هل يؤثر لقاء نتنياهو مع ترامب في خطط إسرائيل تجاه غزة؟
بي بي سي
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد 6 من أبريل، إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أول زيارة له لواشنطن بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، الإثنين، لبحث قضايا عدة، منها الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على معظم المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من دول العالم، ومنها إسرائيل.
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن جدول أعمال اللقاء سيشمل أيضا "الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى الإسرائيليين، والعلاقات الإسرائيلية التركية، والتهديد الإيراني، ومواجهة المحكمة الجنائية الدولية".
وتأتي زيارة نتنياهو في وقت لا تزال فيه محاولات إحياء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تراوح مكانها، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية داخل القطاع.
وتؤكد إسرائيل رغبتها في الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، لكنها في نفس الوقت لا توافق على الذهاب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مع حركة حماس.
وتعرض إسرائيل، بدعم من مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الإفراج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين، مقابل سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والإفراج عن مسجونين فلسطينيين.
وتسعى إسرائيل إلى إعادة صياغة الصفقة لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين في تمديد للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بما يسمح لها بمواصلة العمليات العسكرية ضد حركة حماس.
في المقابل، تتمسك حركة حماس ببنود الاتفاق الأصلية، والتي تنص على بدء مفاوضات المرحلة الثانية بعد انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى. وتشمل المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الباقين على قد الحياة مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب.
وكانت إسرائيل قد استأنفت، في 18 مارس، عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مما تسبب في سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين، بعد هدنة مع حركة حماس استمرت نحو شهرين.
وتعد هذه الزيارة الرابعة لنتنياهو إلى واشنطن منذ بدء الحرب في غزة، والثانية له منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
"وضع إنساني صعب للغاية"
ويعيش سكان قطاع غزة وضعا إنسانيا صعبا للغاية، في ظل نقص حادة في المواد الأساسية.
وتفرض إسرائيل، منذ 2 مارس 2025، حصارا على القطاع، مع منع تام لدخول المساعدات الإنسانية.
وأكد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، الأحد 6 من أبريل، خلال لقائه بمنسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة، سوزانا تكاليتش، أن "الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستويات خطيرة وكارثية".
وأوضح أبو الريش أن "59 في المئة من الأدوية الأساسية و37 في المئة من المهام الطبية، رصيدها صفر"، وأن "13 ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي".
وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بدخول لقاحات شلل الأطفال، مؤكدة أن "602 ألف طفل يتهددهم خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة ما لم يتوفر اللقاحات اللازمة لهم".
وبالتزامن، اعترف الجيش الإسرائيلي، السبت 5 من أبريل، بارتكاب "أخطاء" تسببت في مقتل نحو 15 من مسعفي الطوارئ جنوبي قطاع غزة، في 23 مارس 2025، مشيرا إلى روايته السابقة حول الحادثة "لم تكن دقيقة".
وتعرضت قافلة سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني وسيارة تابعة للأمم المتحدة وشاحنة إطفاء من الدفاع المدني في غزة، لإطلاق نار، فجر يوم 23 مارس، في منطقة تل السلطان. وقالت إسرائيل في البداية إن قواتها فتحت النار لأن قافلة المركبات اقتربت "بشكل مريب" في الظلام بدون مصابيح أمامية أو أضواء مضاءة، وأنه لم يتم تنسيق حركة المركبات أو الاتفاق عليها مسبقا مع الجيش.
في المقابل، أظهرت لقطات مصورة بهاتف محمول، نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مركبات الإسعاف التي تعرضت لإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل المسعفين الفلسطينيين، كانت تحمل علامات واضحة وأضواء إشارة الطوارئ الخاصة بها.
وأقر الجيش الإسرائيلي، بعد نشر صحيفة "نيويورك تايمز" للقطات المصورة، أن بيانه الأولي الذي أكد أن سيارات الإسعاف كانت مطفأة الأنوار يبدو غير صحيح، مشيرا إلى أنه "استند إلى شهادة الجنود المشاركين في الحادث".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة 4 من أبريل، توسيع عملياته البرية في شمال قطاع غزة. وأشار الجيش إلى أن عملياته العسكرية الجديدة "تهدف إلى توسيع المنطقة العازلة الإسرائيلية على طول الحدود مع قطاع غزة".
وأكد برنامج الأغذية العالمي، 1 من أبريل، أن جميع المخابز الـ 25 التي كان يدعمها في قطاع غزة أغلقت بسبب "نقص الدقيق وعدم توفر غاز الطهي".
وحذرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أولغا تشيريفكو، من أن "نفاد الإمدادات بسرعة، واضطرار المخابز إلى الإغلاق، يزيدان من خطر وقوع أزمة جوع هائلة في غزة".
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في 5 من أبريل بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 50,669 شهيدًا غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن 115,225 مصابا، منذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر 2023.
فيديو قد يعجبك: