن ترامب يعتمد على نهج التفاوض المبنيّ على الضغط، بتطبيقه أسلوب إدارة الأعمال في السياسة، محذرًا من أن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية جسيمة، كما حدث في الماضي مع الرئيس الأمريكي هربرت هوفر خلال فترة الكساد الكبير.

ويقول إن "إدارة ترامب تبدو غافلة عن محدودية تطبيق عقلية ريادة الأعمال في حكم البلاد".

ويُنبه الكاتب إلى الفرق بين تفكير رجال الأعمال والسياسيين، ويشدد على أن السياسة تتطلب حكمة وحسابات دقيقة لا تعتمد فقط على المبادئ التجارية أو الشخصية الريادية.

"لدى ترامب فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران"

يرى الكاتبان أن الجمهورية الإسلامية في موقف تفاوضي ضعيف

نختتم جولتنا مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، ومقال بعنوان "لدى ترامب فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران"، للكاتبين جون ف. كيري وتوماس س. كابلان.

يرى الكاتبان أنّ لدى الرئيس ترامب فرصة فريدة لإبرام اتفاق مع إيران من شأنه أن يمنعها من امتلاك الأسلحة النووية ويعالج القضايا الأمنية الإقليمية، داعيًا إلى اتّباع نهج دبلوماسي لحل القضية النووية مع إيران.

ويشيران إلى أنه لم يعد موجودًا على طاولة المفاوضات اليوم سوى الولايات المتحدة وإيران، على عكس الاتفاق النووي الإيراني الذي عُقد عام 2015، الذي وقّعت عليه دولٌ أوروبية إضافة إلى روسيا والصين.

ويقولان إن "التحالف الذي حدد فرص وتحديات المفاوضات في عام 2015 لم يعد موجودًا... وإن العقوبات النووية متعددة الأطراف التي فرضها العالم لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات قد ولّت منذ زمن ولن تعود".

يرسم الكاتبان صورة لوضع إيران الحالي الذي من شأنه أن "يحفّز إيران على رؤية مصالحها بشكل مختلف"، ويضيفان أن "مشروع طهران الإمبراطوري المزعوم في حالة يُرثى لها".

ويعتبران أن "الجمهورية الإسلامية في موقف تفاوضي ضعيف، في الوقت الذي تقترب فيه من امتلاك قنبلة نووية"، داعيان إلى "أن يذهب الاتفاق الجديد إلى أبعد بكثير مما سمحت به المفاوضات السابقة".

ويوضّحان أنه "تم إضعاف حماس وحزب الله بشكل كامل. وتم تفكيك الدولة التابعة له (المشروع الإيراني) - سوريا بشار الأسد"، معتبرين أن "المجال الجوي الإيراني أصبح بلا دفاع ضد إسرائيل".

ويطالبان باتفاق يتضمن قيودًا صارمة على برامج إيران النووية والصاروخية، بالإضافة إلى إنهاء دعمها للجماعات الإقليمية المسلحة.

فيما يقترحان رفع العقوبات الاقتصادية، ومنح إيران الاعتراف الدبلوماسي، والسعي إلى معاهدة ملزمة قانونًا مع موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.

ويحذّر الكاتبان إيران من أن الخيارات العسكرية ستظل متاحة إذا فشلت الدبلوماسية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان